عيد القديسة بربارة

نورسات الاردن

 يفرح الأطفال بحلول عيد البربارة وينتظرونه بفارغ الصبر. فهو العيد الذي يرتدون فيه أزياءهم التنكرية المفضلة، ويطرقون أبواب الجيران والأقارب والأصدقاء، لملء أكياسهم وسلالهم بما توفَر من حلويات وسكاكر ومكسرات. وذلك، على أنغام أغنية “هاشلة بربارة” التي حفظتها الأجيال لتصبح الأغنية التراثية الخاصة بهذه المناسبة.
 يُعتبرعيد القديسة بربارة، من أقدم التقاليد في الكنائس المسيحية، فيُحتفل بحسب الكنائس الكاثوليكية في الرابع من كانون الأول، بينما يحتفل به الارثوذكسين في السابع عشر منه.

من هي القديسة بربارة؟

تختلف الروايات حول قصة القديسة بربارة وأصلها، يقول اهل لبنان بأنها وُلدت في بعلبك في أوائل القرن الثالث الميلادي، في حين يرى آخرون أنّها وًلدت في مدينة نيقوميديا الواقعة في تركيا حالياً. هي إبنة رجل وثني يدعى “ديوسقوروس” وكان يشتهر بثرائه. ولأنها كانت على قدرعالٍ من الجمال، خاف والدها عليها وسجنها في برجٍ عالٍ حيث بقيت هناك إلى أن أصبحت شابة. وكان الخدم والمعلّمون يزورونها لتقديم العلم والطعام لها. ولقد تلقت بربارة علمها على يد العالم اللاهوتي المصري أورتجانوس.
 إعتنقت الديانة المسيحية سرًا، فرفضت الزواج بهدف تكريس حياتها لخدمة الديانة التي اعتنتقتها. هذا الرفض أحرج والدها أمام نبلاء قومه، الأمر الذي جعله يشكَ بها وبتأثير المعتقدات المسيحية عليها. وعندما صارحته بإيمانها، حاول قتلها، فهربت منه وصارت تركض في الحقول والبراري.
وللإختفاء عن عيون والدها وحرّاسه، أخذت بربارة تتنكر بلفَ نفسها بملابس ممزقة، وتلوّن وجهها لإخفاء ملامحها وكذلك حاولت ان تختبئ بين سنابل القمح الناضجة. ولكن بالرغم من ذلك، تمكن أحد الرعاة من التعرّف إليها، بسبب يديها وعينيها الجميلتين. وعندها قام والدها بتعذيبها ريثما تتراجع عن إيمانها. ولكن، وبعد أن فشل بذلك، لجأ إلى الحاكم الذي أمر بقطع رأسها، وطلب منه تنفيذ الحكم بنفسه. عندها هبّت لنجدتها شابة أخرى، تدعى يوليانة، كانت قد تأثرت بها، فأعلنت إيمانها بالمسيح. فقتلت الاثنتان معاً، وهما تعتبران من أوائل النساء الشهيدا في الكنيسة. ويقال أن والدها وبعد أن نفّذ إعدامه لها، أصابته صاعقة وتحوّل إلى رماد.

Comments are closed.