البطريرك بيتسابالا يترأس الاحتفال بيوم السلام للشرق ومباركة أيقونة العائلة المقدسة
ترأس غبطة البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، الأحد ٢٧ حزيران ٢٠٢١، القداس السنوي ليوم السلام للشرق، فضلًا عن مباركة أيقونة العائلة المقدسة، وذلك في كنيسة البشارة في الناصرة. هذا وقد احتفلت بهذا القداس الإلهي أيضًا، كافة البلدان التابعة لمجلس البطاركة الكاثوليك في الشرق الأوسط.
وقد جاء الاحتفال عقب مبادرة أطلقتها اللجنة الأسقفية “عدالة وسلام” المنبثقة عن مجلس البطاركة الكاثوليك في الشرق الأوسط، بمناسبة اليوبيل ١٣٠ على صدور وثيقة “Rerum Novarum“، التي أصدرها البابا لاون الثالث عشر في ١٠ أيار ١٨٩١.
في عظته، تحدث المطران يوسف متى عن مدينة الناصرة حيث بشر الملاك العذراء مريم، ليبلغها إرادة الله للبشرية، وهتف نحوها ولأول مرة في تاريخ الخلاص بكلمة السلام قائلا: السلام عليك ايتها المنعم عليها، الرب معك. “فسلام مريم كان اول خطوة للسلام بين الله والبشر، وقد بقيت الكنيسة على مدى قرون وعقود أمينة على إرساء مبدأ السلام، وذلك في دعوة للمحافظة على الكرامة الإنسانية والحريات والحقوق لكل إنسان، وضمان وحفظ السلام في حياته”.
وأضاف: “السلام ليس فقط عطية ننالها، وإنما هو أيضًا عملٌ نبنيه معًا كي نكون صانعي سلام حقيقيين. ولهذا علينا أن نربّي أنفسنا أولًا على فضيلة المصالحة، أي الشفاء الداخلي لكلٍ منا، ثم نبدأ بالتضامن، والتعاون والتآخي فاعلين بنشاطٍ في المجتمع بضميرٍ يقظٍ حول إحقاق العدالة السماوية ولا سيما للضعفاء”.
هذا وقد بارك البطريرك بيتسابالا خلال القداس الإلهي، أيقونة العائلة المقدسة المرصعة بذخيرة من كنيسة البشارة، فضلًا عن تكريس الشرق الأوسط للعائلة المقدسة. ومن المقرر أن تنتقل هذه الأيقونة في رحلة حج تبدأ من لبنان، مرورًا ببلاد المشرق، حتى تصل إلى روما في نهاية سنة القديس يوسف في ٨ كانون الأول ٢٠٢١، لتعود فيما بعد إلى الأرض المقدسة.
وفي رسالة إلى بطاركة الشرق الكاثوليك، كتب الحبر الأعظم البابا فرنسيس: “العائلة المقدسة، يسوع ويوسف ومريم، التي اخترتموها لتكريس الشرق الأوسط لها، تمثّل جيّدًا هويتكم ورسالتكم. لقد حفظت أوّلًا السرّ وهو أن ابن الله صار جسدًا، وتكوّنت حول يسوع ومن أجله. مريم العذراء أعطتنا يسوع، بقولها “نعم” لبشارة الملاك لها في الناصرة، ويوسف قَبِلَهُ”.
وأضاف البابا فرنسيس: “التكريس للعائلة المقدسة يدعو أيضًا كلّ واحد منكم، أفرادًا وجماعات، إلى أن تُعيدوا اكتشاف دعوتكم أن تكونوا مسيحيين في الشرق الأوسط: ليس فقط بأن تطالبوا بالاعتراف العادل لحقوقكم كمواطنين أصليّين في تلك الأراضي الحبيبة، بل أيضًا بأن تعيشوا رسالتكم، رسالة حراس وشهود للأصول الرسولية الأولى”. وفي نهاية رسالته، خاطب البابا فرنسيس مسيحيي الشرق، وقال: “كونوا حقًا ملحًا لأرضكم، وأعطوا طعمًا ومعنًى للحياة الاجتماعية. واسعَوْا في المساهمة في بناء الخير العام، وفقًا لمبادئ تعليم الكنيسة الاجتماعيً”. هذا وقد منح قداسة البابا فرنسيس من روما الأحد، بركته الرسولية الخاصة إلى دول الشرق الأوسط بمناسبة يوم السلام.
في ٨ كانون الأول ٢٠٢٠، في عيد الحبل بلا دنس، أعلن البابا فرنسيس عن تكريس هذه السنة للقديس يوسف. وقد جاء ذلك بمناسبة مرور ١٥٠ عامًا على إعلان الطوباوي البابا بيوس التاسع، القديس يوسف شفيعًا للكنيسة العالمية.
وكان البطريرك بيتسابالا قد أرسل دعوة إلى جميع البطاركة والأساقفة للمشاركة بالاحتفال بهذا اليوم، فضلًا عن دعوة جماعة المؤمنين لحضور القداس.
وشارك في القداس الإلهي المطران يوسف متى، رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل للروم الملكيين الكاثوليك، والمطران يعقوب أفرام سمعان، النائب البطريركي للسريان الكاثوليك في الأرض المقدسة والأردن، والمطران بولس ماركوتسو، النائب البطريركي للاتين في القدس، والأب حنا كلداني، النائب البطريركي للاتين في الناصرة، والأب مروان دعدس، كاهن رعية الناصرة، والأب رفيق نهرا، النائب البطريركي لجماعة المهاجرين وطالبي اللجوء السياسي، بحضور عدد من الراهبات والكهنة من مختلف الكنائس، وجماعة المؤمنين.
المصدر: موقع بطريركية القدس للاتين