عن التغذية للمصابين بالسكري من النوع الثاني، وتغييرات إضافية في نمط الحياة.

ما هي التغييرات في نمط الحياة المطلوبة من الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالسكري من النوع الثاني؟ ما هي التغذية الموصى بها للمصابين بالسكري؟ كم من النشويات يُسمح لهم أن يأكلوا؟ وهل هنالك حمية موصى بها بصورة خاصة لمرضى السكري؟ دليل عملي

السكري من النوع الثاني هو أحد الأمراض المزمنة الأكثر تأثّراً بنمط حياتنا، ويتم ربطه بصورة خاصة بعادات الحياة المنتشرة في الدول الغربية والمصحوبة بانعدام النشاط البدني والتغذية الغنية بالسكريات والدهون.

يستدعي تشخيص الإصابة بالسكري من النوع الثاني أو حالة ما قبل السكري (مقدمات السكري) أولا، وقبل كل شيء، إجراء تغييرات في نمط الحياة. لدى المرضى المصابين بالسكري الذي يتمثل بتجاوز معتدل جدا لمستويات السكر في الدم، من المتوقع أن تشمل المرحلة الأولى من العلاج، أساسا، توصيات بتغيير نمط الحياة، في محاولة للتغلب على الحالة دون حاجة للأدوية.

كذلك لدى متلقي العلاج بـأدوية السكري تكون هنالك حاجة للحفاظ على نمط حياة صحي ونشط من أجل تأخير تفاقم المرض والحاجة للانتقال إلى العلاج بالإنسولين، كذلك، هنالك توصية لمتلقي العلاج بالإنسولين بالاهتمام بالتغذية الصحية واللياقة البدنية، في محاولة لمنع تطور المضاعفات في الأوعية الدموية، المرتبطة بالمرض.

اعتمادا على توصيات الجهات المهنية في مجال السكري، وبمساعدة أخصائية التغذية السريرية ميخال غرشوفيتس – عضو جمعية عتيد ورئيس الرابطة الإسرائيلية للسكري البروفيسور نعيم شحادة، ركّزنا لأجلكم كل المعلومات المتعلقة بالتغييرات المطلوبة في نمط حياة الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالسكري من النوع الثاني.

التغييرات في نمط حياة الأشخاص المصابين بالسكري: توصيات أساسية

المشورة الغذائية لمرضى السكري

إحدى التوصيات الأساسية لمرضى السكري، التي تم تبنيها من قبل الاتحاد الأمريكي للسكري (American Diabetes Association)، هي التوجه لتلقي الاستشارة الغذائية الشخصية، من أجل ملاءمة قائمة الطعام اليومية بصورة شخصية، بناء على مقاييس الجسم، العادات الغذائية والخلفية الثقافية الخاصة بكل مريض. بحسب المنظمة، ليس هنالك نمط تناول طعام ملائم لكافة المصابين بالسكري، وعلى كل شخص يتم تشخيص إصابته بالسكري أن يكون مضطلعا بمبادرة منه في تخطيط برنامج تغذيته، تخطيط الجوانب الغذائية بالتعاون مع مقدمي العلاج له.

تخفيض الوزن

تؤدي السمنة إلى تفعيل عاملين يؤديان إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم: فهي تؤدي إلى انخفاض مستوى الخلايا المفرزة للإنسولين (خلايا بيتا) بسبب تراكم الدهون في البنكرياس الذي يؤدي إلى تدمير هذه الخلايا مما يمسّ بعمليه إفراز الإنسولين كردة فعل على ارتفاع مستوى الجلوكوز (السكر). ومن الجهة الثانية، يؤدي ترسب الدهون في العضلات أو الكبد أو غيرها من الأعضاء، إلى عدم تجاوبها مع الإنسولين (مقاومة الإنسولين)- ولذلك لا يدخل السكر إلى الخلية، ويرتفع مستواه في الدم.

يساعد تخفيض الوزن في موازنة مستويات السكر في الدم، ومن شأنه حتى أن يؤدي إلى توقف مؤقت للمرض إذا تم القيام به في الوقت المناسب – عندما تتحرر خلايا بيتا التي لم يتم تدميرها بعد من عبء الدهون، وتعود للعمل كما ينبغي.

كذلك، أظهرت الأبحاث أن الانخفاض البسيط بالوزن سيؤدي هو الآخر لتأثير جدي على الصحة، وبضمن ذلك انخفاض مقاومة الجسم لهورمون الإنسولين وانخفاض مستوى الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي وكذلك تحسن في الأداء الجنسي الذي يميل إلى التراجع لدى المصابين بالسكري.

النشاط البدني

يعتبر النشاط البدني المنتظم عاملا هاما جدا للسيطرة على مستويات السكر في الدم وللحالة الصحية العامة لدى الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني.

خلال النشاط البدني، تستهلك عضلات الجسم الغلوكوز بوتيرة أعلى بـ 20 ضعفا من الوتيرة العادية، الأمر الذي يساهم في خفض مستويات السكر في الدم. كذلك يحسن النشاط البدني وضع الحساسية للإنسولين، يقلل عوامل الخطورة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ويساهم في خفض الوزن. هكذا، بإمكان النشاط البدني المنتظم منع تفاقم السكري وظهور المضاعفات.

من المفضل القيام بما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط البدني الهوائي في الأسبوع، بدرجة صعوبة معتدلة على الأقل، وكذلك القيام، في كل أسبوع بـ 2-3 تمارين مقاومة/ قوة. كذلك من المهم الحد من أوقات الجلوس المتواصل، والنهوض للقيام بنشاط خفيف أو على الأقل الوقوف قليلا والخروج لجولة مشي بعد الوجبات.  

النشاط البدني مع السكري من النوع الثاني: كل ما يجب معرفته

الإقلاع عن التدخين

التوصية بالإقلاع عن التدخين، هي توصية هامة للجميع، لكن أهميتها تزداد بصورة خاصة بالنسبة للمصابين بالسكري. يؤدي التدخين للمس بالقدرة على السيطرة على المرض، ويعرض مرضى السكري المدخنون أنفسهم للخطورة الشديدة جدا ولمضاعفات خطيرة، بضمنها أمراض القلب، السكتات وأمراض الكلى بالإضافة للمس بتدفق الدم في الرجلين، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تلوثات، تقرحات وحتى حالات بتر، اعتلال الشبكية – وهو مرض في العينين من شأنه أن يؤدي إلى العمى  اعتلال عصبي (مس بالأعصاب).

الكحول

بموجب تعليمات الاتحاد الأمريكي للسكري (ADA)، من المفضل للأشخاص المصابين بالسكري الحد من استهلاكهم للكحول – حتى وجبتين في اليوم للرجال وحتى وجبة واحدة في اليوم للنساء. تحتوي وجبة الكحول على 15 غراما من الكحول، على سبيل المثال: 330 ملل من البيرة، 140 ملل من النبيذ الجاف، أو 30 – 40 ملل من الفودكا/ الويسكلي/ البراندي/ الجين/ الروم. 

السكري والكحول: كل ما يجب معرفته

الخضار والفواكه

من المفضل إغناء التغذية اليومية بالخضار والفواكه، بضمنها الطازجة، المثلجة والمجففة. يوصي المركز الوطني لمراقبة الأمراض في الولايات المتحدة (CDC) مرضى السكري بصورة خاصة بالخضروات الخضراء (مثل البروكولي والسبانخ)، الخضروات البرتقالية (مثل البطاطا الحلوة والجزر)، الفاصولياء والبازلاء.

النشويات

لأن الجسم يقوم بتحليل النشويات إلى غلوكوز، فإن النشويات تمتلك أكبر تأثير على مستويات السكر في الدم. لكن هذا لا يعني أنه يجب الامتناع عن تناولها. جميعنا بحاجة للحصول على كمية كافية من النشويات من أجل تلبية احتياجات الجسم من الطاقة، الفيتامينات، المعادن والألياف.

مع ذلك، من الجدير الاهتمام بمصدر النشويات وكميتها. يفضل أن يكون مصدر النشويات الحبوب الكاملة (مثل الأرز الكامل، خبز الشوفان، المعكرونة من القمح الكامل)، البقوليات (مثل العدس، الفاصولياء، البازيلاء) والخضروات والفواكه النشوية (البطاطا، الذرة).

تختلف كمية النشويات الموصى بها ضمن قائمة الطعام اليومية للأشخاص المصابين بالسكري، من شخص لآخر – بحسب أنماط تناول الطعام الشخصية الخاصة بالمريض، لأغراض العلاج وكذلك بحسب قيم السكري ومستويات الدهون في الدم. من شأن أخصائية التغذية أن تساعدكم في ملاءمة كمية النشويات اليومية. تذكروا أنه من الأفضل توزيع كمية النشويات اليومية بين مختلف الوجبات على مدار اليوم.

يجب الاهتمام بكمية النشويات في الطعام بموازاة الاهتمام بالقيم الغذائية – من المهم فحص كم من النشويات تحتوي كل وجبة من الطعام بالمقارنة مع الوجبة الأساسية (وجبة نشويات) التي تحتوي على 15 غراما من النشويات.

تشكل المواد الغذائية التالية مثالا لوجبات من النشويات – تحتوي على 15 غراما من النشويات:

شريحة من الخبز العادي

 شريحتان من الخبز الخفيف
ثلث رغيف خبز (كماج)
نصف كأس من النشويات المطبوخة – الأزر/ الكسكس/ كأس من المعكرونة/ العدس/ الكينوا
2/1 كأس من الخضروات النشوية مثل البيريه من البطاطا أو الذرة المطبوخة
وجبة فاكهة

تحتوي بعض المواد الغذائية على كمية هامشية من النشويات التي لا حاجة لاحتسابها إلا إذا تناولناها بكميات كبيرة جدا. على سبيل المثال، تعتبر كمية النشويات منخفضة في غالبية الخضروات غير النشوية. يحتوي 2/1 كأس من الخضروات غير النشوية المطبوخة أو الطازجة، على نحو 5 غرامات فقط بالمعدل من النشويات. 

عندما نتناول كمية كبيرة من نشويات الدهون، ومن أجل موازنة تأثير الغذاء على مستويات السكر في الدم، من المفضل أن ندمج معها مصدرا صحيا للدهون، مثل الجوز، أو البروتين – مثل الجبن، سواء كانت الوجبة وجبة مركزية أو وجبة بينية.

طريقة الصحن

يقترح اتحاد السكري الأمريكي طريقة سهلة لتناول الطعام بصورة صحية لدى المصابين بالسكري بموجبها عندما نقوم بإعداد الصحن الذي يحتوي على الوجبة، يجب الاهتمام بأن يتألف نصف الصحن من الخضروات غير النشوية مثل السبانخ، الجزر والطماطم (البندورة). ربع إضافي من الصحن يجب أن يكون مؤلفا من البروتينات مثل التونا أو الدجاج. والربع المتبقي من الصحن يجب أن يحتوي على مواد غذائية من الحبوب الكاملة أو الغذاء النشوي – مثلا خبز الحبوب الكاملة، البطاطا وما شابه. إلى جانب الصحن، نضيف حبة فاكهة و/أو وجبة من منتجات الألبان (الحليب) ومشروب غير محلى.

Leave A Reply