نورسات الاردن
يطلُّ علينا عامٌ دراسيٌّ جديدٌ مليءٌ بالتّحديات والآمال، في ظلّ الظّروف الوبائيّة الّتي نشهدها منذ العام الماضي.
وبهذه المناسبة، أتوجّه إلى جميع أفراد عائلة مدارس البطريركيّة اللّاتينيّة في الأردنّ، بأطيب التّحيّات تقديرًا لجهودهم المبذولة في سبيل استمرار سير العمليّة التّعليميّة طوال هذه الأزمة الّتي يمرّ بها العالم أجمع، ويسعدني أن أقدّم لكم رسالة محبّة وأمل مستذكرين بها الماضي المشرّف، لمدارس البطريركيّة اللّاتينيّة في الأردنّ والحاضر الزّاخر بجهودكم وانجازاتكم، ومتطلّعين بها نحو مستقبلٍ مشرقٍ نبنيه بسواعدنا.
الإخوة الأحبّاء:
إنّ تاريخَ مدارس البطريركيّة اللاتينيّة الممتدّ لما يزيد عن مئة وخمسين عامًا والمستمرّ إلى الآن كنبعٍ للعطاء، شاهدٌ على الرّسالة العظيمة الّتي تقوم بها مدارسنا من جانبٍ تعليميٍّ وتربويٍّ ودينيٍّ ووطنيٍّ. وكلّنا ثقة بأنّ جهود إداراتنا ومعلّمينا وطلّابنا هي اللّبنة الأساسيّة الّتي تقوم عليها مدارسنا ، متّكلين على نعم الله الّتي كانت دائمًا القوّة الأساسيّة لدعم مسيرتنا.
أمّا حاضرنا المليء بالأهداف والتّحديات، فإنّه يتطلّب منّا العديد من التّضحيات الّتي اعتدنا أن نقدّمها، وسنستمرّ بها بفرح ، ومحبّة ،وانتماء لكنيستنا ومدارسنا وطلّابنا، إيمانًا منّا بقدرتنا على العمل كوحدة واحدة في سبيل النّهضة بالتّعليم والاستمرار في الإبداع والإنجاز في مدارس البطريركيّة اللّاتينيّة .
المدراء الأعزّاء :
شركاء الرّسالة ومحرّك العمل والإنجاز، أنتم الصّورة المنظورة والواضحة الّتي نفتخر بها في المجتمع بين عائلاتنا، لقد أُعطِيتم مسؤوليّة كبيرة وحملًا ثقيلًا، فكنتم قدوة لأجيال المستقبل بحكمتكم وإدارتكم. وعليه، فإنّه لا يمكننا أن ننظر إلى الواقع بمحدوديّة وضيق أفق، فرسالتنا اليوم تتطلّب منّا أن نكون أصحاب رؤية عميقة، أجيال المستقبل بين أيديكم، وكلّنا ثقة بأنّكم أهل لحمل هذه الأمانة.
المعلمين الأعزّاء:
يكفيكم فخرًا أنّكم صنّاع الأجيال، وأصحاب الرّسالة العظيمة في كلّ مكان. استمرّوا في العطاء بجدٍّ وإخلاص، فأنتم منبع الأمل والعزيمة والعطاء المتجدّد، وأصحاب البصمة الرّائعة، مباركة جهودكم على الدّوام ، ودمتم قدوة لجميع أبناء هذا الوطن فقد كنتم أبطال الإنجازات في مرحلة الجائحة واستطعتم بصبركم ومثابرتكم على تخطّي كُلّ الصّعاب وتذليل كلّ العقبات في سبيل خدمة ومصلحة الأبناء، أملنا فيكم كبير لنبني معًا مستقبلًا أفضل.
طلبتنا الأعزّاء:
محبّتنا لكم، وإيماننا بغدٍ أفضل بكم ، وبأنّكم تستحقّون الأفضل دائمًا، هو الدّافع لأن نستمرَّ برسالتنا لأجلكم، فأنتم الأمل وأنتم المستقبل. أقول لكم: إنّ حمل الرّسالة اليوم أصعب من حملها في أيّ وقت مضى، فعالم اليوم مُتطلِّب ويحتاج أشخاصًا فاعلين في المجتمع، متميّزين أكاديميًّا وفي كافّة جوانب الحياة؛ ليتمكّنوا من الانخراط في المجتمع بقوّة وإرادة صلبة، فاعملوا اليوم بكلّ جدٍّ كي تحصدوا غدًا حصادًا كثيرًا بعملكم، وأخلاقكم وثقافتكم وتبنوا الأردنّ الأقوى تحت قيادة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني أبن الحسين المعظم وترجمة لرؤيته وتطلعاته.
وفي الختام، أتقدّم بجزيل الشّكر لعائلة موظّفي مدارس البطريركيّة اللّاتينيّة، وأثمّن جهودكم العظيمة رافعًا الصّلاة من أجلكم جميعًا كي يمنحنا الرّبّ حكمته وسلامه ؛كي نمضي معًا لتحقيق مسيرة الإنجازات والتّقدّم عاملين بكلمة الرّبّ.
“فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا للنَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَات” دمتم ودام عطاؤكم .
المدير العام
الأب وسام منصور
Comments are closed.