نورسات الاردن
افتتح بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا، مساء الجمعة 13 آب 2021، مشروع “الجسور في عمّان”، كما وبارك غبطته بيت القلب الأقدس، وهو مبنى تمّ تجديده وتطويره كمركز متعدد الوظائف، والذي سيستضيف اعتبارًا من أيلول المقبل الأنشطة التي يتضمنها المشروع.
والمشروع مموّل من قبل مجلس الأساقفة الكاثوليك في إيطاليا، بالشراكة مع الجامعة الكاثوليكية للقلب الأقدس في ميلانو، ومركز جيميللي الطبيّ، بالتعاون مع مؤسسة “حبيبي فالتيبيرينا”، وكنيسة القديس يوسف في جبل عمّان بالنيابة عن البطريركيّة اللاتينيّة.
في بداية الاحتفال، توجّه راعي كنيسة القديس يوسف في جبل عمّان الأب وسام منصور بكلمة ترحيبية بالحضور، حيث عبّر عن سعادته لاستضافة الرعيّة بيت القلب الأقدس. وقال: “منذ لحظة تعييني كاهنًا لرعية اللاتين في جبل عمّان، أخذت على عاتقي تكوين عائلة كبيرة ترحّب بالجميع وتستوعبهم. هنا يد الله تتدخل لتوسعة هذا المكان، فمن جهة هنالك مركز مار يوسف الرعوي، ومن جهة ثانيّة بيت قلب يسوع الأقدس، للترحيب واستقبال كل الأشخاص بقلوب مفتوحة”.
من جهته، أوضح مدير ومؤسس جميعة “حبيبي فالتيبيرينا” الأب ماريو كورنيولي بأنّ حدث اليوم يمثّل خطوة ملموسة للتعاون الذي بدأ في عام 2019، وأدى إلى تطوير مشروع “الجسور في عمّان”، والذي يهدف إلى إنشاء نظام متكامل للخدمات الاجتماعيّة والتعليميّة والطبيّة للمجتمع الأردني كما ولطالبي اللجوء من العراقيين. وأشار إلى أن المشروع قد بدأ في نيسان 2021 وسوف يستمرّ لمدة عامين، ليقدّم فرصة للحصول على المهارات والمعرفة اللازمة لخدمة الأطفال بهدف منحهم مستقبل أفضل.
ولفت إلى أن المبنى سيحتضن نشاطين رئيسيين ضمن المشروع، الأول: سيبدأ في أيلول المقبل من خلال تدريب عملي على فحص الأطفال وكيفية توجيههم إلى أطباء نفسيين ومختصين من مركز جيميللي. أما النشاط الثاني فيتمثّل بإقامة تدريبات واستشارات للمعلمين في مدارس البطريركيّة اللاتينيّة من قبل فريق أساتذة من كلية العلوم التربوية والنفسيّة من جامعة القلب الأقدس، حول موضوعات متعلقة بالتعليم الشامل ومنهجيات التدريس التشاركيّة، وسيبدأ هذا المشروع في شهر تشرين الأول القادم.
وألقى البطريرك بيتسابالا كلمة جاء فيها: “لطالما كانت منطقة الشرق الأوسط مفترق طرق للثقافات والتقاليد والأديان. هي مكان للالتقاء والمواجهة. أرض غنية بالتناقضات والمفارقات حيث يعيش كل شيء بطريقة مكثفة وتشاركية؛ أرض غنية بالموارد ووجهات نظر لا تصدق، ولكنها في الوقت ذاته أرض فيها فقر وانقسامات بجميع أنواعها. أرض يوجد فيها عنف، ولكن أيضًا رغبة في اللقاء والسلام. إنه مكان رائع حيث، بمعنى ما، تتجلى هنا المشاعر المتناقضة المشتركة في الأساس بيننا جميعًا، دون خجل، وكل ما يجعل هذه الأرض، ربما، نوعًا من المرآة التي تُظهر لنا جميعًا من نحن حقًا”.
أضاف: “يقع الأردن في قلب هذه المنطقة الشاسعة والمتنوعة، ويحتوي في ذاته على كل تناقضات وسحر الشرق الأوسط. في هذا السياق المعقّد والمثير للاهتمام، لطالما لعب المجتمع المسيحي دورًا مهمًا؛ في التعليم والتنشئة الثقافيّة (أفكر بمدارسنا وجامعاتنا)، في الرعاية الطبيّة (أفكر بالعديد من المستشفيات المسيحيّة)، في الحياة الاجتماعيّة وفي الاهتمام بأشكال الفقر الجديدة والقديمة. وإنني أفكر في هذه اللحظات بالكاريتاس والعديد من المؤسسات التي تقوم بدعم الفقراء واللاجئين. ولدينا هنا اليوم مؤسسة ’حبيبي فالتيبيرينا‘. فحيث هناك حاجة ورغبة، تكون الكنيسة حاضرة”.
تابع البطريرك بيتسابالا: “لم نعمل أبدًا بمفردنا. لم يعمل المسيحيون أبدًا من أجل أنفسهم فقط، ولم يعملوا وحدهم أبدًا. لقد حاولنا دائمًا أن نشرك كل شخص في أنشطتنا ومشاريعنا، مهما كان انتماؤه الاجتماعي أو الديني، محاولين بناء أكبر قدر ممكن من التعاون والتضامن. وليس أمرًا ينظر إليه وكأنه منحة، إنما كالبطاقة الرابحة، في الماضي كما في الحاضر، من أجل تطوّر ومستقبل سلاميّ لمجتمعنا: التعاون، المشاركة، الالتزام والتكافل”.
وعبّر غبطته في هذا السياق عن سعادته بافتتاح صفحة جديدة من التعاون بين الجامعة الكاثوليكيّة للقلب الأقدس في ميلانو ومركز جيميللي الطبيّ وبطريركيّة القدس للاتين، لافتًا إلى مناسبة مرور مائة عام على تأسيس الجامعة الكاثوليكيّة، حيث أرادت أن تترك أثرًا وأن تكون علامة تعبّر عن اهتمامها، مع مركز جيميللي، بالمجتمعات المسيحية في الأرض المقدسة، وفي الوقت نفسه أن تعطي علامة على التعاون المثمر في المجالين الذين يعبران عن الهويّة المسيحيّة المحليّة: التعليم والتنشئة.
وخلال الحفل ألقى الأمين العام للنيابة اللاتينية في الأردن الأب عماد علمات الرسالة التي وجهها رئيس مجلس الأساقفة الإيطاليين الكاردينال غوالتييرو باسيتّي بهذه المناسبة. كما ألقيت كلمات من قبل رئيس الجامعة الكاثوليكيّة للقلب الأقدس البروفيسور فرانكو أنيلي، ومدير عام مركز جيميللي الطبيّ في روما الدكتور باولو فافاري. هذا وحضر الاحتفال المطران شليمون وردوني، وسفراء دول إيطاليا والبرازيل والبوسنة، وعدد من أبناء الرعية والأخوة العراقيين المشاركين بمبادرات ومشاريع رعية مار يوسف في جبل عمّان.
Comments are closed.