سلسلة تأملات في القداس الإلهي . بقلم الأب فادي هلسا
نورسات الاردن
سلسلة تأملات في القداس الإلهي
التأمل الحادي عشر
أنهى الكاهن الطلبات السلامية بل وحتى الطلبات الخاصة بالمؤمنين في قلوبهم ويبرر سبب كل هذه الطلبات في نفسه فهو مؤمن قطعا بقول السيد :
وَكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَهُ». متى 21 : 22
ويؤمن بحسب وعد الرب الصادق :
«غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ». لوقا 18 : 27
لهذا يُعلن الكاهن بعد الإفشين السري قائلا :
لأنه ينبغي لك كل تمجيد وإكرام وسجود أيها الآب والابن والروح القدس الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين .
فيجيب الشعب آمين
الكاهن والشعب معا هنا يُدركون أن الحركات الإيمانية مهمة لتخرج الصلوات حارة وتكون بالإيمان مقبولة لدى الله فبإعلانه هذا يقدم لله التمجيد والإكرام والسجود وأن هذا لائق بالله ويؤكد الشعب على هذا بقولهم آمين
ويلوح في ذهن الكاهن قول المزمور 92
صالح هُوَ الْحَمْدُ لِلرَّبِّ وَالتَّرَنُّمُ لاسْمِكَ أَيُّهَا الْعَلِيُّ. مزمور 92 : 1
فعلا يستحق الرب منا الحمد والتسبيح لأنه صالح وإلى الأبد رحمته
مزمور 136 :1
لذا فالطلبات السلامية في بداية القداس هي لحظات مقدسة ينتظر فيها الكاهن والشعب استجابة الرب لذا يليق بالكاهن عدم التحرك يمينا أو يسارا من أمام المائدة المقدسة ويليق بالشعب ولو بصوت خافت تريديد جواب المرتلين بصلاة يا رب ارحم ليكون الجميع بنفس واحدة في الصلاة كما كان التلاميذ في علية صهيون حين حل الروح القدس عليهم وملأهم من مواهبه العظيمة والمستمرة في الكنيسة .
بعد إعلان الكاهن يرتل المرتلون هذه الإنديفونة الرائعة 3 مرات :
بشفاعة والدة الإله يا مخلص خلصنا
كلمة إنديفونة تعني تراتيل ترتل بالتناوب بين جوقي الخوروس وهي تطلب صلوات والدة الإله من حيث تقف عن يمين ابنها وإلهها في السماء بحسب مزمور 45 كي تدعم طلباتنا بصلواتها ولهذا نؤكد للهراطقة اللذين يتهمون كنيستنا بأننا جعلنا العذراء مخلصا لنا والخلاص هو بيسوع المسيح .
نحن هنا نؤكد لإيمان الكنيسة مستقيم الرأي بأننا نعرف ونؤمن أن ليس بأحد غيره الخلاص أي بالرب يسوع المسيح وأن الأرثوذكسي الملتزم يعلم أن هنالك كلمة محذوفة جوازا بحسب اللغة العربية وهي :
بشفاعة والدة الإله يامخلص خلصنا
أي بصلوات والدة الإله وتضرعها امنحنا أيها المخلص خلاص نفوسنا وليلاحظ المؤمن أننا نطلب الخلاص من المخلص فقط والعذراء بشفاعتها أي بصلواتها التوسلية لأجلنا تساعدنا لنحصل على خلاص نفوسنا .
وهكذا تنضم صلوات العذراء والدة الإله إلى صلواتنا فتصل عرش النعمة الإلهي كالبخور بحسب المزمور 141 : 1
آمين
يتبع في الجزء القادم
Comments are closed.