قم أحمل سريرك وامش تأملات المعلمة خلود قسوس
(( ” قم أحمل سريرك وامش. فحالاً برأ وحمل سريره ومشي ” …..الرب يسوع المسيح هو الشخص الوحيد الذي لم يقل أبداً ” بإذن الله ” ))
الرب يسوع المسيح هو الشخص الوحيد الذي لم يقل أبداً (بإذن الله):
لقد علمنا الكتاب المقدس أن نقول عبارات (إن شاء الرب وعشنا) أو (إن شاء الله) أو (بإذن الله) (يع 4: 15).
وقال الرسول بولس لأهل أفسس (ينبغي أن أعمل العيد القادم في أورشليم، ولكن سأرجع إليكم أيضاً إن شاء الله) (أع 18: 21).
وبذلك يتعين علي الإنسان القصير العمر، الذي لا يعرف المستقبل، ان يقدم مشيئه الله قبل الشروع في اي عمل، وبخاصة اذا كان يتعلق بالمستقبل الذي يدخل في علم الله.
أما السيد المسيح فهو الشخص الوحيد الذي لم يقل مطلقاً في حياته عبارة (بإذن الله) أو (إن شاء الله) وما إليها، وذلك لأنه هو الله نفسه،الذي يفعل بسلطانه وعلمه الكامل وإرادته مايشاء.
إن الأعمال الإلهية والمعجزات التي صنعها السيد المسيح تعد بالألوف، وماكتب منها أقل بكثير مما لم يكتب (يو 20: 30، 21: 25) وفي جميع هذه الأعمال المعجزية لم يقل هو ولا أحد من الرسل عنه إنه صنعها بإذن الله.
ولكنه كان يفعلها بسلطانه الذاتي. ومن قبيل ذلك نسوق الأمثلة العشرة الآتية:
1- أمر السيد المسيح الشاب الميت ابن أرملة نايين في نعشه قائلاً: “ايها الشاب لك أقول قم. فجلس الميت وابتدأ يتكلم” (لوقا 7: 14).
2- وقال له المجد لإبنة الرئيس يايرس الميتة وهي في فراشها: ” ياصبية قومي. فرجعت روحها وقامت في الحال” (لو 8: 54).
3- وقبل أن يقيم السيد المسيح لعازر الذي مات، ودفن أربعة أيام في القبر، قال مقدماً لمرثا أخته “سيقوم أخوك….أنا هو القيامة والحياة. من آمن بي ولو مات فسيحيا” (يوحنا 11: 31، 52).
4- أنتهر السيد المسيح البحر المضطرب والريح العاصفة بقوله للبحر: “اسكت ابكم، فسكنت الريح وصار هدوء عظيم” (مرقس 4: 39).
5- سجد له الأبرص قائلاً: (ياسيد إن أرددت تقدر أن تطهرني، فمد يسوع يده ولمسه قائلاً: ” اريد فاطهر. وللوقت طهر من برصه” (متي 8: 2، 3).
6- أمر السيد المسيح صاحب اليد اليابسة بأن يمدها، فصارت صحيحة كالأخري (متي 12: 13).
كما أمر المفلوج الذي له 38 سنة مشلولاً قائلاً: ” قم أحمل سريرك وامش. فحالاً برأ وحمل سريره ومشي ” (يوحنا 5: 8).
7- انتهر السيد المسيح الشيطان في مجنون كورة الجدريين وأمره بالخروج من المريض، فخرج بعد أن توسل للسيد المسيح بأن لايعذبه ويرسله للهاوية، وأن يأذن له بالدخول في الخنازير (لو 8: 27- 36).
8- خلق السيد المسيح للمولود اعمي عينين جديدتين، كما خلق من الخمس أرغفة والسمكتين الألوف من الأرغفة والأسماك دون أن يقول (باذن الله) (يو 8، متي 14، 15).
9- غفر السيد المسيح خطايا البشر، بل وأعطي سلطان الغفران لتلاميذه (مرقس 2: 10، يوحنا 20: 23).
10- تنبأ السيد المسيح عن خراب أورشليم والهيكل وكورزين وكفر ناحوم، وعن علامات نهاية العالم، وعن أنكار بطرس، وخيانة يهوذا وغير ذلك.
ولم يقل (هكذا قال الرب) مثل سائر الأنبياء. وعلم تعاليم جديدة قائلاً ” سمعتم أنه قيل للقدماء. وأما أنا فاقول لكم “(مت 11: 20- 24،، يو 13: 21، 38).
هذه بعض الامثلة لاعمال الهية عملها السيد المسيح- كالخلق والغفران والشفاء واخراج الشياطين واقامة الموتي والتحكم في البحر والريح ونواميس الطبيعة.
نعم.. ولا
فإذا قيل لنا إنه عملها (بإذن الله وقوته)، قلنا كلا بمعني، ونعم بمعني آخر.. كلا لأنه ليس كالبشر (الانبياء) الذين أتوا بعض المعجزات باذن الله وقوته الخارجة عنهم.
ونعم لأنه هو الله صاحب القوة والأمر. ومن هذه الامثلة السابقة، تبين ان السيد المسيح اجري هذه الاعمال الألهية، بسلطانه الذاتي وباذنه الخاص وبقوته الالهية الشخصية.
وهذا واضح ليس فقط من تصريحاته بأنه هو الله وأنه هو والآب واحد، ولكن أيضاً من صيغة الأمر المشمول بالنفاذ المعجل الفوري، دون استعمال عبارات باذن الله وأمثالها التي يستعملها البشر، وإلا تخلت عنهم قوة الله.
ولطالما نادي السيد المسيح “صدقوني لسبب الاعمال نفسها” (يو 14: 11)
وأعلن أن الناس ليس لهم عذر في عدم إيمانهم، بعد أن عمل بينهم أعمالاً- إلهية- لم يعملها أحد غيره (يو 15: 24) وانه مهما عمل الآب، فهذا يعمله الأبن كذلك.
وكما ان الآب يقيم الأموات ويحيي، كذلك الابن أيضاً يحيي من يشاء
والسيد المسيح هو الذي يدين لكي يكرم الجميع الابن، كما يكرمون الآب (يو 5: 19- 23)
وقال “الذي رآني فقد رأي الآب” (يو 14: 9)، ” أنا والآب واحد” (يو 10: 30).