قيامة المسيح أبطلت فكرة الفناء والإلحاد – د. الأنبا يوحنا قلته
مات المسيح كإنسان فهذا حكم إلهي. آدم، موتاً تموت، رآه جميع من كان حوله ميتاً، من الجند الروماني، من طوائف الشعب، من أحبائه أو أعدائه واستلم جسده الطاهر يوسف الرامي ليضعه في قبر جديد، شهدت ذلك مريم العذراء، والمجدلية، ويوحنا الحبيب مع بعض الرسل، أنه مات حتى تعجب الحاكم بيلاطس واستغرب أن يموت هكذا سريعاً، وضع في قبر وعلى بابه حجر كبير، أسدل الستار عن حكاية يسوع الناصري وتفرق الأحباب كل في طريقه.
غربت شمس الجمعة العظيمة، ومضى يوم السبت، الذين آمنوا به أنه المسيح المخلص الفادي المنبثق من الله وهو نور من نور، بدأ المحبون له يتساءلون: لقد وعد أن يقوم في اليوم الثالث غربت شمس السبت، الرفاق في قلق، الرسل في حيرة ويأس، المجتمع اليهودي والروماني في ارتياح فلقد انتهت ثورة المسيح.
وفجأة في فجر الأحد، الضباب يلف الجلجلة وهي تل من تلال أورشليم في صمت، في هدوء، أزاح الملاك الحجر عن باب القبر لأن القبر أصبح فارغاً، أنه ليس هاهنا، الحي لا يبقى مع الموتى، لقد قام كما قال، إذن هو صادق كل الصدق، خلع ثوب الموتى وأكفانه وارتدى ثوباً من نور، لم يشعر الحراس بما يحدث، شاء المسيح أن يلتقي مريم التائبة، أخذت في البكاء، لم يذكر الإنجيل مريم العذراء أنها تبكي لأنها كانت على موعد مع أبنها الحبيب، لم تشك لحظة في صدق وعده، مطمئنة، هادئة، صامتة، وإذ صوت المسيح يخترق ضباب البستان الذي يحوي القبر، مريم التائبة عرفت الصوت، هرعت نحوه تريد أن تقبل يديه وقدميه.
تراجعت في فرح يملأه الخوف، صرخت رابي أي يا إلهي، أشار إليها “لا تلمسيني” لأنك لن تستطيعي، فاللاهوت يحمله ولم يلبس من جديد الجسد المادي، لقد قام بجسد قال عنه بولس فيما بعد جسد روحاني، والهيئة كما هي الطول والعرض كما هما، المسيح هو هو، أذهبي يا مريم قولي لأخوتي الرسل سأقابلهم هناك في الجليل كما تعودنا، أما الآن فهي لحظة الانتقال من الموت، العودة من الأبدية، هرولت مريم إلى الرسل.
قام المسيح يا دعاة نظرية الفناء بعد الموت ثبت بطلان نظريتكم فها أنا ذا دست الموت وحطمت أغلاله والخوف منه، عدت لكي تتأكدوا أن الموت هو انتقال، عبور من حال إلى حال، في أقل من ثانية في رمشة عين ينتقل الإنسان إلى عالم الله، لا فناء في الكون، لا فراغ بعد الموت، سقط الفناء، المسيح قام ليؤكد من صنعه من قبل مع العازر الذي مات أربعة أيام، أن بعد الموت، آسف بعد الانتقال حياة وحركة وكلام ولقاء، إذا كانت الطبيعة المادية لا تفنى كما أكد العلم، هل تفنى الروح ؟ أبداً. أبداً
ويا دعاة نظرية الإلحاد، تنكرون وجود الله، لذا عدت من الأبدية لأؤكد لكم أن الله موجود قبل الوجود، الله في أعماقكم وأنتم لا تدرون لأن مشاغل الدنيا تطحنكم، ملكوت الله في كل همسة في الطبيعة، في رقصة غصن الشجر، في عطر الزهرة، في غناء الطيور فوق الجبال، في المحيطات، يحرك النجوم والكواكب، هو الذي أرسلني لكم، سأظل معكم، سأصاحبكم في دعوتكم إلى الله، أنا هو المسيح، القيامة والحياة، قمت لكي أقول لكم كل من آمن بي سيقوم من الموت.
قام المسيح حقاً قام