تخريج الدفعة الأولى من طلاب الجامعة الكاثوليكية في أربيل
نورسات الاردن
في احتفال مهيب، وتنظيم دقيق، دارت مراسيم الاحتفال بخريجي الدفعة الأولى من طلاب الجامعة الكاثوليكية في أربيل مساء يوم الخميس 21 تشرين الاول 2021، وذلك على حدائق الجامعة في بلدة عنكاوا.
حضر الاحتفال عدد من الشخصيات الدينية والحكومية الرسمية من بينها البطريركان لويس روفائيل ساكو وأوا الثالث روئيل وسعادة السفير البابوي في العراق وعدد من الأساقفة الكلدان واساقفة الكنائس الأخرى والاباء الكهنة والراهبات ومن بين الرسميين حضر السيد ادريس برزاني نجل رئيس الإقليم وعدد من الوزراء ومن الاكاديميين وأهالي الخريجين.
وكانت كلمة لسيادة المطران بشار وردة مؤسس الجامعة عن دور الجامعة والجهود التي بذلها لأنشائها ولديمومتها ثم تلتها كلمة لغبطة البطريرك ساكو ولرئيس الجامعة وممثل الطلبة. بعده وزعت الشهادات على الخريجين.
وتخلل الاحتفال فلمان قصيران عكست شهادات بعض طلاب الجامعة وفاصل موسيقى قاده المايسترو الاب نشوان يونان.
وفيما يلي كلمة غبطة البطريرك ساكو
الحضور الكرام … بشينا ثيلوخون، بخيرين بين…
أود ان أعبر باسمي شخصيّاً وباسم الكنيسة الكلدانية عن تهاني الحارة، لأبرشية أربيل وراعيها سيادة المطران بشار وردة، وبلدة عنكاوا واقليم كردستان، وكادر الجامعة وخريجي الدفعة الأولى من طلابها.
هذه الجامعة مكان رائع للثقافة والتنشئة والحوار، ولهذا يتعين دعمُها.
لقد امتازت الكنيسة الكاثوليكية منذ القرون الأولى بمؤسساتها الثقافية والاجتماعية: مدارس، وجامعات، وجمعيات خيرية للاعتناء بالفقراء ومستشفيات وعيادات خيرية.
وبهذه المناسبة أتقدم بالشكر الجزيل لسيادة المطران بشار وردة على ما قدمه في المجالين الثقافي والصحي: مدارس وهذه الجامعة التي هي مفخرة للكنيسة والمجتمع ولاقليم كردستان، وكذلك مستشفى مريمانة. هذه المشاريع الحيوية تعزز دور الكنيسة وحضورها في المجتمع. من المؤكد ان ما ساعد على إقامة كذا مشاريع كبيرة هو استتباب الأمن والاستقرار في الإقليم. ويسرني ان اذكر افتتاح مركز للتوحد البارحة في كركوك ووضع حجر الأساس لمركز الثلاسيما ومركز كبير للزهايمر في طور الإنجاز في السليمانية، هذه المشاريع قدمتها ابرشية كركوك الكلدانية. لنا أيضا في بغداد مدارس ونشاطات أخرى وفي البصرة ودهوك وزاخو. ولا انسى ما تقدمه اخوية المحبة كاريتاس للعراقيين المحتاجين في عموم البلاد.
هذه المشاريع الثقافية تعد مستقبل العيش المشترك في البلد، من خلال فرص تعرف الأساتذة والطلاب على بعضهم البعض وتبادل الخبرات والمشاركة في التحديات والمساندة.
أتمنى ان تدرس التربية الدينية لكافة الطلاب على حد سواء وليس التربية المسيحية او الإسلامية، حتى يتعرف الطلاب على المشتركات بين الأديان بشكل صحيح فيتجنبوا التطرف.
اليوم نجد اتجاهين بين اتباع الديانات: الأول من المؤسف متشدد يقرأ الديانة قراءة حرفية روتينية، ويفهمها بشكل سطحي ويعزلها عن حياة الناس وكأن الديانة من الماضي وليس موضوعها الناس في كل زمان ومكان. والاتجاه الثاني منفتح، يقرأ الديانة قراءة معمقة وواعية، ويبحث عن الجوهر، أي عن رسالتها التي لا تفقد حيويتها وزخمها عبر الزمن، ويسعى لملاءمة بلاغاتها مع ثقافة الناس ومتطلبات حياتهم، خصوصا ان عالمنا تحول الى عالم رقمي. للدين دور مهم في الشأن العام ولا يمكن حصره في مراسيم العبادة واصول الفقه، لكن من دون ان يتدخل في السياسة ويتحزب. هدف الدين خدمة الناس وكل الناس من دون استثناء والحفاظ على حريتهم وكرامتهم. هذا ما يشدد عليه البابا فرنسيس… يجب أن توحدنا الأخوة البشرية وكذلك ايماننا بالله الذي هو مركز كل الديانات، بالرغم من تعدد ثقافات التعبير عن الديانات.
مرة أخرى خالص تهاني لهذه الجامعة الفتية وراعيها وللخريجين وعائلاتهم، باركهم الله ووفقهم ليكونوا فاعلين نشطين لبناء مجتمع إنساني واخوي يحترم التنوع والتعددية. وشكرا
Comments are closed.