سلسلة تأملات في القداس الإلهي . بقلم الأب فادي هلسا

نورسات الاردن

سلسلة تأملات في القداس الإلهي
التأمل الثالث
الآن أخذ الكاهن الكيرون أو الرخصة وارتدى ملابسه الكهنوتية لابسا حلة بهية من كلمة الرب في الآيات التي رددها على لبس كل قطعة من ملابس الخدمة .

الآن يتوجه الكاهن نحو مغسلة الهيكل ويغسل يديه بالماء وينشفهما وهو يتمتم كلمات من المزمور 26 حيث يقول :
6 أَغْسِلُ يَدَيَّ فِي النَّقَاوَةِ، فَأَطُوفُ بِمَذْبَحِكَ يَا رَبُّ،
7 لأُسَمِّعَ بِصَوْتِ الْحَمْدِ، وَأُحَدِّثَ بِجَمِيعِ عَجَائِبِكَ.
8 يَا رَبُّ، أَحْبَبْتُ مَحَلَّ بَيْتِكَ وَمَوْضِعَ مَسْكَنِ مَجْدِكَ.
9 لاَ تَجْمَعْ مَعَ الْخُطَاةِ نَفْسِي، وَلاَ مَعَ رِجَالِ الدِّمَاءِ حَيَاتِي.
10 الَّذِينَ فِي أَيْدِيهِمْ رَذِيلَةٌ، وَيَمِينُهُمْ مَلآنَةٌ رِشْوَةً.
11 أَمَّا أَنَا فَبِكَمَالِي أَسْلُكُ. افْدِنِي وَارْحَمْنِي.
12 رِجْلِي وَاقِفَةٌ عَلَى سَهْل. فِي الْجَمَاعَاتِ أُبَارِكُ الرَّبَّ.
هذا الغُسل ليس غُسلا طقسيا أو على طريقة غُسل اليهود بل هو تذكير حسي للكاهن ليكون غاية في النقاء والحرص والانتباه وذلك لكي يستطيع سماع بشارة الرب الإله ويسمع روحيا صوت تسبيح الملائكة القديسين فهم وقوف حوله بخوف ورعدة ينتظرون البدء ليهيء الكاهن ذبيحة الخبز والخمر لتكون ذبيحة الصليب مستمرة حتى مجيء الرب الثاني .
يعلن الكاهن بهذا الغُسل أيضا محبته الغامرة لبيت الرب لأنه ينظر فيه سماء على الأرض ويستشعر بهاء مجد الرب السكن فيه ويتضرع بلهفة إلى الله أن لا يكون نصيبه مع الخطاة ورجال الدماء موضعه ويتذكر سعيه للكمال الروحي الذي به يتم خلاصه وخلاص من يسمعه وكأنه يردد ضمنا من المزمور 84 الآية التالية :
10 لأَنَّ يَوْمًا وَاحِدًا فِي دِيَارِكَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ. اخْتَرْتُ الْوُقُوفَ عَلَى الْعَتَبَةِ فِي بَيْتِ إِلهِي عَلَى السَّكَنِ فِي خِيَامِ الأَشْرَارِ.
ويكمل الكاهن التأمل مخاطبا الرب أنني أسلك فيما وصلت إليه من كمال بواسطتك يا رب ولكني أسعى للكمال التام بقوتك وتوجيهك لخطواتي .
ما أحوجنا كهنة وشعبا لأن ندخل حضرة الله بالنقاوة الكاملة بقدر ما نستطيع فالحضرة الإلهية لا يقف فيها غير المستنيرين بالروح القدس وحينها يتذكر الكاهن يوم سيامته كيف أخذ النعمة الإلهية ليقف في هذا الموقف الرهيب أمام الله ليتقدس به من يسمعه من الشعب
وبعد كل هذا الاستعداد يتجه الكاهن نحو مذبح التقدمة ليهيئ التقدمة المقدسة وهو شارد بذهنه فيما يخص تلك التقدمة المقدسة ويدرك أين سيضع قدميه .
فيا ترى نحن الكهنة هل نتأمل بكل هذا ؟
أنا أرى لو أدرك الجميع من الكهنة هذا الأمر لأصبح لدينا قديسون أضعاف ما لدينا الآن ولكن الويل لنا إن لم ننتبه لضعفنا البشري وننال القوة من العزة الإلهية للتغلب على هذا الضعف ونستمر .
آمين

Comments are closed.