الصين والحرب مع الكورونا من جديد

نورسات الاردن

في حرب جديدة بين الكورونا والصين تواجه الصين غزواً جديداً لوباء الكورونا تشدد القبضة على الصين إلى حدّ قيام الصين بإغلاق حدودها الشمالية لسّد الطريق على زحف الكورونا بما يشبه الحرب غير المعلنة التي واجهتها الصين قبل حوالي العام من الآن.
وأخطر ما في الأوبئة أنها تزحف صامتة وبدون سلاحٍ لتتفشى وتجعل الدول والشعوب عاجزة عن المقاومة والأمثلة هي العالم كله خاصة أمريكا والمكسيك والهند ومعظم أوروبا. فإذا علمنا أن الدول المتقدمة صحيا وطبياً عاجزة عن مقاومة الكورونا، فكيف نفهم مقاومة الدول ذات الإقتصاد المترّهل؟ وإذا علمنا أن الصين أول دولة قوية أضعفت شوكة الكورونا بإغلاق حدودها الشمالية تزيد من قناعتها أن غزو الكورونا هذه المرّة ليس سهلاً، وأنّ مسيرة الكورونا في العالم تدّل بوضوح أن وباء الكورونا يستغرق سنوات طويلة، وأن اللقاحات أيضاً قد تستغرق وقتاً طويلاً. وعودة الكورونا للصين وعجز العالم عن المقاومة يحفزنا دوما على التساؤل: ما العمل إذا كانت الكورونا تقتل عشرات الآف في العالم يومياً؟ فهل يعني الإستسلام لها؟ سؤال يعجز الطب أمام واقع الحال.
الكورونا ضمن الأوبئة والأمراض الصامتة التي تقتل البشرية بقدرتها على مقاومة اللقاحات والعلاجات. أليس لدى البشرية إمكانية للقضاء على الأوبئة إلى الوسائل المتاحة؟ ففي مثل هذه الحالات ليس لدى اليد البشرية إلا التوجّه للسماء طلباً للرأفة والرحمة واللطف الإلهي. ليست الأوبئة فقط هي القاتلة، فالإنحباس الحراري الذي يجفف الإنتاج أحياناً ويقتل بالفياضانات أحياناً هي كوارث طبيعية تشّل القدرة البشرية على التحرك. نعم، ليس للبشرية من وسائل وأساليب إلا التوسّل للسماء. فالقدرة الإلهية يعجز العقل البشري عن فهمها. والأسئلة التي تحاصر العقل البشري هي: لماذا تصّم البشرية آذانها عمّا جرى ويجري رغم التقدم العلمي والإختراعات والإكتشافات التي حققت الكثير؟ لماذا لم توجَّه الجهود البشرية لحماية الإنسان من الطبيعة؟ بل لماذا لا تكّرس معظم الجهود لإنقاذ البشرية من التدهور الدمار وذلك بتخصيص كافة الجهود بإنشاء صناعة صحيّة وطبّية ودواءً للأوبئة الكبيرة تشمل العالم كلّه؟ فإذا عرفنا أنّ أمريكا بكل عظمتها وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا عجزت عن توفير لقاحت وأجهزة تُبقى على حياة البشرية، فما بالك بالدول المستضعفة الفقيرة التي لا تجد مالا أو غذاء كأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
إن العالم في خطر الزوال من الجفاف والأوبئة والحروب المستعرة والكراهية العمياء. العالم بحاجة إلى الإستعانة بالسماء والتركيز على الإنسان بدل الحضارة المادية الزائفة.

Comments are closed.