بيع الأعضاء البشرية إنساني أم مالي؟!
نورسات الاردن :د.جلال فاخوري
في لبنان أتيحت كافة الفرص والأحوال المادية والظروف المعيشية إلى بيع الأعضاء البشرية بل وحتى الإنسان كاملاً مقابل المال، ورغم أنَّ ما يُقال عن العوامل الإنسانية كتبرع لأحد الأحبة أو الأقارب إلا أنّ الشائع حول هذه المسألة باتت مقلقة للكثيرين ممن يقامرون ببيع أعضائهم مقابل 15 أو 20 ألف دولار، ولا تكلّف البائع سوي يومين أو ثلاثة بالمستشفى.
ورغم أن خطورة هذا العمل بات لا يخيف البائع لأعضائه إلا أنّ الكثير من الشباب اللبناني يُقدم على بيع أعضائه لأسبابٍ مالية بحته. لم تعد الإنسانية ذات إعتبار أو إهتمام كما أنّه رغم أنَّ الإتجار ببيع الأعضاء البشرية ممنوع دولياً في القوانين واللوائح الدولية إلا أنّ بيع الأعضاء في بلدٍ كلبنان أصبح شائعاً لدرجة العرض لا الطلب.
هناك من يحتاج هذه الأعضاء البشرية ويشتريها بأسعار باهظة لإنقاذ حياة إنسانٍ آخر، لكنَّ الإتجار ببيع الإعضاء البشرية هي جريمة إنسانية تحاربها جميع المفاهيم الدولية، لكنّ اللبنانيين يتعللون بالضرورة القصوى، فالخطورة التي ترافق نزع كِلية إحداهم مثلاً قد تَؤدّي بالإنسان البائع إلى الموت. إن المفهوم البائس عن بيع الأعضاء البشرية تتجنّب التفكير بالإنسانية ويركّز على المال.
والحقيقية المتاحة للإنسان هي أنّ المخلوقات البشرية والتي تُعتبر أرقى المخلوقات على الإطلاق. وهي في كونها إنسانية، وهي بذلك تكريماً لإبن الإنسان الذي عاش إنساناً مدة ثلاثة وثلاثين عاماً وأعني الله وبذلك سمي ابن الإنسان. صحيح أنّ الطب سمح بنقل الأعضاء لكنّ ذلك مخالف إنسانياً لما أودعه الله فينا من روح وليس للتجارة. إنّ حاجة الإنسان للمال ليست مبرراً لبيع الأعضاء البشرية لكنَّ البشر الذين يُقدمون على ذلك حين تضيق الحال بهم كلبنان الذي وصل إلى هذه المرحلة. فهل بيع الأعضاء حالة طبيعية إنسانية أم أخلاقية إضطرارية؟ وهل بيع الأعضاء مبرر للمقامرة بهذا الشكل اللاإنساني؟ فهل هانت إلإنسانية إلى هذه الحدود؟
Comments are closed.