لاعشق أو غرام في السياسية العراقية
نورسات الاردن
كلمة الاردن / د.جلال فاخوري
مرّ وجود القوات الأمريكية في العراق بمراحل مختلفة كوجودها سنة 2003 إثر الغزو انتهى سنة 2009، ثم عادت إلى العراق بطلب من نور المالكي بإسم تدريب الجيش العراقي. وبعد مقتل القائد قاسم سليماني طلب مجلس النواب ترحيل الأمريكان من العراق، وعليه يجري التفاوض اليوم الإنهاء الوجود الأمريكي في العراق، لكن المباحثات حول ذلك تحولت إلى وجود أمريكي من دفاعي إلى التدريب والتنسيق مما يعني أنّ أمريكا تقول لا للترحيل الأمريكي بل تبديلا للتسمية، فلماذا لا يمكن للعساكر الأمريكيين الرحيل من العراق؟ مَن يعرف السياسات الأمريكية الشرق أوسطية يعرف أنه يصعب على أمريكا ترك المنطقة لأنّ مصالحها وأهدافها تهتز أو تتلاشى، فوجود أمريكا في سوريا هو دعم لوجودها في العراق لتماهي المصالح في البلدين:
- إن وجود أمريكا في الشرق العربي سيما سوريا والعراق للحفاظ على اسرائيل بإعتبار أنّ كلا البلدين مقاومين لإسرائيل أي أنّ أهم الأجندة الأمريكية في سوريا ولبنان يتجه إلى تل أبيب.
- إن وجود البترول في كل من سوريا والعراق يُغري أمريكا بالبقاء لا للنهب فحسب، بل للهيبة التي يوفّرها البترول عند مستهلكيه، مما يعني استمرار التحكم بالإقتصاد العالمي وَمن وراء الإقتصاد والسياسة.
- وجود إيران في العراق وسوريا لا يسمح للعداء الأميريكي مع إيران مغادرة هذه البلدان لتكون قريبة من إيران.
- تحاول أمريكا من بقائها في سوريا ولبنان اتمام حلقة التوق التي تمتد من إسرائيل إلى الخليج مروراً بسوريا والعراق.
- إنّ الوجود الروسي في سوريا والعراق لا يساعد أمريكا بالإبتعاد عن روسيا نظراً للعداء معها.
- وبذريعة محاربة الإرهاب تُصر أمريكا على محاربة الإرهاب رغم ثبوت زيف الإدعاء كوجودهم لمساعدة الإرهاب لا لمحاربته.
- العداء الإيراني للخليج يوفّر للخليج مسألة الإطمئنان من العداء الإيراني، لكن رغم كل ما ذكر وكل ادعاء أمريكي حول ذريعة البقاء هو ادعاء زائف يوفّر للمقاومة والخليج الأمان على الدوام. فالأرض العربية هي للعرب، وليس لإسرائيل أو أمريكا أو الغرب.
- الوجود الأمريكي في العراق هو دعم للوجود الإسرائيلي في شمال العراق، ودعم لتركيا لتبقى على حدود العراق الشمالية بذريعة مقاومة الأكراد مع أنها داعم للأكراد.
Comments are closed.