العقيدة الاجتماعية ننتبه على كلمة العقيدة

نورسات الاردن

لمناسبة اختتامه مهرجان العقيدة الاجتماعية في فيرونا الإيطالية في ٢٨ تشرين الثاني نوفمبر أجرى المصدر الاعلامي مقابلة مع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال ببيترو بارولين تطرقت إلى مواضيع عديدة.

اختتم أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين الأحد ٢٨ تشرين الثاني نوفمبر في مدينة فيرونا الإيطالية مهرجان العقيدة الاجتماعية للكنيسة الذي بدأ في ٢٥ من الشهر. ولهذه المناسبة أجرى معه موقع فاتيكان نيوز وإذاعة الفاتيكان وقناتا Tv2000 و Telepace التلفزيونيتان مقابلة تطرقت أولا إلى الرجاء والذي كان محور المهرجان إلى جانب الإبداع والشجاعة. وقال الكاردينال بارولين أن هناك اليوم ضرورة كبيرة إلى التحلي بالقدرة على نشر الرجاء ولكن بشكل ملموس، لا عبر دعوات عامة إلى الرجاء، بل بالعمل على تحديد طرق يمكن فيها القيام بمسيرات رجاء. وتابع أن العقيدة الاجتماعية يمكنها بل ويجب أن تكون أحد هذه الطرق، وذلك لأنها تقدم مفاتيح للتأمل ومعايير تقييم وتوجيهات عملية حول كيفية السير في المجالات الكبيرة التي تهم الجميع. وأكد أمين السر أن العقيدة الاجتماعية تهم غير المؤمنين أيضا، وذلك لأننا حين نتحدث عن مواضيع مثل السلام والعمل، التنمية والحياة المدنية والحياة المشتركة والسياسة، فإنها مواضيع تهم الجميع. العقيدة الاجتماعية هي بالتالي فسحة رجاء حيث يمكن بناء والإرشاد إلى مسارات رجاء في عالم اليوم.

أجاب الكاردينال بارولين بعد ذلك على سؤال حول كيفية عيش زمن المجيء خلال هذه الفترة التي تطبعها الجائحة، فقال إنه يجب العيش بمسؤولية مَن يدرك أن حل هذه القضية المأساوية والتي لا تزال مستمرة يعتمد بالتأكيد على ما يبذل البشر من جهود، ويتطلب هذا التزاما متواصلا ومسؤولية متواصلة فيما يتعلق باللقاح والبحث عن علاج. وتابع أن المجيء هو الزمن الذي يدعونا إلى لقاء الرب، إلى الانفتاح، واعين بأن جهودنا لا يمكن أن تكون مثمرة بدون نعمة الرب. يجب بالتالي أن ننفتح بشكل أكبر دائما عليه وعلى مجيئه، على نعمته وقدرته، أي أنه يجب أن تكون هناك جهود من قِبل الإنسان ولكن مع الاتكال من جهة أخرى على نعمة الرب.

تطرق سؤال آخر إلى النقاش في إيطاليا حول الموت الرحيم وكيف يمكن للمسيحيين أن يؤسسوا شبكة منفتحة على احتياجات أكثر الأشخاص ضعفا، وقال الكاردينال بييترو بارولين إننا نعيش في عالم أقل مسيحية يتراجع فيه التفكير في القيمة اللانهائية للحياة والانفتاح على المتسامي، والذي هو أمر أساسي بالنسبة لنا نحن المسيحيين للتعامل أيضا مع هذا الموضوع. وواصل أمين السر أن على المسيحيين الإصرار على الرؤية الأنثروبولوجية للإيمان والتي مصدرها الإنجيل، والتي هي شرط لحماية كرامة كل شخص. وأضاف أننا حين ندافع عن هذه القيم فإننا لا نفعل ذلك لمجرد الدفاع عنها بل لقناعتنا بأنها شرط لا غنى عنه من أجل حماية وتعزيز وتنمية الكرامة الملموسة لكل شخص. وتابع أن من الضروري عمل هذا عبر تقديم المثال، وذكَّر بكلمات البابا القديس يوحنا بولس الثاني حول عمل الخير عبر المعاناة. وتابع أن هذا يعني منح معنى حتى لأقصى معاناة، لأن المعاناة بدون معنى تصبح غير محتملة. ويرى أمين السر أننا كمسيحيين مدعوون إلى منح هذا المعنى ثابتين في سر آلام الرب، موته وقيامته، إلى عمل الخير لمن يتألم.

ثم انتقل الحديث إلى مباركة كاهن في المدينة التي عُقد فيها مهرجان العقيدة الاجتماعية لتظاهرة لرافضي التلقيح والإجراءات المفروضة، وسئل الكاردينال بارولين عن الرسالة التي توجهها الكنيسة إلى الكهنة في هذا المجال. وفي إجابته عاد أمين السر إلى دعوة البابا فرنسيس إلى عيش أيضا قضية اللقاحات بحس مسؤولية. وتحدث عن أهمية الحرية المسؤولة لأن الحرية بدون مسؤولية تصبح فارغة بل وتتحول إلى عبودية. تحدث بالتالي عن مسؤولية رافضي اللقاح إزاء أنفسهم حيث يصابون بالمرض، وفي المقام الأول إزاء الآخرين.

وفي ختام المقابلة أجاب الكاردينال بييترو بارولين على سؤال حول رؤيته لمستقبل الكنيسة وذلك أيضا في ضوء البعد السينودسي الذي أطلقه البابا فرنسيس. وقال أمين السر إنه هو أيضا يشعر بقلق في بعض الأحيان أمام الوضع الذي توجد فيه الكنيسة، إلا أن التعليم وخاصة تعليم البابا فرنسيس يعطي توجيهات واضحة كي لا نظل أسرى، بل ضحايا، أجواء الرجاء الضعيف واليأس، بل لنمسك بزمام الأمور بالآلية التي ذكرها من قبل، أي السير إلى الأمام بفضل نعمة الله وجهود الإنسان. وأكد قناعته بإن إشراك الكنيسة بكاملها في الإصغاء والمسؤولية المشتركة والمشاركة في الرسالة يمكن أن يكون التوجيه الصحيح لمواجهة الزمن الحاضر ولمنح الرجاء. ذكَّر أيضا بالرسالة العامة للبابا فرنسيس “Fratelli Tutti” والتي يعتبرها الكاردينال بارولين توجيها هاما آخر على صعيد المجتمع، أي بشكل أكثر عمومية، للخروج من الأزمة الحالية. ثم ختم معربا عن الرجاء في أن يشعر الجميع بمشاركتهم في هذه المسيرة وأن يقدم الجميع إسهاماتهم، وذلك انطلاقا من القناعة بأن لدى كل شخص ما يمكن أن يقول وشيئا هاما يمكنه تقديمه.

Comments are closed.