البابا فرنسيس يلتقي الأساقفة أصدقاء حركة فوكولاري
نورسات الاردن
“نحن لسنا في خدمة وحدة خارجية، وإنما في خدمة سر الشركة التي هي الكنيسة في المسيح والروح القدس” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته للأساقفة أصدقاء حركة فوكولاري
استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم السبت في القصر الرسولي بالفاتيكان الأساقفة أصدقاء حركة فوكولاري وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال لطالما عزز عمل مريم، أو حركة فوكولاري، من أجل الموهبة التي نالتها من مؤسستها كيارا لوبيتش، معنى الوحدة وخدمتها: الوحدة في الكنيسة، الوحدة بين جميع المؤمنين، الوحدة في العالم بأسره، في “دوائر متحدة المركز”. هذا الأمر يجعلنا نفكر في التعريف الذي قدمه المجمع الفاتيكاني الثاني للكنيسة: “السر، أي علامة وأداة الاتحاد الوثيق مع الله ووحدة الجنس البشري بأسره”. في خضم التمزقات والدمار الذي خلفته الحرب، وضع الروح القدس في قلب كيارا الفتيِّ بذرة الأخوة والشركة. بذرة تطورت ونمت في مجموعة الصديقات في ترينتو، واجتذبت الرجال والنساء من كل لغة وأمة بقوة محبة الله، وخلقت الوحدة دون أن تُبطِل الاختلافات، لا بل منحتها قيمة وجعلتها تتناغم.
تابع البابا فرنسيس يقول إن “القرابة” – إذا جاز التعبير – الموجودة بين هذه الموهبة وخدمة الأساقفة واضحة. نحن الأساقفة في خدمة شعب الله لكي يُبنى في وحدة الإيمان والرجاء والمحبة. في قلب الأسقف، يطبع الروح القدس إرادة الرب يسوع: أن يكون المسيحيون جميعًا واحدًا، من أجل تسبيح ومجد الله الثالوث ولكي يؤمن العالم بيسوع المسيح. نحن البابا والأساقفة، لسنا في خدمة وحدة خارجية، وإنما في خدمة سر الشركة التي هي الكنيسة في المسيح والروح القدس، الكنيسة كجسد حي، كشعب يسير في التاريخ وفي الوقت عينه أبعد من التاريخ. شعب أُرسل إلى العالم لكي يشهد للمسيح، لكي يجذب هو، نور الأمم، الجميع إليه، بقوة سره الفصحي الوديعة والرحيمة.
أضاف الأب الأقدس يقول أيها الإخوة الأعزاء، يمكننا أن نقول إن هذا هو “حلم” الله، ومخططه أن يصالح ويجمع كلَّ شيء في المسيح. هذا أيضًا هو “حلم” الأخوّة الذي كرّستُ له الرسالة العامة “Fratelli tutti“. إزاء “ظلال عالم مغلق”، حيث “تتحطّم” أحلام كثيرة للوحدة، وحيث لا يوجد مشروع للجميع وتُبحر العولمة بدون مسار مشترك، وحيث تهدد آفة الوباء بتفاقم التفاوتات، يدعونا الروح القدس لكي نتحلى بالشجاعة بأن نكون واحدًا، انطلاقًا من الإدراك بأن الوحدة هي عطيّة.
تابع الحبر الأعظم يقول إنَّ القديسين هم الذين يشهدون بشكل خاص لشجاعة الوحدة: قبل أيام قليلة احتفلنا بعيد البابا القديس قرنيليوس والاسقف القديس قبريانوس، ولهذا الأخير بالتحديد نحن مدينون بالوصف الرائع للكنيسة كـ “شعب جُمع في وحدة الآب والابن والروح القدس”. لكن لنفكر أيضًا في العديد من شهود زماننا، رعاة وعلمانيون، الذين كانت لديهم جرأة الوحدة، ودفعوا ثمنًا باهظًا شخصيًا. لأن الوحدة التي منحنا يسوع المسيح إياها ليست أنسنة، وليست إجماع مع الجميع مهما كان الثمن. لا بل هي تخضع لمعيار أساسي، وهو احترام الشخص البشري، واحترام وجه الآخر، ولا سيما الفقير، والصغير، والمُستبعَد.
وختم البابا فرنسيس كلمته للأساقفة أصدقاء حركة فوكولاري بالقول أيها الإخوة الأعزاء، أشكركم مرة أخرى على هذا اللقاء. ولكنني أشكرك بشكل خاص على الالتزام الذي تحملون فيه قدمًا مسيرة الصداقة هذه للنمو في خدمة الشركة. ابتسموا على الدوام. أصلّي من أجلكم ومن أجل جماعاتكم. ليبارككم الرب ولتحفظكم العذراء مريم؛ ولا تنسوا أن تصلّوا من أجلي.
Comments are closed.