الدكتورة باسمة السمعان تكتب ضوابط الحرية وهويتنا الجديدة

الاديان السماوية نادت بمعنى جديد للحرية يختلف عن المعنى الذي ينشده البشر او تطمح له الشعوب في هذه الدنيا , الحرية في نظر الله هي التخلص من الممارسات التي تقيد حياتنا وتجعلنا على خلاف معه , الحرية الحقة هي التي تمنح الانسان هوية جديدة يقدمها امام نفسه وامام خالقه وامام المجتمع. ان مسعى الله لكل انسان ان يكون حرا فقد خلقه بارادة حرة .

لان الانسان الغير الحر لا يحاسب على افعاله , اما مع الحرية فيوجد حساب لكل ما يفعله خيرا كان ام شرا وينال جزاء افعاله على الارض او في السماء.
الانسان حر في كل ما يفعله بحيث لا يتعدى على حقوق وحريات الاخرين ولا يخالف وصايا الله ولا يخالف القانون والنظام العام الذي جعل من اجل سلامة وراحة الاخرين.


 فليس من حقك ان تخالف قواعد المرور وتقول انا حراسوق كما اشاء او ترفع صوتك كما تشاء وتقول انا حر.  
استخدم حريتك بحيث لا تضر الاخرين ولا تخالف النظام العام وايضا لا تضر نفسك لأن نفسك ليست ملكا لك ، انها ملك خالقها وللمجتمع الذي رعاك وكبرت به فعليك حقوق له يجب ان تؤديها. 

ظوابط الحرية هي لفائدة البشر وليست تقييد، فهي تمنع الانسان من ان يسبب الضرر بنفسه او بالاخرين. 
ايستطيع النهر أن يعترض على وجود شاطئين له، ويقول إنهما يقيدان حريتي؟ 
الشواطيء موجودة لحفظ ماء النهر فلا يفيض وينسكب للخارج ويغرق الارض ويحولها لمستنقعات لا فائدة منها ، شواطيء الانسان هي التعاليم السماوية ، نظام المجتمع والتربية  


 الطفل الذي يرفض التربية ويعتبرها تقييدا لحريته والشباب الذي يرفض النصيحة ان كانت من ابويه او معلميه ويعتبرها تقييدا للحرية ، ما هي نهايتهم ؟ سيفقدون الطريق ويضلوه ، فهل الضلال هو اسم اخر للحرية او نتيجة لها؟  
الانسان العاقل والحكيم هو من يضغط على نفسه ولا يعطيها كل ما تطلب ، ليصل للمعنى الحقيقي للحرية ، تلك الهوية الجديدة التي ارادها الله لنا هوية غير مقيدة تحررنا لاننا نعرف الحق والحق يحررنا.


من اجل هذا علينا تدريب ارواحنا على مهارات ضبط النفس وضبط اللسان ، ضبط الاعصاب وضبط الفكر ، ضبط الحواس وضبط الجسد ، ضوابط الحرية هي لخيرنا وخير البشرية.  

فمعنى اني اسير حسب حريتي اي بضبط نفسي واجبارها على عمل الخير ؟ فهذه هي الحرية بالهوية الجديدة التي ارادها الله لنا . 

Leave A Reply