رسالة البطريرك بيتسابالا إلى الكهنة قبل افتتاح المرحلة الأبرشية للمسار السينودسي في الأرض المقدسة

نورسات الاردن

تعزيز مشاركة جميع الهيئات الكنسية، كي يتمكن كل شخص من التعبير عن فكره بحرية، تماما كما يريد البابا فرنسيس. هذه هي الدعوة التي وجهها بطريرك القدس للاتين بيرباتيستا بيتسابالا إلى الكهنة، قبل أقل من أسبوعين على افتتاح المرحلة الأبرشية للمسار السينودسي في الأرض المقدسة، المرتقب في الثلاثين من تشرين الأول أكتوبر الجاري.

جاءت الدعوة في رسالة وجهها البطريرك بيتسابالا إلى الكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين العلمانيين، مسلطا فيها الضوء على المسيرة التي ستقود إلى سينودس الأساقفة عام ٢٠٢٣ في روما. وقال غبطته إن الموضوع الذي تم اختياره لهذا الحدث الكنسي “من أجل كنيسة سينودسية: شركة، مشاركة ورسالة”، يعبّر بوضوح عن نية البابا فرنسيس بألا تكون حياة الكنيسة مرتكزة حصراً على الإكليروس، بل ثمرة مشاركة من قبل جميع أعضائها. رغبة البابا إذا – مضى يقول – تتمثل في مشاركة تامة وكاملة من قبل جميع المؤمنين في الحياة الكنسية. وأكد أن المطلوب ليس صياغة وثائق طويلة ومفصلة، بل وضع خلاصة لهذا المسار السينودسي، كما يشدد البابا في الوثيقة التحضيرية. 

بعدها توقف البطريرك بيتسابالا عند الدور المركزي الواجب أن يقوم به الكهنةُ، بصفتهم وسطاء بين الأساقفة والمؤمنين، ومن هنا لا بد من دعوة كهنة الرعايا لأن يكونوا رواد هذه المسيرة، وأن يلبوا نداء الحبر الأعظم، مفسحين المجال أمام مشاركة فاعلة من قبل مؤمني مختلف الرعايا. كما لا بد أن تشهد المسيرة مشاركة الرعايا والجمعيات الرهبانية والأديرة التأملية والمعاهد الإكليريكية، والشبان والحركات الكنسية والجمعيات والمهاجرين والعمال الأجانب. 

وأشار غبطته إلى ضرورة أن تُتاح الفرصة لكل مؤمن كي يقول ما لديه، إما ليعبر عن شكره وامتنانه أو عن ارتباكه وخيبات الأمل. لكنه اعتبر أنه من الأهمية بمكان ألا يصب المسار السينودسي اهتمامته على المشاكل وحسب، لأن هذا الأمر قد يكون عقيماً وبلا أي أفق. إذ ينبغي أن يكون هذا المسار بمثابة عملية إصغاء، تنيرها كلمةُ الله. من هذا المنطلق – تابع يقول – اتُخذ قرار بالاقتداء بمثل تلميذي عماوس، كما سبق أن أعلن البطريرك بيتسابالا في مقابلة صحفية. وأوضحت الرسالةُ أن الاقتداء بهذا المثل يعني التوجّه جسدياً إلى المناطق التي ظهر فيها الرب يسوع، وتسليط الضوء على المشاكل الراهنة. ورأى أنه من الضروري أن يكون اختبار الحياة مرتبطاً بالكتاب المقدس، الذي يمكن أن ينير المراحل الهامة من حياتنا وأن يعطيها بعدا وأفقاً مختلفَين. 

وكتب بطريرك القدس للاتين في رسالته إلى الكهنة أنه بغية مساعدتهم على التأمل في هذا المسار السينودسي، ستُرسل البطريركية نصاً مرجعياً مرفقاً بكتيبات واستمارات، كما ستُعقد لقاءاتٌ على مختلف المستويات: مع الشبان والعائلات، بالإضافة إلى زيارات ستُنظم إلى المسنين في دور العجزة، وإلى العمال الأجانب، بغية الاطلاع على وقائع لم تكن معروفة في الماضي. وأكد أنه عوضا عن إطلاق الخطابات النظرية ينبغي أن تصغي الكنيسة إلى الأشخاص وتتعرف على خبراتهم، التي يمكن التعلّم منها. 

هذا ثم اعتبر غبطته أنه لا يمكن أن ننتظر من هذه المسيرة “تبدلات جذرية” أو “ثماراً فائقة العادة”، لأن هذه الثمار تأتي بعد زمن طويل وهي نتيجة عمل شاق ودؤوب. وأشار إلى أن السينودس يمكن أن يحقق انجازا رائعا إذا ما طبع بداية جديدة لنمط التلاقي كجماعة، حيث يشعر كل فرد بأنه جزء من حياة الآخرين، وحيث يتّحد الجميع في شخص المسيح، الذي هو قلبُ إيماننا، والذي يعطي معنى لوجود الكنيسة في الأرض المقدسة، ويغذّي وينير المحبة التي تعضد حياة المؤمنين. 

المرحلة الأبرشية للمسار السينودسي في الأرض المقدسة ستُفتتح في الثلاثين من الشهر الجاري وبشكل متزامن في الجليل وفلسطين والأردن وقبرص.

Comments are closed.