الكاردينال زيناري يحدثنا عن الأوضاع الصعبة التي تمر بها سورية اليوم

نورسات الاردن

عندما تتحدث وسائل الإعلام عن سورية غالبا ما تتطرق إلى أوضاع المهاجرين، وهم آلاف الأشخاص الفارين من البلاد، معرّضين حياتهم للخطر بحثا عن مستقبل أفضل. وبغية الاطلاع على الأوضاع التي يعيشها بلد يمر بأزمة اقتصادية لا سابقة لها، فيما تدور على أرضه حرب ضروس منذ أكثر من عشر سنوات، أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع السفير البابوي في دمشق الكاردينال ماريو زيناري.

استهل نيافته حديثه مشيرا إلى أن ما يؤلمه كثيرا هو غياب الأمل لدى المواطنين السوريين، وقال إنه شاهد بحسرة كبيرة الأطفال يموتون خلال الحرب، وعلى الرغم من ذلك كان السوريون يحتفظون بشيء من الأمل وكانوا واثقين بأن القتال سينتهي يوما ما وسيتمكنون من استئناف عملهم وترميم البيوت وعيش حياة طبيعية. وأضاف أن هذا الأمر لم يحصل، لافتا إلى أن القنابل لم تعد تتساقط على الناس في مناطق عدة، بيد أن هناك قنبلة من نوع آخر انفجرت في البلاد، ألا وهي قنبلة الفقر. وأوضح نيافته أنه بحسب منظمة الأمم المتحدة بات تسعون بالمائة من السوريين يعيشون دون عتبة الفقر. ولهذا السبب يقرر العديد من الشبان السوريين ترك بلادهم بحثا عن مستقبل أفضل، وهكذا حُرمت البلاد من رأسمالها البشري، خصوصا وأن من يهاجرون هم من الشبان ذوي الكفاءات. تابع الكاردينال زيناري حديثه لموقعنا معربا عن ثقته بأن هذا الوضع الصعب سينتهي يوما ما، مع أن عملية إعادة الإعمار والانتعاش الاقتصادي لم يعطيا مؤشرات إيجابية لغاية اليوم. وأشار إلى أن السبب يعود أيضا إلى العقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية، هذا فضلا عن عوامل أخرى شأن الفساد وسوء الإدارة. وما زاد الطين بلة الأزمة اللبنانية التي ألقت بثقلها على الوضع السوري، هذا ناهيك عن جائة كوفيد. وقد تُركت سورية لتواجه مصيرها بنفسها، موضحا أن الإعلام العالمي فقد اهتمامه بالوضع السوري، ولم يعد يطرح تساؤلات حول ما يجري في البلاد. وقال نيافته في هذا السياق إنه يود أن يوجه كلمة شكر إلى وكالات الأنباء الكاثوليكية، والمسيحية عموما، التي لم تفقد الاهتمام، بل تأتي إلى سورية لتقوم بتغطية ما يجري كي لا تدخل البلاد نفق النسيان وبغية الحفاظ على شعلة الأمل متقدة في النفوس.   ردا على سؤال بشأن الالتزام الدبلوماسي للكرسي الرسولي قال السفير البابوي في دمشق إنه يلتقي ببعض السفراء والدبلوماسيين الأجانب، مع أن عددهم قليل، بالإضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الأوروبي مقيمين في لبنان، ويقوم أيضا بإطلاع مختلف العواصم الأوروبية – خلال زياراته لها – على الوضع السوري، الذي يتميّز بالفقر والامتعاض. وأضاف أنه لا يمكن أن يستمر الوضع كما هو عليه الآن إذ ينبغي أن يوجد حل للأزمة بدءا من مشكلة العقوبات الدولية، كما لا بد من هدم الجدران الكثيرة. واقترح نيافته أن تُرغم البلدان المعنية بالصراع السوري على القيام بخطوات تُظهر حسن النوايا، مشددا على أهمية أن تُمارس الضغوط على حكومة دمشق، وعلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، كي تُرفع العقوبات الدولية عن سورية وتنطلق عملية إعادة الإعمار ويتحقق الانتعاش الاقتصادي المرجو. وذكّر في هذا السياق بأن برنامج الأغذية العالمي كشف منذ بضعة أيام أن أكثر من اثني عشر مليون شخص في سورية – أي ستين بالمائة من مجموع عدد السكان – يعانون من انعدام الأمن الغذائي. في ختام حديثه لموقعنا تطرق الكاردينال زيناري إلى اللقاء الذي سيعقده البابا فرنسيس مع الأساقفة والمنظمات الخيرية في سورية في شهر آذار مارس المقبل وقال إن الحبر الأعظم، وفي إطار المسار السينودسي، دعا أيضا الكنيسة السورية إلى السير مع باقي الكنائس نحو السينودس. وقال إن الأساقفة أبدوا حماستهم حيال اللقاء المرتقب مع البابا، والذي سيشهد أيضا مشاركة كهنة ورهبان وراهبات وعلمانيين ملتزمين في النشاطات الخيرية، ولفت إلى أن اللقاء سيشكل فرصة رائعة وملائمة من أجل السير معا في درب الخدمة، في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها سورية اليوم

Comments are closed.