سلسلة تأملات في القداس الإلهي . بقلم الأب فادي هلسا

نورسات الاردن

سلسلة تأملات في القداس الإلهيالتأمل الخامس عشر

في الاندفونة الأولي طلبنا صلوات والدة الإله لننال خلاصنا وفي الاندفونة الثانية أكدنا للرب إيماننا بسر الكلمة المتجسد ثم يبدأ الكاهن بالطلبة الثالثة وهنا نؤكد أننا لا نكرر الكلام باطلا كما يدعي البعض بل يصلي الكاهن والشعب بلجاجة طلبا للسلام لنستعد قلبيا لنتغنى بمناسبة يوم الرب بل وبعموده الفقري أي نتغنى بالقيامة مؤكدين قول الرسول بولس وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضًا إِيمَانُكُمْ،

1 كورنثوس 15 : 14فقيامة الرب بالجسد نتغنى بها حسيا بحس نابع من عمق القلب فبالقيامة تجدد رجاؤنا بأننا سنقوم من بين الأموات على هيئة جسد المسيح القائم من بين الأموات .وعليه نسبح إلهنا الصالح والمحب البشر ونرسل له التمجيد بثماني طورباريات يتم ترتيلها بالترتيب أيام آحاد القيامة .وعند ترتيلها يخرج الكاهن حاملا الإنجيل وشمعة مضاءة ويدور الدورة الصغرى بالإنجيل مغلقا . فماذا يعني ذلك ؟ترمز الشمعة ليوحنا المعمدان فقد جاء هو أولا وكرز بالخلاص العظيم في المسيح وبشريعته شريعة العهد الجديد وهي شريعة المحبة والسلام .كتاب الإنجيل المغلق يعني أن المسيح لم يبدأ بشارته بعد حتى يُكمل يوحنا تهيئته لطريق الرب .وهنا ينبغي أثناء دورة الشمعة والإنجيل أن نقف بخشوع وتأمل راسمين إشارة الصليب على أجسادنا فالكاعن قبل خروجه صلى سرا إلى الله أن يؤيد صلاتنا بملائكة تشاركنا في الخدمة بأن ترفع صلواتنا نحو عرشه السماوي لتكون الخدمة مؤيدة برضا الله وبمؤازرة الروح القدس .يقف الكاهن أمام الأبواب المقدسة ويرسم بيده إشارة الصليب ليبارك الرب هذا الدخول بصلواته وصلوات المؤمنين ثم يهتف بصوت جهوري قائلا : الحكمة فلنستقم إنها الحكمة الإلهية التي كشفها الله لنا في الإنجيل ومستعد لإعطائها للمؤمنين وهذه الحكمة متجسدة في الإنجيل المغلق في يد الكاهن لهذا ينبغي على المؤمنين الوقوف بخشوع وتأمل كيف ينالوا تلك الحكمة المقدسة ويعيشوا بموجبها .رأى الآباء القديسين عبر الزمن وحتى اليوم وأقصد بالآباء المستنيرين منهم عند دخول الكاهن بالإنجيل إلى الهيكل جمهور من الملائكة ترافق الكاهن في دخوله لتؤازره في الخدمة وهنا يرى شعب الله كيف أن خدمة القداس الإلهي هي خدمة السماء والأرض معا .ولا بد حينها أن يتشبه المؤمنون بالملائكة وينزعوا من عقولهم كل فكر أرضي ليعيشوا خدمة القداس كما يليق بهم كملائكة على الأرض .

Comments are closed.