البطريركية اللاتينية تحتفل باليوم العالمي للأجداد والمسنين في الناصرة والرينة
نورسات الاردن
بمناسبة اليوم العالمي للأجداد وكبار السن الذي أعلن عنه قداسة البابا فرنسيس وخصصه في الأحد الرابع من شهر تموز ٢٠٢١، قام المطران بولس ماركوتسو بزيارة إلى عدد من كبار السن الذين خدموا الكنيسة المحلية ومؤسساتها الكثيرة لسنوات طويلة، وذلك كجزء من المبادرات الفردية والجماعية التي تقوم بها البطريركية اللاتينية تجاه المسنين، تعبيرا عن عرفان الجميل لخدمتهم ومساهماتهم.
وزار المطران ماركوتسو الأحد الماضي في الناصرة السيد سمير أبونصار الذي عمل في مدارس البطريركية اللاتينية ومؤسسات كنسية كثيرة أخرى لعشرات السنين، وتميّز بروح التطوع وخدمته المتواصلة للكنيسة، فضلًا عن كونه أبًا لعائلة مسيحية مواظبة على الصلاة والمشاركة في حياة الكنيسة. كما زار المطران السيد أكرم كرم الذي خدم هو أيضًا البطريركية ومؤسسات كثيرة في الناصرة لعشرات السنين، وهو ايضا أب لعائلة قريبة جدا من الكنيسة وجميع الرهبانيات في الناصرة. أما في الرينة فقد زار المطران السيدة ايفيت صايغ التي خدمت أكثر من ٤٠ عامًا في مدارس البطريركية و٢٥ عامًا بصفتها مديرة مدرسة البطريركية الثانوية في الرينة.
هذا ودعا الأب رائد أبو ساحلية، كاهن رعية الرينة، في هذه المناسبة إلى المشاركة في قداس إلهي ترأسه المطران ماركوتسو في الرينة. كما كان القداس مناسبة لإقامة صلاة من أجل الطفلة لورين الياس صايغ التي انتقلت إلى الديار السماوية عن عمر يناهز ٧ سنوات بعد صراع مع المرض. وهذه الصلاة بين الأجداد لاجل هذه الطفلة، أي بين الأجداد والأطفال، هي شركة من الصلاة وجانب من جوانب التواصل بين الأجيال الذي ركز عليه قداسة البابا كثيرا.
وعبّر المطران ماركوتسو في عظته عن شكره لجميع المسنين ودورهم في بناء المجتمع والكنيسة بالرغم من المشاكل والصعوبات التي عصفت بالأرض المقدسة على مر السنين. كما وأشار إلى جوهرية تواصل الإيمان المسيحي بين الأجيال والتضامن فيما بينها، فالإيمان يمر من جيل إلى آخر من الأب والأم إلى الأبناء والأحفاد بطريقة ناجحة واكيدة.
هذا وركّز المطران على رسالة البابا فرنسيس بمناسبة اليوم العالمي للأجداد وكبار السن وأهمية “حماية الجذور، ونقل الإيمان إلى الشباب ورعاية الصغار”، مشيرًا إلى ذاكرة الأجداد التي “يمكن أن تساعد في بناء عالم أكثر إنسانيّة وأكثر ترحيبًا”، فمن دون الأساس لا يمكن للمرء أبدًا أن يبني الحاضر والمستقبل، وأساسات الحياة الحاضرة والمستقبلية هي الذاكرة. “كما وأكد على أهمية الصلاة واصفًا إياها بـ”رئة لا يمكن للكنيسة والعالم أن يستغنوا عنها”.
ولهذه المناسبة أعلن الكاردينال ماورو بياتشنزا، رئيس محكمة التّوبة الرّسوليّة، عن منح غفران كامل لجميع المؤمنين المُعمّدين- تحت شروط معينة تنص عليها الكنيسة – والذين يكرّسون وقتًا مناسبًا لزيارة أخوتهم وأخواتهم المسنين المتألمين والمحتاجين.
يذكر أن قداسة البابا أعلن عن اليوم العالمي للأجداد وكبار السن وخصصها للأحد الرابع أي اليوم الاقرب لعيد القديسين في الأحد القريب من عيد القديسين حنة ويواكيم (٢٦ تموز) والدي مريم العذراء وأجداد يسوع المسيح.
في ختام القداس الإلهي، تم توزيع أوراق صلاة البابا فرنسيس من أجل المسنين والأجداد ليتم استعمالها فيما بعد مع الأبناء والأحفاد في بيوتهم.
نضع بين أيديكم أدناه نص الصلاة من أجل المسنين والأجداد:
“أشكرك يا ربّ على عزاء وجودك: في وحدتي، أنت رجائي وثقتي.
ومنذ شبابي، أنت صخرتي وحصني!
أشكرك على العائلة الّتي أعطيتني إيّاها وعلى بركة العمر الطّويل.
أشكرك على لحظات الفرح واللّحظات الصّعبة.
أشكرك على الأحلام الّتي حقّقتُها وتلك الّتي ستتحقّق بعد.
أشكرك على لحظات الخصوبة المُتجدِّدة الّتي تدعوني إليها.
زِد يا ربّ إيماني، واجعلني أداة لسلامكَ.
علّمني أن أستقبل مَن يُعانون أكثر منّي، وعلّمني ألّا أتوقّف أبدًا عن الحلم وعن إخبار الأجيال الشّابّة عن عظائمكَ.
إحمِ وأَرشِد البابا فرنسيس والكنيسة، كي يصل نور الإنجيل حتّى أقاصي الأرض.
أَرسِل روحك يا ربّ ليُجدِّد وجه الأرض. هدِّىء عاصفة الوباء، أرِح الفقراء وضَع حدًّا لكلّ الحروب.
أَعنّي في ضعفي واجعلني أعيش بالملء كلّ لحظة تمنحني إيّاها، مع اليقين أنّك معي كلّ يوم… حتّى انقضاء الدّهر. آمين.”
Comments are closed.