الأب نادر ساووق يكتب: الأردن أرض الحضارات والمقدّسات
من ستة حروف مضيئة ، يتكون اسم الأردن الوطن ، فالأردن يعني : أرض المقدّسات – لقاء الحضارات – أرض السلام – راية خفاقة – دولة التسامح – نسيج واحد . كلّ هذا يجعل من بلادنا المحروسة من الله ، أرضاً مباركة ومنارةً مُشعّة ، تشّع إيماناً وجمالاً ، وتاريخاً وحضارة .أولاً : أرض المقدسّات الأردن أرض المقدسّات الإسلامية والمسيحية ، لأنّه أرض الأنبياء والشهداء ، والصحابة والأولياء .
في نهره تعمّد السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان ( المغطس ) وقد اعُتمد موقعاً للحّج المسيحيّ ، ومن جبل نبو أطل النبّي موسى لرؤية الأراضي المقدّسة ، وعلى أرضه توجد مقامات وأضرحة الصحابة ، وهذا يُشكّل حركة سياحية دينية نشطة بسبب ما تحتوي هذه الأرض المباركة من أماكن مقدسّة ، و تراث غنّي وتاريخ عريق.
ثانياً : لقاء الحضارات تعاقبت على أرض المملكة ممالك كبرى آدومية وعمونيّة ، ومن أبرزها : المملكة الموآبية ، وعاصمتها ذيبان بقيادة الملك ميشع ، ومملكة الآنباط العربية وعاصمتها البتراء ، التي هي احدى أهم المدن الأثرية في العالم ، ودرة السياحة الأردنيّة .وتوطنت في أرضه حضارات يونانية و روما نية و بيزنطيّة وعربية وإسلامية . يقول الفيلسوف الفرنسي باسكال : ” ان زيارة بلاد جديدة ، يعني الحصول على عيون جديدة …. “
وما يقدمه الأردن – أرض الحضارات – لزائريه يفوق كل التوقعات ، لأنه يفتح القلب على جمال الآثار الأردنيّة والأماكن الآخاذة ، ويفتح العيون على روعة أرض مليئة بالتاريخ والإيمان والجمال .
ثالثاً : أرض السلام يفتخر الأردن بأنّه موطن ” رسالة عمان “، التي هي ركنٌ راسخ من أركان السلام والتي تّبين للإنسانية جمعاء ، دعوة الإسلام إلى التسامح والإحترام المتبادل والمساواة ، وتؤكد هذه الرسالة أيضاً على ترسيخ قيم التعاون والحوار وقبول الآخر ، وعلى إبراز القواسم المشتركة بين الديانتين الإسلامة والمسيحّية . لذلك سيظل الأردن أرض السلام والآمان على مرّ العصور ، لأنّه أرض المحبة والوئام .
رابعاً : راية خفاقة منذ انطلاقة الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف حسين بن علي ( ملك العرب ) فكانت ثورة أمة نحو النهضة والتحررّ والاستقلال ، ولأن التحررّ لا يكون إلاّ بالاستقلال الكامل ، فقد ناضل الأردن لنيل استقلاله ، وقد تحقق ذلك في يوم 25 / من آيار / 1946 ، وأُعلنت إمارة شرق الأردن دولة مستقلة ذات سيادة باسم المملكة الأردنيّة الهاشميّة ، التي آرسى قواعدها ، جلالة المغفور له الملك عبدالله الأول ، ووضع دستورها الملك طلال – رحمه الله – ، وبنى نهضتها القائد الباني الملك الحسين بن طلال – طيب الله ثراه – و يقودها نحو الحداثة والتطوّر جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين – أطال الله في عمره – ليواصل المسيرة الأردنية في تحقيق منعة الدولة واستقرارها وأمنها ونموّها ، كدولة ذات عمق وأصالة ، وحضور عالميّ
.خامساً : دولة التسامح لقد تأسست المملكة الأردنيّة الهاشمية ، على قيم التسامح والتعدّدية والتعايش بين جميع مواطنيها . وتعزيزاً لهذه القيم ، وبهدف محاربة العنف والتطرف ، كان الأردن سبّاقاً في طرح وتنفيذ مجموعة مبادرات طيّبة ، ومنها : رسالة عمان ( 2004 ) ، التي تبرز الصورة الحقيقية المشرقة للإسلام . و” كلمة سواء ” ( 2007 ) ، و ” أسبوع الوئام بين أتباع الديانات ” ( 2010 ) . ومؤتمر ” التحديات التي تواجه المسيحّيين العرب ” الذي دعا إليه جلالة الملك عبد الله الثاني إلى انعقاده في مملكة التسامح ، في شهر أيلول عام 2013 . إنّ هذه المبادرات الأربعة وغيرها ، إضافة إلى أربع زيارات بابوية ، تُبين لنا الاّنموذج الأردني المميّز في العيش المشترك والتآخي بين المسلمين والمسيحيين .
سادساً : نسيج واحد الأردنيون جميعاً نسيج واحد ، لأنّ ” هذا الوطن – كما قال جلالة الملك – نشأ بروح الأسرة الواحدة ، المتعاضدة المتماسكة بين الجميع مسلمين ومسيحيين ، البعيدين كل البعد عن التطرف والعنف والتعصب الآعمى .
” فنحن نعيش في ظل المواطنة التي تجمع ولا تفرق ” . ومن يعشق تراب هذا الوطن لا يسيء أبداً لنسيجه الوطني .