بالإيمان نحن أبناء الله
نورسات الاردن
المقال مستوحى من رسالة القديس بولس الى اهل روما.
خلق الله آدم ونفخ في أنفه نسمة الحياة من روحه المقدسة لتسكن فيه وتمنحه الحياة الخالدة قبل ان يخطئ ويعصى الله فيحكم عليه بالموت الجسدي لأجل مسمى. الله هو مصدر الحياة.
البشر جميعا اولاد الله لأنهم يحيون بروحه الساكن فيهم، وهم صنعة يده وإرادته، فابناء الإنسان يدعون أبناء الله أيضا. روح الله لا يستعبد الإنسان بل يقدسه ويجعله من ابناء الخالق. ولهذا نصلي الى الله أبانا كما علمنا يسوع المسيح أن نقول: “ابانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك ليأتي ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض”.
مادمنا أبناء الله فنحن الورثة. نعم نحن ورثة الله وشركاء المسيح في الميراث، نشارك في حياته وقداسته كما تشاركه في آلامه وكذلك نشارك في مجده الأبدي. إن آلامنا في هذه الدنيا ومصاعب الحياة وضيقاتها لا توازي المجد الذي نناله في آخر الزمان بعد الدينونة. في ملكوت الرب ينتظر كل المؤمنين بإسمه بفارغ الصبر بعد قيامة أبناء الله من موت الجسد للإنتقال الى الحياة الأبدية لنحيا هناك بالروح.
نحن المؤمنين بالله الآب وبربنا يسوع المسيح الابن وروح القدس (الإله الواحد) نحيا بالإيمان ونموت على رجاء القيامة فمن مات بالجسد رقد الى حين، وتبقى روحه تنتظر يوم كشف الحساب وملاقاة الديان العادل، فمن اجتاز بنجاح الدينونة استقبلته ملائكة الله بفرح على أبواب الملكوت المعد للقديسين أبناء الله. ليحيا بعيدا عن الفساد والمرض والجوع وأحابيل الشيطان. هناك يتشارك مع أبناء الله والملائكة في مجد الله والسعادة الأبدية في حضرة الرب. ففي الرجاء كان خلاصنا، فقد اشترينا بدم كريم وبأغلى ثمن دفعه عنا يسوع المسيح على الصليب. ونقلنا من عبودية الخطيئة الى ملكوت الله الغير فاني.
روح الله الساكن فينا يرشدنا لعمل الخير والصلاح ويبكتنا للإبتعاد عن الخطيئة وإغواء الشيطان، وروح الله يشفع لنا عند الرب والله الذي يرى ما في القلوب والفكر يعرف ما يريده الروح. ونحن نعلم ان الله يعمل مع الذين يحبونه لخيرهم في كل شيء.
نحن جميعا مدعوون لنكون على مثال ابن الله، فيكون الابن البكر قدوة لأخوته، فهو قد دعانا للإيمان به والعمل بما علمنا إياه وبررنا ووعدنا بالمجد الأبدي. فإن كان الله معنا فمن يكون علينا؟
من يفصلنا عن محبة المسيح، أشدة أم ضيق أم جوع أم خوف من المجهول؟ بالشدائد نحن ننتصر بالذي افتدانا بدمه الكريم، ولا شيء في الكون يقدر أن يفصلنا عن محبة المسيح ربنا. نحن أبناء الوعد الذي قطعه الله لإبراهيم أب الأنبياء، فما أبناء الجسد هم أبناء الله، بل أبناء الوعد هم الوارثون لملكوت الله الذي يحاسبهم الله من نسل إبراهيم. إن غايتنا هي الإيمان بالمسيح ربا ومخلصا ومعلما نقتدي به، وبه يتبرر كل مؤمن.
Comments are closed.