نورسات الاردن
“أنا متأكد من أنكنَّ إذا تمكَّنتمنَّ حقًا من أن تعشنَ العناية والإصغاء على مثال الأختين القديستين مرتا ومريم من بيت عنيا، ستواصلنَ في تقديم إسهامكنَّ الثمين في مسيرة الكنيسة كلها، لاسيما من خلال العناية بالفقراء والاصغاء للفقراء” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته إلى المشاركات في المجمع العام لراهبات المحبة
استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين في القصر الرسولي في الفاتيكان المشاركات في المجمع العام لراهبات المحبة للقديسة جان أنتيد وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحب بها بضيفاته وقال عندما كتبت الأخت نونزيا لتطلب لقاء، أشارت إلى تزامن مجمعكنَّ العام مع افتتاح السينودس، وكتبَت: “سنكون في شركة مع الكنيسة كلها ومعكم”. أود أن أتوقف للحظة عند هذا الأمر. أولاً، أشكركنَّ على صلواتكنَّ التي ترافقنَ بها بداية المسيرة السينودسية. لكني أريد أيضًا أن أستفيد من هذه المصادفة لكي اُسلِّط الضوء على أن الالتزام الذي نأخذه على عاتقنا ككنيسة لكي ننمو في السينودسيّة هو حافز قوي أيضًا لمؤسسات الحياة المكرسة. وبشكل خاص أنتنَّ المكرسات تُشكِّلن حضورًا لا يمكن الاستغناء عنه في الجماعة الكبرى التي تسير والتي هي الكنيسة. تتبادر إلى الذهن صورة يسوع وهو يسير في شوارع الجليل والسامرة واليهودية: معه تلاميذ ومن بينهم نساء كثيرات، ونعرف أسماء بعضهنَّ أيضًا. يطيب لي أن أُفكّر أنكنَّ تشكلنَ كمكرسات امتدادًا لهذا الحضور الأنثوي الذي سار مع يسوع والاثني عشر، وشاركه الرسالة وقدم إسهامه الخاص.
تابع الحبر الأعظم يقول وأنتنَّ يا راهبات المحبة، بأية طريقة تُشاركنَ في هذه المسيرة؟ ما هو إسهامكنَّ المميّز؟ أترك لكنَّ هذه الأسئلة، التي ليس لديها بالطبع إجابات جاهزة ومُعلَّبة. ولكن، يبدو أنني أرى الجواب في موضوع مجمعكنَّ العام. إنَّ الموضوع في الواقع، هو: “الانطلاق مجدّدًا من بيت عنيا، بعناية مرتا وإصغاء مريم”.
أضاف الأب الأقدس يقول نجد هنا مرة أخرى حضور امرأتين، مرتا ومريم، باسميهما ووجهيهما. تلميذتان كان لهما مكانة مهمة في حياة يسوع والاثني عشر، ونرى ذلك بوضوح في الأناجيل. وهذا الأمر يؤكد أنه وبصفتكنَّ نساء ومعمَّدات، أي تلميذات ليسوع، فأنتنَّ حضور حي في الكنيسة، وتشاركنَ في الشركة والرسالة. لا ننسينَّ أبدًا ما هو الأساس: المعمودية. لأن هنا نجد أصل كل شيء. انطلاقًا من هذا الجذر، جعل الله نبتة الحياة المكرّسة تنمو فيكنَّ، بحسب موهبة القديسة جان أنتيد.
أضاف الأب الأقدس يقول لكن موضوع مجمعكُنَّ العام يقول أكثر، بهاتين الكلمتين: “العناية” و”الاصغاء”. أنا متأكد من أنكنَّ إذا تمكَّنتمنَّ حقًا من أن تعشنَ العناية والإصغاء على مثال الأختين القديستين مرتا ومريم من بيت عنيا، ستواصلنَ في تقديم إسهامكنَّ الثمين في مسيرة الكنيسة كلها، لاسيما من خلال العناية بالفقراء والاصغاء للفقراء. أنتنَّ معلمات، لا بالكلام وإنما بالأفعال من خلال قصص العديد من أخواتكنَّ اللواتي بذلنَ حياتهنَّ من أجل ذلك، في العناية والإصغاء بقرب المُسنّين والمرضى والمهمشين؛ بالقرب من الصغار، والأخيرين بحنان الله ورحمته، وهذا الأمر يبني الكنيسة، ويجعلها تسير في درب المسيح الذي هو درب المحبة.
وختم البابا فرنسيس كلمته إلى المشاركات في المجمع العام لراهبات المحبة للقديسة جان أنتيد بالقول لهذا، أيتها الأخوات العزيزات، أشكركنَّ باسم الكنيسة جمعاء. ولتحميكنَّ العذراء الأم والقديسة جان أنتيد على الدوام. أبارككنَّ وأباركُ جميع أخواتكنَّ في العالم. من فضلكنَّ، واصلنَ الصلاة من أجلي!
Comments are closed.