الإحتفال بعيد القديس العظيم في الشهداء ذيميتريوس الفائض الطيب في البطريركية

نورسات الاردن

احتفلت بطريركية الروم الارثوذكيسية في القدس يوم الاثنين الموافق 8 تشرين الثاني 2021 (26 تشرين الأول حسب التقويم الشرقي)، بعيد القديس العظيم في الشهداء ذيمتريوس الفائض الطيب.

في هذا العيد تحيي الكنيسة وخاصة كنيسة ثيسالونيكي تذكار القديس ديمتريوس الذي ينحدر من مدينة ثيسالونيكي في اليونان واستشهد من أجل المسيح في عهد ماكسيميان عام 306 ميلادي من أجل إيمانه المسيحي، ويقال‭ ‬أن‭ ‬السبب‭ ‬المباشر‭ ‬لتنفيذ‭ ‬حكم‭ ‬الإعدام‭ ‬السريع‭  ‬كان‭ ‬تغلّب‭ ‬الشاب‭ ‬المسيحي‭ ‬نسطر تلميذ ذيميتريوس على لهاوش رجل الإمبراطور في الحلبة ولهذا السبب تحتفل الكنيسة بتذكار القديس نسطر في اليوم التالي من عيد القديس ذيميتريوس.

احتفلت البطريركية بهذا العيد في كنيسة القديس ديمتريوس في الدير المركزي بالقرب من المدرسة التي تحمل اسم القديس.

أقام سيادة متروبوليت هيلينوبوليس كيريوس يواكيم خدمة صلاة الغروب بعد ظهر يوم الأحد وخدمة القداس الإلهي صباح يوم الإثنين، يشاركه قدس الأرشمندريت أليكسيوس قدس, الأرشمندريت مكاريوس,  قدس الأرشمندريت ستيفن, قدس الأب جوارجيوس بارامكي والشماس الأب أفلوغيوس. ورتل السيد غوتسوبولوس مع طلاب المدرسة البطريركية، بحضور القنصل العام لليونان في القدس السيد فليوراس والعديد من الراهبات والحجاج.

تلا القداس الإلهي مراسم إحتفالية في قاعة استقبال مدرسة القديس ديميتريوس البطريركية. تضمن حفل المدرسة عرض فيديو عن استشهاد القديس ديمتريوس وتاريخ المدرسة التي في الوقت الحاضر تخدم الرعية الناطقة بالعربية التابعة للبطريركية.

خطاب صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس ديمتريوس الفائض الطيب في مدرسة مار متري  

تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

يقول صاحب المزمور: صلاحاً وأدباً ومعرفةً علّمني فإني قد صدقتُ وصاياك. (مز118: 66)

السيد سمير زنانيري مدير المدرسة المحترم

الإخوة الأساتذة الأفاضل، طلابنا المحبوبون

تُكرم اليوم مدرسة البطريركية الآوروشليمية مدرسة القديس ديمتريوس شفيعها وحاميها الشهيد العظيم ديمتريوس.

وكما هو معروفٌ أنّ القديس ديمتريوس وُلِدَ ونشأَ في مدينة تسالونيكي وقد عاش على عهد الأباطرة الرومانيين ديكلتيانوس ومكسيميانوس، وقد امتاز بتقواه وفضيلته أي إيمانه الكبير بالمسيح حتى أصبح شهيداً وشريكاً في دم المسيح وبسبب تعليمه أصبح مربياً ومعلماً لاسم المسيح وقد نجح فيها لأنه كان مصغياً للقول الكتابي المقدس صلاحاً وأدباً ومعرفةً علّمني فإني قد صدقتُ وصاياك. (مز 118: 66)

إن محبة الشاب ديمتريوس من أجل معرفة الحقيقة لم تنحصر فقط في التعليم الكلاسيكي التي هي الفلسفة اليونانية بل بالأخص امتدت إلى دراسة الكتب المقدسة ولاسيما إنجيل المسيح كما يقول الرب: وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ (يوحنا 8: 32)

إن التعليم يُجَّمل ويُهَذّب الإنسان أخلاقياً وروحياً وذلك لأن المعرفة تقود إلى استنارة الذهن، واستنارة الذهن تقود إلى حقيقة الأمور والأشياء أي إلى العلم. ولكن التعليم المسيحي يفوق حدود عقل الإنسان البشري إذ أنّهُ يُصعد الإنسان التقي والصالح تلميذ المسيح إلى الجمال الخفي أي إلى مُعاينة مجد الله.

ويكرز الرسول بولس لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ. (رومية 8: 2) ويكملُ قائلاً” لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ، وَلكِنَّ اهْتِمَامَ الرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ عَدَاوَةٌ للهِ. (رومية 8: 6).

ولأن صديق المسيح ديمتريوس، كان ملهماً من أقوال القديس الرسول بولس اللاهج بالله. لهذا، فقد سعى وطلب حريته من عبودية الجسد ومن عبودية ناموس الفساد أي ناموس الخطيئة والموت، لهذا فقد جعله الله مستحقاً لملكوته، كما يهتف المرنم قائلاً: لقد

فُزتَ براية الغلبة على الضلالة يا ديمتريوس. فنلتَ أكاليل الغلبة بعدلٍ. تصرخ نحو خالقك قائلاً: المجد لقدرتك يا رب.

ونحن الذين نحيا تحت كنف كنيسة المسيح المقدسة وبالأخص بطريركية الروم الأرثوذكس الأوروشليمية العريقة، مدعوون أن نكون مقتديين ومتمثلين بالقديس العظيم في الشهداء ديمتريوس، أي بكلام آخر مدعوون أن نكون كارزين ومبشرين بإنجيل محبة الله للبشر التي لا تحد التي هي الحرية في المسيح كما يقول الرب: «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ». (يوحنا 8: 12)

كل عام وأنتم بخير

وتقدم جيدٌ في تعلم ومعرفة الحقيقة

Comments are closed.