​​الأرض المقدسة تستقبل المجموعات الأولى من الحجاج بعد أكثر من عام ونصف

نورسات الاردن

شهدت الأرض المقدسة بين الخامس والتاسع من تموز ٢٠٢١، زيارة المجموعة الأولى من الحجاج الإيطاليين إلى البلاد بعد غياب طال حوالي عام ونصف عقب تفشي جائحة كورونا في البلاد. وقد جاءت هذه الزيارة التي قام بها الكاردينال إنريكو فيروتشي، كاهن رعية مزار سيدة المحبة الإلهي في روما، برفقة وفد من الكهنة والصحافيين والمرشدين السياحيين، بتنظيم مؤسسة “أوبرا رومانا بيليغريناجي”، وهي المؤسسة التي تعنى بالترويج لملف الحج في الفاتيكان وتنشيطه.

وقد وصف الكاردينال فيروتشي رحلة الحج هذه إلى الأرض المقدسة، والتي جاءت لزيارة الأماكن المقدسة والتواصل مع المجتمع المسيحي المحلي، وقال: “نحن بحاجة إلى تقوية الرابطة بين الكنيسة الأم، كنيسة القدس، والكنيسة الرئيسية، أي كنيسة روما. لقد فرّقتنا الجائحة، لا عائلاتنا فحسب بل كنائسنا أيضًا، لكننا نسعى إلى التغلب على هذا الانفصال كي نعود إلى الشراكة الأصلية”.

وعبر الأب ريمر كيافاريني، المدير العام لمؤسسة “أوبرا رومانا بيليغريناجي”، عن أمله في عودة السياحة قريبًا إلى الأرض المقدسة، فقال: “منذ شباط العام الماضي، عدنا بفرح عظيم، وذهول وعاطفة كبيرَين. كلّي أملٌ بأن يعود الحجاج قريبًا، وتختفي كافة المشاكل الصحية المؤسفة التي تجعل من المجيء هنا أمرًا متعبًا للغاية”.

أما يوم الثلاثاء ٦ تموز، فقد زار الوفد الإيطالي البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا في دار البطريركية اللاتينية. وقد وصف البطريرك بيتسابالا خلال اللقاء الحج إلى الأرض المقدسة بنوع جديد من العمل الرسولي الذي يستند إلى الدافع الروحي، “إذ لا يستطيع المرء أن يتجاهل خبرة عيش كلمة الله هنا حيث صار الكلمة جسدًا”. وتطرق البطريرك أيضًا للحديث عن مواضيع أخرى شملت حياة الجماعة المسيحية في الأرض المقدسة، والتحديات التي تواجهها. هذا وقد شجع على عودة الحجاج إلى الأرض المقدسة.

وقد تخللت رحلة الحج هذه زيارات إلى الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية واليهودية في القدس وبيت لحم والناصرة، فضلًا عن عدد من اللقاءات والزيارات، منها لقاء مع الأب دوبرومير جاشتال، نائب حراسة الأرض المقدسة، وزيارة إلى مركز بيتشيريللو للحرف اليدوية بإدارة الأب إبراهيم فلتس. وفي كنيسة القديس يوسف في الناصرة، أهدت المجموعة تمثال العذراء سيدة لوريتو إلى الكنيسة، وهي شفيعة الطيّارين والمسافرين في الجو، بالتزامن مع يوبيل سيدة لوريتو الذي مدده البابا فرنسيس حتى ٨ كانون الأول ٢٠٢١.

هذا وعبّر البطريرك بيتسابالا في مقابلة له مع راديو الفاتيكان، عن عودة الحجاج إلى الأرض المقدسة، إذ قال “عودة الحجاج تعني أن القدس بدأت تتنفس برئتيها من جديد”، وأشار إلى الحزن الذي ساد البلاد بسبب غياب الحجاج وما تبعه من مشاكل للجميع وخاصة العائلات التي تعمل في قطاع السياحة، آمِلًا عودة الأمور إلى مجراها في القريب العاجل.

ومن الجدير بالذكر أن المجموعة الأولى من الحجاج كانت قد وصلت إلى الأرض المقدسة في ٢٧ أيار ٢٠٢١، وقد شملت ١٢ طالبًا إكليريكيًا من معهد كونكورديا في ميسوري، بقيادة القس توم زيلت من كنيسة أمير السلام اللوثرية في فريمونت، كاليفورنيا. وقد زار الوفد الأمريكي مواقع دينية في القدس والنقب ومسعدة والناصرة، قبل أن يغادر البلاد في العاشر من حزيران.

وفي يوم السبت ١٠ تموز، وصل الوفد السياحي الأول للمبيت في بيت لحم منذ تفشي الجائحة، كما كشف الياس العرجة، رئيس جمعية الفنادق الفلسطينية، وأضاف أن حجوزات الفنادق في بيت لحم في ازدياد مستمر، متوقعًا وصول مئات الوفود السياحية للمبيت في بيت لحم اعتبارًا من الشهر القادم إن بقيت الأحوال على ما هي عليه عالميًا، مع ازديادها بشكل واضح خلال شهر تشرين الأول، إذ وصلت عدد الحجوزات فيه إلى أكثر من ١٠٠ وفد سياحي حتى الآن.

Comments are closed.