خدمة القداس الإلهي على أنقاض الكنيسة الأثرية البيزنطية من القرن الخامس في مدينة أشدود
نورسات الاردن
عام 1980 في منطقة سكنية جنوب أزوتوس المعروفة اليوم بمدينة أشدود وخلال أعمال البناء لمنطقة سكنية جديدة عثرث آليات الحفر على فسيفساء كنيسة بيزنطية, هذا أدى الى تدخل سلطة الآثار الإسرائيلية ووقف اعمال البناء في المطنقة.
منذ ذلك الوقت هذه القطعة الأثرية من الأرض بقيت على هذا الوضع ومُلك القطاع العام. عام 2009 منحت سلطة الآثار مسؤولية اعمال الحفر لعالم الآثار والمحاضر الجامعي في جامعة تل ابيب السيد أليكساندر فانتالكين المتخصص في علوم اليونان القديمة للقرن الثامن قبل الميلاد. تأجلت الحفريات حينها واستمرت هذا العام.
خلال أعمال الحفريات تم العثور على مجمع بنائي مع كنيسة مركزية ومصلى صغير مع فيسفساء ذات قيمة تاريخية وروحية فريدة. هناك إحتمال أن هذه الكنيسة كان مكان تنسك لطغمة من النساء الخادمات العذراوات.
صباح يوم الخميس الموافق 29 تموز 2021 أقميت خدمة القداس الإلهي على أنقاض هذه الكنيسة الأثرية ترأسها سيادة رئيس أساقفة جرش كيريوس ثيوفانس شاركه قدس الأرشمندريت إغناطيوس الرئيس الروحي لدير الرعاة في بيت ساحور وبيت جالا, قدس الارشمندريت قسطنطين الرئيس الروحي لدير الخوزيفا, قدس الأرشمندريت أرتيموس الرئيس الروحي في حيفا, قدس الأرشمندريت ليونديوس الرئيس الرحي في رافيدا السامرية, قدس الأرشمندريت ماركيلوس الرئيس الروحي لدير القديس جوارجيوس في اللد, الأب اليكساندروس ياسيفيتش مُناوب الرعية الروسية في بئر السبع, بحضور سيادة المطران إيسيذوروس, قدس الأرشمندريت إرينارخوس الرئيس الروحي في كفرناحوم وقدس الأرشمندريت خريسوستوموس الرئيس الروحي في قانا الجليل.
بعد خدمة القداس الإلهي أقام غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمشاركة الآباء صلاة النياحة راحة لنفوس الآباء الراقدين المحفورة أسماءهم على أرضية الفسيفساء مثل: الأسقف هيراكليوس, الأسقف بروكوبيوس, الأسقف كاروس, الكاهن غيانوس, الكاهن إستيفانوس, الشماس مكسيموس, سفرونيا أو إفروسيني الأم, الخادمة سيفيرا, الخادمة ثيوذوسيا, الخادمة غريغوريا.
بحضور السلطات المحلية وبالتحديد نائب رئيس بلدية أشدود وفريق الآثار في جامعة تل أبيب قام غبطة البطريرك بجولة في موضع الحفريات مع الدكتور ألكسندر فانتالكين وتحدث في كلمة القاها إلى الحاضرين مشددًا على أهمية نتائج الحفريات كحلقة وصل بين العهد القديم والعهد الجديد وكمكان للقاء للباحثين والحجاج والسياح مما يلهم حياة الخلق والسلام والحضارة:
حضرة رئيس البلدية
حضرة دكتور فانتالكين
سيداتي وسادتي،
إنه لمن دواعي سرورنا أن نتواجد هنا اليوم في هذا الموضع الهام. هذه الكنيسة، التي أسسها الأسقف بروكوبيوس في القرن السادس ميلادي هي دليل مهم على حقيقة أن أشدود المعروفة آنذاك باسم أزوتوس ، كانت من بين المدن الرئيسية على الساحل خلال الفترة البيزنطية.
أشدود لها تاريخ طويل وجدير بالملاحظة، وقد قرأنا عنها في كل من العهدين القديم والجديد. وفقًا لسفر يشوع، فقد أُعطيت لسبط يهوذا كموطنًا لهم (يشوع 15:46)، وفي أعمال الرسل، نقرأ أن القديس فيليبس الرسول وجد نفسه فيها بعدما عمد الخصي الحبشي وزير ملكة الحبشة (أعمال الرسل 8:40).
هذان مثالان فقط من تاريخها الطويل. لكنهم يتحدثون عن حقيقة أن الكتاب المقدس هو سجل لتاريخنا المقدس المشترك، واكتشاف هذه الكنيسة البيزنطية، التي تعتبر بالنسبة لنا كمسيحيين موقعًا مقدسًا هامًا، هو شهادة على أن البطريركية الأورشليمية قدمت قرونًا طويلة لتاريخنا المقدس. باعتبارها أقدم مؤسسة دينية في المنطقة، جسدت البطريركية الأورشليمية هذا التاريخ المقدس ومنحته الشرعية.
نحن نقدر كثيرا أن السلطات المحلية وسلطة الآثار مهتمة تجاه الحضارات المتنوعة التي كانت موجودة في هذه المنطقة. لطالما كان هذا المشهد لتعددية الثقافات والأعراق والأديان حيث ازدهرت في هذه المنطقة شعوب مختلفة على مر العصور. ونود أن نعترف بالعمل الجاد والالتزام من قبل الدكتور فانتالكين وفريق علم الآثار في جامعة تل أبيب، منذ اكتشاف هذا الموقع في عام 2017. لقد تحملوا العبء الأكبر من اعمال الحفريات وسلطوا الضوء على هذا التراث الذي لا يقدر بثمن.
هذا الموضع هو مكان مقدس وكذلك موقع ذو قيمة تاريخية وأكاديمية عالية. هناك حضور مسيحي هنا حتى قبل وجود هذه الكنيسة. نحن نعلم أن أحد أساقفة هذه المنطقة وهو المطران سلوانوس قد حضر المجمع المسكوني الأول الذي إنعقد في نيقية في عام 325 وهناك نقوش في هذه الكنيسة تذكر اسم المطران هيراكليس، الذي شارك في كل من المجمع المسكوني الثالث الذي إنعقد في أفسس عام 431 والمجمع المسكوني الرابع الذي إنعقد في خلقيدونية عام 451.
لكن لدينا هنا موقعًا مثل مادبا ومجدو، ليجذب ليس فقط العلماء ولكن أيضًا السياح والحجاج بأعداد كبيرة. لدينا هنا كنز يجب علينا الحفاظ عليه وإتاحته لمئات الآلاف من الحجاج الذين يأتون إلى الأراضي المقدسة كل عام. موضع كهذا لنتائج علمية ودينية الهامة له قيمة كبيرة لمدينة أشدود، وهو جزء من التراث التاريخي المشترك للبشرية جمعاء في الأرض المقدسة.
في هذا الموقع تم اكتشاف العديد من المقابر، بما في ذلك قبور العديد من النساء اللاتي حملن لقب الشموسية. وهذا يؤكده لنا وجود هذا المنصب في الكنيسة الأولى. بالإضافة إلى ذلك، تم الكشف عن قبور الشهداء القديسين، وهو دليل على أن هذا المكان كان مكانًا للتجمع الليتورجي قبل القرن الرابع وأيضاً دليل على أن هذا المكان كان مكانًا للعبادة في زمن الاضطهاد. وفقًا لكتابات القديس يوحنا الذهبي الفم، تم استخدام قبور الشهداء كمذابح مقدسة حيث تم الاحتفال بالافخارستيا الإلهية. هذا الاكتشاف وحده سيجذب الحجاج من الشرق والغرب على حد سواء، الذين سيوزرون هذا الموضع المقدس لتكريم شهداء عصر الاضطهاد.
نشكرك حضرة رئيس البلدية، لرعايتك واهتمامك بالحفاظ على هذا الموقع الذي هو شاهد على تاريخنا المقدس المشترك في هذه المنطقة. ونهنئك سيد فانتالكين على إنجازك الرائع في لفت انتباه المجتمع العالمي إلى هذا الموقع. إن الحفاظ على هذا الموقع وتطويره من قبل السلطات المحلية من شأنه أن يعزز العلاقات الجيدة القائمة بين السلطات المحلية والبطريركية الأورشليمية، وبالتالي مع العالم المسيحي بشكل عام والعالم الأرثوذكسي بشكل خاص، مثل دول اليونان وقبرص وروسيا ورومانيا وبلغاريا وصربيا وجورجيا وغيرها.
في الحفاظ على هذا الموقع التاريخي، سيفتخر سكان أشدود اليوم بالأهمية التاريخية والروحية لمدينتهم الحبيبة، وإذا أولينا اهتمامًا خاصًا لمن سبقونا وتركوا طابعًا لا يمحى من وجودهم، نتوقع أن تحافظ الأجيال القادمة على أدلة حياتنا وأن تشهد لها. كما نقرأ في سفر المزامير
أَمَّا نَحْنُ شَعْبُكَ وَغَنَمُ رِعَايَتِكَ نَحْمَدُكَ إِلَى الدَّهْرِ. إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ نُحَدِّثُ بِتَسْبِيحِك مز 78 [79]: 13
يحدونا الأمل الشديد ورغبتنا في الحفاظ على هذا المكان، وأن يتم إتاحته في نهاية المطاف لكل من العلماء والحجاج كجميع الأماكن المقدسة الأخرى في منطقتنا. ستكون هذه شهادة حية على تاريخ هذه المدينة القديمة، وستعزز التعايش السلمي والتسامح والاحترام المتبادل. سيكون هذا رمزًا ملموسًا للكلمات التي نقرأها في الكتاب المقدس، والتي يجب أن نسعى فيها إلى البر والتقوى والإيمان والمحبة والاحتمال والوداعة تيموثاوس الأولى 6:11
هذه هي مهمة البطريركية ونتعهد بتقديم الدعم والمساعدة في هذا العمل. قد يكون هذا المكان مصدرًا للمعرفة وللنهضة الروحية للأجيال القادمة.
شكرا لكم
نظم هذا الحدث الهام سيادة رئيس اساقفة مادبا المطران أريستوفولوس مسؤول الرعية الناطق بالروسية في البطريركية. وفي النهاية قدم سيادته للحاشية البطريركية وجميع الحاضرين القمح المسلوق والمرطبات والفاكهة.
مكتب السكرتارية العامة
Comments are closed.