أنطونيو غوتيريش والناشطة لطيفة بن زياتن يفوزان بجائزة زايد للأخوّة الإنسانية 2021
أُعلن الأربعاء 3 شباط فبراير عن فوز كلٍّ من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والناشطة الفرنسية مغربية الأصل لطيفة بن زياتن بجائزة زايد للأخوّة الإنسانية 2021، ويتم اليوم الخميس واحتفالا باليوم العالمي الأول للأخوّة الإنسانية تكريم الفائزَين.
يُحتفل اليوم 4 شباط فبراير باليوم العالمي الأول للأخوّة الإنسانية وذلك في لقاء عبر الشبكة يشارك فيه قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، كما ويتم تكريم الفائزين بجائزة زايد للأخوّة الإنسانية 2021. وتم الإعلان أمس عن الفائزَين وهما أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة والناشطة الفرنسية من أصول مغربية لطيفة بن زياتن حسب ما جاء في بيان صحفي للجائزة ذكَّر بتأسيس جائزة زايد للأخوّة الإنسانية عام 2019 بالتزامن مع توقيع “وثيقة الأخوّة الإنسانية” في أبوظبي. وتهدف إلى الاحتفاء بالشخصيات أو المؤسسات التي تعمل على ترسيخ السلام والعيش المشترك وبناء جسور التواصل الثقافي والإنساني وطرح مبادرات عملية ناجحة ومؤثرة للتقريب بين المجتمعات على المدى الطويل. وتابع البيان أن لجنة التحكيم قد اختارت الفائزَين لما قدما من أعمال جليلة ومبادرات مؤثرة وفاعلة جاءت منسجمة مع القيم والمبادئ المنصوص عليها في وثيقة الأخوّة الإنسانية والتي تُعد المعيار الأساسي للجائزة.
ثم توقف بيان الجائزة عند الشخصيتين فأشار أولا إلى أن أنطونيو غوتيريش قد شرع منذ تولي مهام منصبه كأمين عام للأمم المتحدة في عام 2017 في العمل على إيجاد حلول للمشاكل التي يعاني منها العالم وخاصة فيما يتعلق بالسلم والأمن العالميَّين، بالإضافة إلى مبادرته الأهم والأكثر تأثيراً خلال العام الماضي والتي جاءت تحت عنوان “حظر الحروب في سبيل مكافحة جائحة كورونا”. أما عن الناشطة لطيفة بن زياتن فذكر البيان أنها من أكثر الشخصيات النشطة والمؤثرة في مجال مكافحة التشدد والتطرف حيث كرست حياتها لرفع الوعي تجاه التعصب الديني، وذلك في أعقاب مأساة فقدان ابنها عماد في هجوم إرهابي في عام 2012. ومنذ ذلك الحين أضحت لطيفة ناشطة حقوق مدنية معروفة في فرنسا وخارجها، حيث تعمل مع العائلات والمجتمعات لحماية الشباب من الوقوع في فخ التطرف، والعمل على نشر السلام وثقافة الحوار والاحترام المتبادل.
وعن تعليق الفائزَين نقل البيان كلمات غوتيريش: إن تكريمي اليوم بهذه الجائزة العالمية المرموقة التي حصل عليها البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب يُعد أيضاً تكريماً لجهود جميع زملائي في الأمم المتحدة ومن سبقونا للعمل في المنظمة الدولية، والذين بذلوا جهوداً كبيرة لتكريس السلام وجعل عالمنا أكثر أماناً. بينما ذكرت السيدة لطيفة بن زياتن “أقف اليوم بتواضع كبير أمام هذا الشرف العظيم الذي تمثله جائزة زايد للأخوّة الإنسانية، والتي لا تُعد تكريماً لما قدمتُ من مبادرات وحسب، وإنما احتفاءً بكل الجهود التي يبذلها زملائي كل يوم للقضاء على التشدد من خلال الحوار والاحترام المتبادل وتعزيز ثقافة السلام والعيش المشترك. وآمل أن تسهم هذه الجائزة في رفع مستوى الوعي في مجتمعاتنا تجاه أهمية بذل المزيد من الجهود في هذا المجال.” وأضافت “لقد شكّل الوضع في فرنسا وأوروبا تحدياً كبيراً بسبب الشعور بالإقصاء والتهميش الذي يؤثر على نفسية الشباب، لكننا تمكنا من إحداث تقدم ملموس، وسنواصل العمل مع كلٍّ من العائلات والمجتمعات لحماية الشباب من التطرف وفهم كيف يمكن لنا أن نصنع المزيد من فرص الحوار والدفاع عن القضايا الإنسانية وتعزيز التعاون والتفاهم المتبادل ليصبح ذلك هو الوضع الطبيعي بعيداً عن التشاحن والصراع.”
هذا وعلق على إعلان فوز أنطونيو غوتيريش ولطيفة بن زياتن بالجائزة القاضي محمد عبد السلام، الأمين العام للجنة العليا للأخوّة الإنسانية والعضو غير المصّوت في لجنة تحكيم الجائزة، ومن بين ما قال حسب ما جاء في البيان “نحن سعداء اليوم بهذا الإعلان وفوز أنطونيو غوتيريش بالجائزة التي استحقها عن جدارة لدوره العظيم والمؤثر في وقف النزاعات والحروب وإطلاق العديد من المبادرات التي استهدفت إنهاء العنف والانتهاكات وإعلاء مصلحة الإنسان والإنسانية وتكريس الأخوّة والسلام. كما يسعدنا كذلك إعلان فوز لطيفة بن زياتن، وذلك تقديراً لدورها الكبير وقدرتها على تحويل مأساتها الشخصية المؤلمة إلى نجاحات متوالية تكّرم ذكرى ابنها الذي فقدته وجميع ضحايا العنف والإرهاب. وهي بذلك تقدم للعالم مثلاً يُحتذى به في مجال الدفاع عن قيم الأخوة الإنسانية كوسيلة للمضي قدمًا.”