قدر تاريخي مصنوع وممسوخ
نورسات الاردن / الدكتور جلال فاخوري
هل عاشت فلسطين وتعيش بقدر تاريخي اسمه اليهود؟ وهل تنتهي الصيرورة التاريخية عند القدر التاريخي؟ بل هل اليهودية قدر يَفرض على الحياة قيوداً وحدوداً؟ إذا كانت اليهودية قدراً لماذا طُرد اليهود إلى أماكن شتاتهم، ولم سبي اليهود على نبوخذنصر؟ ولماذا شتتوا في صحراء سيناء أربيعين عاما؟ لماذا غاب اليهود عن فلسطين آلاف السنين حتى أعادهم الغرب إلى أرضهم التي يدّعونها أرض اللبن والعسل؟
إن القدر بمفهومه الفلسفي والروحي هو قضية كامنة في الأعماق لا تتلاعب به الأحداث وعوامل الزمن. فما ذُكرعن القدر التاريخي لليهود لا ينسجم مع المفهوم الإلهي. فاليهود هم شتات من أرضٍ لا صلة لها بفلسطين، وضعَهم الغرب في بلاد ليست لهم أي أنَّ وجودهم في فلسطين مشوب دوماً بالتناقضات التاريخية ويعانون من خارج حدودهم ومن حدود أنفسهم داخلياً. والوجود الطارئ في التاريخ يبقي الخوف متسلطاً عليه لأنه وجود في مكان وزمان لا يجب أن يكون فيه، فليس القَدر من وضعَهم في فلسطين بل أوروبا التي تنعتهم كشعبٍ لا يحترم حياته أو إنسانيته، فهل يفهم اليهود أنهم بشراً وليسوا أسوداً متوحشة في غابات وجدت للإنسان لا للحيوان؟
إن الوجود اليهودي الطارئ إذ يبعث على الأرق والقلق لهم على امتداد الزمن، يمسك عليهم استقامة السيكولوجية التي تستقر بالإنسان فتعطيه الأمان، لكن كيف يحقق اليهود الأمان والأمن والطمأنينية وهم من يسمموا حياتهم بأنفسهم بقتلهم للغير والعمل على التشريد والتنكر للطمأنينة ولا يستطيعون النظر للغير بعين إنسانية؟ وحين نقول أن المعاناة اليهودية هي معاناة وجودية نعني أن وجودهم مبعث قلق لهم ومصدر معاناة اليهود يعرفون أنهم مغتصبِين للأرض، هذا أحد مصادر قلقهم، وهم خائفون من أصحاب الأرض الأصليون، وهذا هو مصدر آخر لقلقهم، وهذه المصادر إذ تبعث على القلق تسبب لهم خللا كبيرً في إيجاد أسس لإطمئنانهم. نعم، هم يَقتلون يومياً ويستبدون بالحياة في فلسطين لكن ذلك ليس عن استقرار بل عن خوف وهلع، ومما أوسع هذا القلق للسيكولوجية اليهودية هو عدم قدرتهم على اخضاع الفلسطينيين وعجزهم عن لجم المقاومة وصواريخها وعدم استطاعتهم على لجم العالم عن انتقادهم أو التظاهر ضدهم.
اليهود ليسوا قدراً يخيف العرب بل هم ضعفاء ينظرون إلى الهجرة المعاكسة على أنها أمنِية لو يحققونها.
هل عاشت فلسطين وتعيش بقدر تاريخي اسمه اليهود؟ وهل تنتهي الصيرورة التاريخية عند القدر التاريخي؟ بل هل اليهودية قدر يَفرض على الحياة قيوداً وحدوداً؟ إذا كانت اليهودية قدراً لماذا طُرد اليهود إلى أماكن شتاتهم، ولم سبي اليهود على نبوخذنصر؟ ولماذا شتتوا في صحراء سيناء أربيعين عاما؟ لماذا غاب اليهود عن فلسطين آلاف السنين حتى أعادهم الغرب إلى أرضهم التي يدّعونها أرض اللبن والعسل؟
إن القدر بمفهومه الفلسفي والروحي هو قضية كامنة في الأعماق لا تتلاعب به الأحداث وعوامل الزمن. فما ذُكرعن القدر التاريخي لليهود لا ينسجم مع المفهوم الإلهي. فاليهود هم شتات من أرضٍ لا صلة لها بفلسطين، وضعَهم الغرب في بلاد ليست لهم أي أنَّ وجودهم في فلسطين مشوب دوماً بالتناقضات التاريخية ويعانون من خارج حدودهم ومن حدود أنفسهم داخلياً. والوجود الطارئ في التاريخ يبقي الخوف متسلطاً عليه لأنه وجود في مكان وزمان لا يجب أن يكون فيه، فليس القَدر من وضعَهم في فلسطين بل أوروبا التي تنعتهم كشعبٍ لا يحترم حياته أو إنسانيته، فهل يفهم اليهود أنهم بشراً وليسوا أسوداً متوحشة في غابات وجدت للإنسان لا للحيوان؟
إن الوجود اليهودي الطارئ إذ يبعث على الأرق والقلق لهم على امتداد الزمن، يمسك عليهم استقامة السيكولوجية التي تستقر بالإنسان فتعطيه الأمان، لكن كيف يحقق اليهود الأمان والأمن والطمأنينية وهم من يسمموا حياتهم بأنفسهم بقتلهم للغير والعمل على التشريد والتنكر للطمأنينة ولا يستطيعون النظر للغير بعين إنسانية؟ وحين نقول أن المعاناة اليهودية هي معاناة وجودية نعني أن وجودهم مبعث قلق لهم ومصدر معاناة اليهود يعرفون أنهم مغتصبِين للأرض، هذا أحد مصادر قلقهم، وهم خائفون من أصحاب الأرض الأصليون، وهذا هو مصدر آخر لقلقهم، وهذه المصادر إذ تبعث على القلق تسبب لهم خللا كبيرً في إيجاد أسس لإطمئنانهم. نعم، هم يَقتلون يومياً ويستبدون بالحياة في فلسطين لكن ذلك ليس عن استقرار بل عن خوف وهلع، ومما أوسع هذا القلق للسيكولوجية اليهودية هو عدم قدرتهم على اخضاع الفلسطينيين وعجزهم عن لجم المقاومة وصواريخها وعدم استطاعتهم على لجم العالم عن انتقادهم أو التظاهر ضدهم.
اليهود ليسوا قدراً يخيف العرب بل هم ضعفاء ينظرون إلى الهجرة المعاكسة على أنها أمنِية لو يحققونها.
Comments are closed.