سلسلة تأملات في القداس الإلهي . بقلم الأب فادي هلسا

نورسات الاردن /الاب فادي هلسا

سلسلة تأملات في القداس الإلهي
التأمل السادس
بعد انتهاء الكاهن من وضع الحَمَل وجزء والدة الإله عن يمينه مرمور 45 يعمل الكاهن 12 مثلث صغير ويضعة على الجهة اليسرى من الحَمَل يذكر على كل مثلث فئة معينة من القديسين تشملهم جميعا

المثلث الصغير الأول يذكر الملائكة ورؤساء الملائكة
الثاني يذكر يوحنا المعمدان وكبار أنبياء العهد القديم
الثالث يذكر الرسولان بطرس وبولس وسائر الرسل الإثني عشر والسبعين رسولا والقديس الرسول مؤسس الكرسي البطريركي التابع له
الرابع يذكر رؤساء الكهنة معلمي المسكونة الكبار
الخامس يذكر الشهداء والشهيدات
السادس يذكر الأبرار والنساك
السابع يذكر الأطباء ماقتي الفضة
الثامن يذكر جدي المسيح يواكيم وحنة وسمعان الشيخ وحنة النبية والقديس صاحب النهار.
التاسع يذكر الكاهن صاحب الخدمة يوحنا ذهبي الفم إن كان قداسه أو باسيليوس الكبير إن كان القداس له .
ينظر الكاهن والدة الإله وصفوف الملائكة القديسين اللذين يحيطون عرش الله كما رآهم دانيال النبي :
نَهْرُ نَارٍ جَرَى وَخَرَجَ مِنْ قُدَّامِهِ. أُلُوفُ أُلُوفٍ تَخْدِمُهُ، وَرَبَوَاتُ رَبَوَاتٍ وُقُوفٌ قُدَّامَهُ. فَجَلَسَ الدِّينُ، وَفُتِحَتِ الأَسْفَارُ. دانيال 7 : 10
وكذلك مجموع الرؤى التي رآها القديس يوحنا الحبيب على مدار سفر الرؤيا .
كل هؤلاء القديسين تركوا الأرضيات وملاذ العالم وجاهدوا الجهاد الروحي الحسن فاستحقوا الارتقاء واقتناء السماويات فهي الخالدة والباقية .
منظر المثلثات التسعة لتذكارات القديسين تذكر الكاهن كيف سلك هؤلاء بالسيرة النقية الطاهرة ليشعر بأهمية هذه السيرة ليكرز بها لشعبه ويحثهم على الارتقاء والنظر إلى فوق ليركض شعب المسيح نحو ما هو خالد باقِ وينبذوا قيود الجسد وشهواته فالجسد يشتهي بعكس الروح كما يخبرنا الرسول بولس في رسالته إلى أهل غلاطية .
ومع كل هذا
لا يعني نبذ حاجات الجسد ولكن لا تكن تلك الحاجات شغلنا الشاغل بل نكتفي بتحقيق حاجات الجسد الأساسية ولا تكون تلك الحاجات الهم الدائم لنا . ( ماذا نأكل وماذا نشرب وماذا نلبس ) .
ونركز على ثمار الروح وهي بحسب الرسول بولس :
وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ غلاطية 5 : 22
وكذلك لأَنَّ ثَمَرَ الرُّوحِ هُوَ فِي كُلِّ صَلاَحٍ وَبِرّ وَحَقّ. أفسس 5 : 9
أجزاء القديسين مثلثة الشكل توحي للكاهن بكل هذا ليكرز به للمؤمنين ويحفزهم على اقتناء فضائل الروح القدس لتكون نبراسا لحياتهم .
هنا تتحقق مقولات عديدة للآباء القديسين عن سبب وجود تذكارات للقديسين حيث نذكر حياتهم وجهادهم الروحي فنسعى في إثرهم ونقتدي بهم وفي النهاية نمجد الله الذي قدسهم وأظهر قداستهم في العالم مجريا المعجزات الباهرة على أيديهم وهم أحياء وبقاياهم حين يرقدون ونحقق أيضا أمر الرسول يعقوب حين يقول :
10 خُذُوا يَا إِخْوَتِي مِثَالاً لاحْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ وَالأَنَاةِ: الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا بِاسْمِ الرَّبِّ.
11 هَا نَحْنُ نُطَوِّبُ الصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ. رسالة يعقوب 5
آمين

Comments are closed.