رسالة البابا فرنسيس إلى المشاركين في مؤتمر حول التربية الدينية

أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع الكاتب والأستاذ الجامعي الإسباني ومستشار المجلس الحبري للثقافة فرنسيس تورالبا حول كتابه الجديد الذي يتمحور حول الكلمات والمصطلحات الجديدة التي يستخدمه البابا فرنسيس وتشكل محور حبريته.

“قاموس برغوليو: الكلمات المحورية لحبرية” هذا هو عنوان كتاب جديد للمؤلف وأستاذ الفلسفة والأنثروبولوجيا الإسباني ومسشار المجلس الحبري للثقافة فرنسيس تورالبا، يحلل فيه المصطلحات والمفردات الجديدة في حديث البابا فرنسيس. ويقودنا الكتاب في جولة في تعابير للأب الأقدس أصبحت مركزية في حبريته ومفاهيم كبيرة  للجميع، فيساعدنا المؤلف على التعمق فيها وفهمها. وينطلق البروفيسور تورالبا في كتابه من أحاديث البابا فرنسيس وخطاباته والرسائل العامة والوثائق الرسمية.

ومع فرنسيس تورالبا أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة قال في بدايتها إن الكتاب قد انطلق من الرغبة في فهم ما هي الكلمات والمفاهيم الأساسية في حبرية البابا فرنسيس. وأضاف أنه وجد خلال بحثه هذا وحدة فكر وتفردا كبيرا في التعبير عن وفهم جوانب الظروف البشرية والعالم، وهذا هو مفتاح الفهم أيضا لمن ليسوا أطرافا فاعلة في الكنيسة، وذلك لأنهم يرون في البابا فرنسيس رسالة رجاء. وتابع مؤلف الكتاب مقدما بعض الأمثلة، مثل حديث البابا عن عولمة اللامبالاة مشددا على قضية اللامبالاة إزاء الأرض والآخر، الغريب وإزاء الله، أو حديث قداسته عن الضواحي الوجودية. وتابع إن لهذه الكلمات لا توجد فقط قراءة لاهوتية بل أيضا من وجهة نظر علمانية، وهذا ما يساعد على إيصال الرسالة. وواصل حديثه معربا عن قناعته بأن هذا هو ما يريد البابا فرنسيس، الخروج من الذات لبلوغ الآخر ونقل البشرى السارة، الإنجيل.

ثم أجاب فرنسيس تورالبا على سؤال حول كيفية التمكن من شرح بعض كلمات البابا فرنسيس بدون توفر فرصة التعريف بالحركات والتعابير التي رافقت هذه الكلمات، فاعترف بصعوبة هذا الأمر وذلك لأن البابا فرنسيس يتحدث أيضا باللفتات والعينين وبجسده، بل ويتحدث بالتصرفات أكثر منه بالكلمات ويقول المزيد بما يفعل. إلا أنه وفي رسائل البابا فرنسيس عبر الكلمات هناك قوة مجددة على الصعيد الفلسفي واللاهوتي لم يتم التشديد عليها في بعض الأحيان حسب ما ذكر البروفيسور. وأعطى هنا مثلا تعبير “الزهايمر روحي” والذي يعكس، حسب ما تابع تورالبا، التجديد والنمو الذي يقدمه كل حبر أعظم بتفرده وتميزه كعطية للكنيسة وفي تاريخ الكنيسة.

وواصل البروفيسور فرنسيس تورالبا مجيبا على سؤال حول التعابير الجديدة للبابا فرنسيس التي أسيء فهمها من قِبل الرأي العام، فقال إن هذا أمر يسهل حدوثه لأننا نحتاج إلى وقت لفهم المفاهيم، مثل عولمة اللامبالاة أو الدنيوية الروحية، حيث قد تبدو هذه الكلمات بسيطة للوهلة الأولى إلا أن هناك عمقا لا يفهمه الإنسان بشكل جيد إذا تسرَّع. وتابع أن هذه هي الصعوبة، وذلك لأننا نقرأ الجمل بدون قراءة الإطار الذي توجد فيه فنتوصل إلى استنتاجات زائفة.

أما في إجابته على سؤال آخر حول أكثر المفردات او الكلمات التي يثمنها أو تعجبه بشكل خاص فتحدث البروفيسور تورالبا عن فعل الخروج من الذات الذي يستخدمه البابا فرنسيس، والذي يعني كنيسة أو مؤمنا في خروج، في إنطلاق، وقال إنه يحب هذا الفعل لأنه يعبِّر عن جوهر حياة المسيحي، أي الخروج للذهاب للقاء الآخر وخاصة الآخر الضعيف. وتابع أن هذا هو خروج من أجل نقل ما يؤمن به الشخص وللعناية بالآخر، وذلك أمام الميل نحو التوقف وبقاء الشخص في راحة بيته، في عالمه.

وفي ختام المقابلة التي أجراها معه موقع فاتيكان نيوز حول كتابه “قاموس برغوليو: الكلمات المحورية لحبرية” تحدث البروفيسور فرنسيس تورالبا، الكاتب وأستاذ الفلسفة والأنثروبولوجيا الإسباني ومستشار المجلس الحبري للثقافة، عن مساعدة كلمات البابا فرنسيس لنا على إدراك أن هناك عالما جديدا يبرز وعالما آخر ينتهي، وأننا جميعا في مرحلة انتقال. وتابع معربا عن قناعته بأن رسالة هذا البابا، حسب ما ذكر، هي في المقام الأول فهم هذا العالم ونقل رسالة رجاء، فحين يكون كل شيء في أزمة، ما بين صحية واقتصادية واجتماعية، ثقافية وأنثروبولوجية، فمن السهل السقوط في اليأس. وتحدث هنا على سبيل المثال عن الرسالة العامة “كن مسبَّحاً” مشيرا إلى أن موضوعها الرئيسي هو التأمل في التحول الإيكولوجي للعالم والأزمة المناخية، ويسهل بالتالي استنتاج أننا في نقطة اللاعودة، ولكن لدى البابا فرنسيس هناك الرغبة في القول إنه لا تزال هناك إمكانية، فإذا عملنا انطلاقا من ارتداد إيكولوجي يصبح التغيير ممكنا. ثم ختم البروفيسور فرنسيس تورالبا مشيرا إلى أن ما يصفها بالفضيلة الأساسية التي يرغب البابا فرنسيس في نقلها إلى الآخرين هي الرجاء.     

Leave A Reply