البابا فرنسيس يندد بمجازر كندا

نورسات الاردن: د. جلال فاخوري

يتزايد دور الفاتيكان في عصر يكاد يوصف بعصر اللاأخلاق واللاإنسانية. وحين ينتقد قداسة البابا فرنسيس المجازر خاصة للأطفال في المدارس الكنسية يَفترض أن كندا بلد متقدم ومن الدول الصناعية الغنية التي يُفترض أن يواكب موقعها في العالم الدور الأخلاقي الإنساني، وهذا الإفتراض يضع كندا في سلم الحضارة الليبرالية التي بدأت بتشويه قيمة الإنسان والأخلاق والضمير الإنساني. ويبدو من مواقف كندا السياسية تجاه القضايا الدولية أنها مواقف اضطرارية في الدائرة الرأسمالية التي أبدت بشاعة أخلاق يصعب على الدول الفقيرة ودول العوالم الأخرى كالثالث والثاني أن تسلكه. فرغم استقلالها عن أمريكا في كثير من المواقف إلا أن كندا أيضاً من مواقفها تبدو تابعة للسياسة الأمريكية لا تستطيع الخروج عنها مما يصنّف كندا في دائرة الليبرالية اللاأخلاقية.

فما معنى وجود مجازر في فانكوفر البريطانية الكندية؟ من غير المعقول أن تصنّف كندا من الدول الكبرى الصناعية والغنية وأن ترتكب هكذا جرائم كقتل الأطفال في المدارس الخاصة وبأعداد كبيرة من يقارب 160 طالباً لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشر لأسباب مختلفة أسوأوها الإقتصاد الجنسي. هل بات العالم مخدوع بحضارة كندا وكونها بلد هام للهجرة؟

لقد كان العالم مخدوعاً بأمريكا قبل انفضاح سمعتها العنصرية والدكتاتورية والطبقية التي تكشفت بمقتل جورج فلويد الأسود. فأمريكا تمارس كافة البشاعات ضد الإنسانية من عرقية وإثنية، إلى الأجناس، إلى اللون، إلى اللغة كما تمارس بشاعة الإقليمية والطائفية والنظرة إلى احتقار الغير، فهل تُصنّف كندا كأمريكا ذات السمعة السيئة؟ إذا كان ذلك ضرورة فمأساة الإنسانية تنتطلق من الدول التي تدّعي الحضارة والغنى واستقطاب المهاجرين، والبابا فرنسيس ككل البابوات ” وهذه سياسة الفاتيكان منذ تأسيسه” يدافع عن الإنسانية وحق الإنسان في العيش بكرامة وحرية وديموقراطية وعدالة ومساواة بين أفراد البشر.

نعم إنها المسيحية ذات الطابع الإلهي الإنساني،وقد تجسّد الإله ليعيد للإنسان إنسانيته التي أفقدها إياها الطمع والجشع والمال والجريمة والعبودية والرّق وكافة الصفات التي أفقدت الإنسان قيمته وإنسانيته حتى أصبحت الدول كإسرائيل تعامل البشر كحيوانات حقيرة تستدعي التخلّص منها.

نعم إن كندا بهذه المجازر حسب رأي قداسة البابا فرنسيس لا تختلف عن غيرها من الدول التي تحاول القضاء على إنسانية الإنسان وأخلاقه، وكأن كندا لا تقيم للدين المسيحي وزنا أو اهتماما ً فهذ مأساة الليبرالية الكندية.

Comments are closed.