مبادئ الحياة

نورسات الاردن


كان أحد المدرسين شديد الغضب، سريع الانفعال، يتسرع في اتخاذ قراراته بوحي من مشاعره الهائجة.
وظل كذلك حتى جاء صباح أحد الأيام، وكان يقف في شرفة المدرسة المطلة على الفناء، يستعرض صفوف التلاميذ في اليوم الأول من العام الدراسي.
وفي لهجة حازمة طلب من التلاميذ أن يرفعوا بطاقاتهم إلى أعلى باليد اليمنى.
وارتفعت الأيدي في اتساق وجمال، غير أن طفلاً صغيراً أخطأ. فرفع البطاقة باليد اليسرى.
فقرر المدرس أن يكون حازماً معه. فقال له من خلال مكبر الصوت: ارفع يدك اليمنى أيها العنيد.
واضطرب الصغير وأرتجف واهتزت ذراعه لكنه لم يستجب لقول المدرس، فاندفع المدرس كالسهم الغاشم نحو الصغير، كي يلقنه الدرس الأول في الطاعة والأدب ولكي يجعله عبرة لكل التلاميذ.
وعندما اقترب من الطفل هاله ما شاهده على وجهه البريء من اضطراب وخوف ساحق، فقد كانت ذراعه اليمنى مقطوعة تماماً.
ملأت الدموع عيني المدرس وأحس بمرارة في حلقه لم تذهبها الأيام. وأدرك لأول مرة أنه وهو المعلم يحتاج أن يعرف أشياء كثيرة في مبادئ الحياة الإنسانية.
فأخذ يراقب كلماته وأحاديثه وعلاقاته وأفكاره، فتعلم الكثير، وكان معلمه الأول الطفل الصغير الذي جرح مشاعره الرقيقة بكلماته الخشنة.
وأصبح هذا المدرس يتصف بالرقة والأدب والمجاملة، فضلاً عن عباراته المشجِّعة لكل من حوله. كما أصبح عاقلاً متزناً لا يتسرع في الحكم.
أخي الحبيب

احترس في كلماتك وراقب ألفاظك، فبكلمة يمكنك أن تفرح إنسان وبكلمة يمكنك أن تحزنه أو تغضبه أو تثيره أو تحوله إلى عدو.
وقد تقول كلمة بتسرع فتضطر لمحاولة علاج آثارها شهور طويلة أو سنوات، وربما لا تستطيع التئام الجرح الذي سببته تلك الكلمة في نفس الشخص الذي قلتها له.
لتكن كلماتك حلوة في أذان الناس…
” لا تخرج كلمة ردية من افواهكم، بل كل ما كان صالحا للبنيان، حسب الحاجة، كي يعطي نعمة للسامعين.” افسس ٢٩:٤
هذا القانون الذهبي لاستعمال ألسنتنا وكل مَنْ لا يُلجم لسانهُ لا يخاف الله ولا يحب إخوتهُ.

Comments are closed.