الحياة في المسيح والسعادة في العذراء

نورسات الاردن :د . جلال فاخوري

تجسّد ابن الإنسان ليعيشَ ابن الإنسان من البشر، وأحدث عالماً جديداً من المعجزات ليحيا الإنسان الذي تجسّد لأجله، وكان لتجسده حياة جديدة وكونَاً جديداً. فالعقلية التي يتبنّاها الإنسان بعد المسيح يجب أن تكون روحاً جديدة لها صلة وثيقة بمن صنعها.
ولعل الإنسان إذ يتساءل ما قيمة الحياة بعد كل عثرة تصادفه إذ يسارع بالقول أنّ الحياة تافهة لا قيمة لها، فتجسّد المسيح هو الجواب على مثل هذا السؤال. نعم، ما قيمة الحياة بدون أن نهبها للذي صعنها؟ وما قيمة الحياة إن لم تكن مع الله؟ فالمسيح حياة إذا فهمنا معنى وجودنا وإذا فهمنا لماذا تجسد وإذا فهمنا لماذا تألم ومات وقام؟ ليس أعظم من أن يفتدي الإنسان بنفسه لأحبائه “السيد المسيح”، فالله حين يأتي لنا ويقرع بابنا ليتناول العشاء معنا فهو يكرمنا وليس نحن، فأحرى بالمسيح أن يسألنا: ما قيمة الحياة بدل أن نسأل نحن؟ أي حياة نريد فهمها إذا لم تكن الحياة مع المسيح؟ أي مصالحة مع أنفسنا إن لم يكن المسيح فينا؟ أما البحث عن السعادة فيجب أن تكون في سلطانة السماء والأرض ملكة قلوبنا وأرواحنا “سلوى القلوب قلب العذراء”، فهي سبب وجودنا وراحة أنفسنا وسعادة أرواحنا حيث هي الملجأ الذي نلوذ إليه ساعة الشّدة، وأي سعادة أعظم من سعادة من يصون حياتنا؟ وعشق العذراء لا يستطيع المرء أن يفسّره فهو عشق إلهي. فأسعِدي قلوبنا يا عذراء في حبك للمسيح وعظمة حبك لنا.

Comments are closed.