المهندس علاء عصام زيادين في وداع والدة النائب هيثم زيادين

نورسات الاردن

بسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد أمين
جلست صبيحة الامس وحاولت كتابة بعض العبارات علَّ لغتي العربية المتواضعة تسعفني لمثل هذا الموقف الذي لم اشأ يوماً ان أكون فيه ماثلاً امامكم ومعزياً بأم الرائد، لكنه الموت يا سادة وسنة حياتنا التي رسمها الخالق وابدع بها.
الموت الذي يحدثنا عنه كثيراً الكتاب المقدس ، موت الجسد ولكنه يحدثنا اكثر وبتشويق عن القيامة والحياة الأبدية وما ألذها من حياة فهي مع المسيح وذلك افضل جداً
لا اخفيكم سراً، بأنني بكيت وتساقطت العبرات عندما تذكرت الفقيدة توقفت عن الكتابة مرات عديدة وتلعثمت كلماتي في فمي قبل ان اكتبها ولم استطع اكمال ما بدأت ،، كيف لا والكلام بحق أم الرائد بداية وبكل تأكيد بلا نهاية وانا استسلم سريعا عندما لا اعرف النهاية ….

يقول الكتاب المقدس في سفر المزامير “عزيز في عيني الرب موت اتقيائه ” وأم رائد تقية ….
أم رائد … الجميلة رغم كبرها
ام رامي … الصابرة رغم المها ..
ام رعد … المثابرة رغم معاناتها
ام رمزي .. العصامية رغم قلة حيلتها
ام هيثم ….. الهادئة رغم عنفوانها
ام علاء … الرزينة في مشورتها
ام رويدا … الحكيمة في رأيها
أم رانيا .. العطوفة على من حولها
ام سناء …. الخلوقة في تعاملها
منتهى الصديقة الوفية لمن احبها
منتهى المبتسمة رغم مرضها …
منتهى المؤمنة رغم كثرة تجاربها
وانا على يقين بأنكم “عيال ام الرائد” مؤمنون كما ربتكم بأنها مع المسيح دائماً وان الرب اختار لها الأفضل .

فأم الرائد مؤمنة حملت صليبها الثقيل باكرا ،، حيث ترك لها المرحوم أبو الرائد من الايتام عشراً فكانت الاب لهم قبل الأم،، تحملت الكثير ،، سهرت من الليالي طولها ،، افنت زهرة شبابها واطفأت شموع عمرها لأجل أبنائها ،،ربتهم احسن تربية وغرست فيهم كل ما هو طيب،، يحق لكم القول انا ام اردنية همها تربي زلم.. شكشكتني بالكرامة وطرزتني بالكرم.
أدت رسالتها على اكمل وجه ونجحت في ايصالهم إلى بر الأمان شأنها في ذلك شأن العديد من نساء جيلها فكن المدارس في التربية والأخلاق و صناعة الرجال من أبناء السماكية.
عيال ام الرائد … ارفعوا رؤوسكم عالياً صوب السماء ،، مفاخرين الدنيا بهذه الأم وما صنعت يمينها ،، تركت لكم ارثاً عظيماً واجيالاً من العطاء والبناء … لن أقول اكثر فيها وفيكم فشهادتي مجروحة بكم وبها كما هو جرحنا الآن.

كانت رحمها الله كلما التقيتها مخاطباً إياها يا عمة ترد وتقول بعد التحية كيفك يمى وكيف عيالك ومرتك … تسأل عن حالهم قبل أن تعطيني الفرصة للسؤال عنها وعن حالها ثم تردف داعية الله.. الله يحميكو يمى .
اذكر بأنها هاتفتنا في مثل هذا الوقت من العام الماضي تسأل وتطمئن عن زوجتي اثر الحادث الذي وقع لها. كم كان هول مكالمتها كبيرا علينا ،، وهي التي فجعت قبل حادث زوجتي بأيام آنذاك ، برحيل زوج ابنتها (طيب الذكر المرحوم هيثم أبو جويل)… تخيلو وجرحها لم يلتئم بعد تسعى لتضمد جراحنا وتضع البلسم عليه … هل يوجد اعظم من ذلك …
زلم ام الرائد … اشاطركم باسمي واسم كل شباب جيلي من عشيرتنا عزاؤنا الحار ومواساتنا العميقة بهذا المصاب الجلل.
أبو الليث .. نائبنا الخلوق المهذب ،، اعرف كم هو صعب عليك واخوتك الم الفراق ،، اعرف بحكم قربي منكم كم كنتم وعائلاتكم تتلهفون لاستضافتها في بيوتكم وخدمتها حتى الأيام الأخيرة من حياتها .. حتى ولو طلبت جزءاً من اعماركم لن تتهاونوا وستتسابقون من يعطها الأكثر… متممين بذلك ما اوصانا به الرب عندما قال “أكرم أباك وأمك ” وانتم اكرمتم الأب والأم ونفذتم الوصية كاملة بكل معانيها … فهنيئاً لكم ..
لا أزال اذكر يا أبو الليث وفي مرات عديدة عندما كنا نسهر سوية في بيتي تستأذن قاطعا سهرتنا مودعا ايانا رغم الحاحنا عليك بالبقاء معنا وتقول بلغتنا الكركية التي نعشق “ودي اروح اشوف امي ،، بتفقدني وما بتنام الا تشوفني، ما ودي اتأخر عليها اسهرها “… أقول لك الآن أطمئن فقد نامت قريرة العين مرتاحة في أحضان ابينا السماوي حيث لا وجع ولا حزن ولا تنهد …
كم صدق قول الشاعر حيدر محمود حينما قال :
احن إلى خبز امي وقهوة امي ولمسة امي
وتكبر في الطفولة يوما على صدر يوم ،،
واعشق عمري لأني اذا مت اخجل من دمع امي

اختم كلمتي هذه معزياً انفسنا فلنا ولكل من عاشر واحب الفقيدة حق العزاء بأم الرائد.
نعزي مرة أخرى الاخوة والاخوات أبناء وبات الفقيدة وعائلاتهم
نعزي اشقاء وشقيقة الفقيدة وابنائهم
نعزي ذلك الجيل الذي تربى يديها من الاحفاد
نعزي العشيرة .

تغمد الله ام الرائد بواسع رحمته وليرتب نفسها في مساكن الصديقين وليرحها في أحضان إبراهيم ومع الابرار والقديسين .

الراحة الأبدية اعطها با رب والنور الدائم فليضيء لها فلتسترح نفسها بسلام.
فليكن ذكرها مؤبداً .. العمر الكو والله يرحمها

Comments are closed.