رعايا البطريركية اللاتينية تنظم مخيمات صيفية بعد عام من الانقطاع

نورسات الاردن

بعد عام من الانقطاع جراء تفشي فيروس كورونا في الأرض المقدسة، وبدعم من بطريركية القدس للاتين، نظمت مختلف رعايا البطريركية في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة هذا العام، مخيمات صيفية لأبنائها مع اتباع التدابير الوقائية المناسبة.

ففي جفنا، نظمت رعية القديس يوسف هذا العام مخيمًا صيفيًا بعنوان “يسوع يحبني” لأطفال الروضة وحتى الصفّ الثامن، من ٢ تموز إلى ٨ آب ٢٠٢١. وقد تناول المخيم هذا العام قصصًا روحية تظهر محبة السيد المسيح لأبنائه، كما شمل محطات أخرى كالموسيقى، والدبكة، والزومبا، والطبخ، ورياضة الكونغ فو، وأشغال يدوية متنوعة شملت الصلصال والفسيفساء. هذا وتضمن المخيم أيضًا لقاء عن التنمر ومحبة القريب، فضلًا عن رحلات أسبوعية إلى برك السباحة.

وفي نهاية المخيم الذي أعدّه الأب جوني بحبح، كاهن الرعية، والشماس مالك حجازين، بمساعدة سبعة متطوعين من أبناء الرعية، نُظّم حفل ختامي كبير في القرية لعرض كل ما تعلمه الأطفال من مهارات خلال أيام المخيم.

وقال الأب جوني بحبح: “شهد المخيم هذا العام إقبالًا كبيرًا إذ بلغ عدد الأطفال المشتركين ١١٧ طفلًا مقابل ٩٤ طفلًا قبل عامين. وقد قام بعض أهالي القرية بتسجيل أبنائهم في المخيم الصيفي هذا العام للمرة الأولى، وذلك رغبة منهم تشجيع أبنائهم على الخروج من المنزل والتفريغ عن ضغوطات الحياة. فقد لمستُ هذا العام عطشًا للعودة إلى الكنيسة بعد عام من انعدام الأنشطة”. وأضاف: “من الضروري أن يجتمع الأطفال في الكنيسة والتعرف على تعاليمها، بغية الشعور بأهميتها في حياتهم وقربهم منها، وتعلّم روح المشاركة وضرورة ثباتهم في أرضهم لحاجة الكنيسة إليهم”.

أما في رعية العائلة المقدسة في غزة، فقد نظم الأب يوسف أسعد، مساعد كاهن الرعية، بمساعدة راهبات الكلمة المتجسد وعدد من المتطوعين، مخيمات صيفية لأبناء الرعية من جيل ٣ سنوات وحتى ١٦ سنة، في الفترة الواقعة بين ٢٨ نيسان و٣٠ تموز. وقد تراوح عدد المشاركين بين ١٥٠ و٢٠٠ طفل على الرغم من تخوّف الأهالي ومنظمي المخيمات على حد سواء من انتشار الفيروس في القطاع الذي يشهد حصارًا وشحًّا في الموارد والمستلزمات الطبية. وقد حرص المنظمون على إلزام الأطفال بوضع الكمامات وتغييرها كل ثلاث ساعات فضلًا عن الحفاظ على مسافة الأمان بين الأطفال.

ركّز المخيم الذي جاء بعنوان “دعوا الأولاد يأتون إلي ولا تمنعوهم”، على ضرورة حضور القداس الإلهي والدروس الدينية في سبيل النمو الروحي، وذلك من خلال حفظ آيات من الكتاب المقدس وتعلم تراتيل جديدة، وأداء مختلف الأنشطة كالدبكة والأشغال اليدوية وكرة القدم والسلة وغيرها. وفي سبيل تشجيع الأطفال، جرى تنظيم مسابقات وتوزيع جوائز على المشاركين في نهاية كل يوم، فضلًا عن تنظيم رحلات أسبوعية إلى برك السباحة.

أوضحت السيدة نسرين أنطون، المديرة العامة للمشاريع في رعية العائلة المقدسة في غزة، أن أهمية “تنظيم المخيم الصيفي هذا العام تنبع من الحاجة إلى دعم الأطفال ومساعدتهم في تفريغ طاقاتهم، من خلال الأنشطة الدينية والرياضية والترفيهية، ولا سيما بعد تفشي فيروس كورونا، والحرب الأخيرة على غزة التي أدت إلى تدهور الحالة النفسية لدى الأطفال ومنظمي المخيم”.

وفي نيابة القديس يعقوب للجماعة الكاثوليكية الناطقة بالعبرية، جرى تنظيم مخيم صيفي واحد هذا العام للأطفال الأكبر سنًا، نظرًا لتعقيد إجراءات السلامة التي تفرضها الحكومة الإسرائيلية على الأطفال، كوجوب إجراء الفحوصات كل يومين. وقد شارك في المخيم الذي نُظّم في دير رافات هذا العام، من ٩ – ١٣ تموز، حوالي ٥٠ طفلًا من القدس وحيفا وتل أبيب.

وقد جاء المخيم هذا العام بعنوان “سفر راعوث”، وشمل أنشطة كالرقص، والغناء، والتمثيل، والأزياء، والمحاضرات الدينية المتعلقة بسفر راعوث. وقد اختير هذا السفر خصيصًا في محاولة لتقريب قصص من الكتاب المقدس من حياة الأطفال الناطقين بالعبرية، إذ يعود أصل معظمهم إلى الفلبين، وقد كانت راعوث لاجئة أيضًا. وفي نهاية المخيم، عرض الأطفال مسرحية غنائية عن سفر راعوث، مستوحاة من مسرحية “زهرة الصحراء” الموسيقية التي أدتها الشبيبة الناطقة بالعبرية أثناء رحلة سفرهم إلى النمسا تحت رعاية منظمة KISI النمساوية.

ويقول ديمتري، أحد أعضاء جماعة المتحدثين بالعبرية: “تأتي أهمية المخيمات الصيفية في النيابة من أن الأطفال هنا يعيشون وسط مجتمع يهودي ولا يقابلون العديد من المسيحيين. ولهذا تعتبر هذه التجربة ضرورية لهم، إذ يجتمعون من جميع أنحاء البلاد بهدف التعارف والحديث عن الإيمان المشترك. وهي بمثابة تذكير لهم بأنهم ليسوا وحيدين وأنهم ينتمون إلى مكان ما، وهم جزء منه. كما أنها فرصة للتعرف على إيمانهم والكنيسة بشكل أفضل. فهي غذاء للروح لما تبقى من العام”. 

هذا وكانت الأمانة العامة للشبيبة المسيحية في فلسطين، شبيبة موطن يسوع، قد أقامت مخيّمَين صيفيَّين للفئتين العاملة والجامعية في دير الكريمزان في بيت جالا. إذ عُقد مخيم الفئة العاملة لمدة ٤ أيام في تموز تحت عنوان “هلأ لوين”، بمشاركة أكثر من ٧٠ شابًا وشابة من رعايا موطن يسوع كافة. وخلال المخيم، عقدت حلقات نقاش متنوعة تناولت الواقع والظروف الراهنة، ومنها “تاريخنا في فلسطين”، و”ثائر ومسيحي”. هذا وجرت مناقشة مواضيع مختلفة أيضًا، كالإجهاض، والعلاقات الجنسية قبل الزواج، وإعارة الرحم، وزراعة الأجنة وتحديد الجنس، والموت الرحيم، والتبرع بالأعضاء، والتنمر، والمنافسة، والنميمة، والكسل، من خلال تقسيم المشاركين إلى مجموعات ناقشت آراءها المختلفة. 

أما مخيم الفئة الجامعية بعنوان  “إيماني ×٧”، والتي تعني “أنا إنسان مؤمن وتلميذ”، فقد تناول مواضيع مختلفة، بالتركيز على أسرار الكنيسة السبعة، منها “الزواج والعائلة المسيحية”، و”الكاهن والافخارستيا”، ومحاضرة في مجال التنمية البشرية، فضلًا عن لقاء حول سر الاعتراف، وعرض مسرحية صغيرة تحت عنوان “إنعاش”. وقد تخللت المخيّمَين الصيفيَّين ألعاب تنافسية وترفيهية متنوعة. 

وتنظم غالبية رعايا البطريركية مخيمات صيفية في كل عام، وذلك بهدف توفير الفرصة لاكتشاف أنشطة جديدة وتجربتها، وإنماء مهارات الأطفال والشباب على حد سواء، واهتماماتهم التي قد يتم تجاهلها أو إهمالها. وتتيح برامج المخيمات الصيفية المختلفة، الفرصة لأبناء الرعية بالمشاركة في مختلف الأنشطة كالدراما والفنون والموسيقى والعمل التطوعي والخدمات المجتمعية المختلفة. ويشارك في هذه المخيمات الصيفية كل عام أكثر من ٦ آلاف طفل.

محد

Comments are closed.