سلسلة تأملات في القداس الإلهي . بقلم الأب فادي هلسا

نورسات الاردن

سلسلة تأملات في القداس الإلهي.
التأمل السادس عشر
تمم الكاهن الدخول الصغير إلى الهيكل فقد بدأ القداس بالطلبات السلامية وانديفونات طلب الخلاص من السيد المخلص بصلوات والدة الإله وتغنينا مبتهجين بقيامة الرب وختمنا هذا الجزء بدخول الكاهن إلى الهيكل بالإنجيل المغلق ليبدأ القسم الثاني بليتورجيا التسبيح وليتورجيا الكلمة .

بعد الدخول نعيد ترتيل طوربارية القيامة واذا كان عيد أو قديس نرتل طورباريته ولا ننسى شفيع الكنيسة ونختم بما يسمى القنداق .
القنداق كلمة يونانية لها أكثر من معنى منها أنها ترتيلة تتضمن مختصر سيرة أو حياة والقنداق الأكثر شيوعا هو الذي يبدأ ب يا شفيعة المسيحيين ويتغير بتغير المناسبة .
ثم يعلن الكاهن قداسة الرب المثلث الأقانيم تلك القداسة المطلقة ومختصرها أن الله هو قدوس ومثلث التقديس أشعيا 6 .
فيجيبه المرتلين بكلمة آمين التي تعني حقا أي يعلن الشعب موافقته التامة أن الله بالأقانيم الثلاثة هو قدوس .
يبدؤون بترتيل النشيد الرائع التالي :
قدوس الله قدوس القوي قدوس الذي لا يموت ارحمنا
الآب الابن الروح القدس
تكرار تسبحة قدوس سمع أشعيا ملائكة السيرافيم ترتلها بلا انقطاع في الحضرة الإلهية وهنا علينا الوقوف وتذكر ما يلي :
حين نرتل هذا التسبيح الذي يسمى التسبيح مثلث التقديس هو تسبيح الملائكة القديسين .
ونحن في هذا الموقف نتشبه بالملائكة القديسين اللذين هم كائنات روحية طاهرة وخادمة فينبغي في تلك اللحظات أثناء ترتيله أننا يجب أن نتشبه بطهارة الملائكة بأن نرتفع عن كل فكر أرضي فالشيطان كان ملاكا طاهرا سقط بكبريائه فهو يحاول التدخل في هذه اللحظات المقدسة لكي يشتتنا ولا نرتل بقلب واحد بل وبنفس واحدة فيشوش الترتيل .
علينا الانتباه وشد تركيز العقل والقلب راسمين إشارة الصليب لكي ننجو من مكائد الشيطان هذه فإشارة الصليب تحرق الشيطان فيفر من تشتيت المؤمن .
بعد المرة الثالثة يتوجه الكاهن بوجهه نحو مذبح التقدمة قائلا للرب :
مبارك الآتي باسم الرب
أي يحيي الحمل المذبوح لأجلنا فهو قادم بعد قليل ليُقدم طعاما للمؤمنين .
ثم يتجه نحو الحنية التي أمام المائدة المقدسة حانيا رأسه ويقول : مبارك أنت أيها الجالس على عرش ملكك المستوي على الشيروبيم كل حين
الكاهن هنا ينفذ أوامر الكتاب بمباركة الرب
بَارِكُوا إِلهَنَا يَا أَيُّهَا الشُّعُوبُ، وَسَمِّعُوا صَوْتَ تَسْبِيحِهِ. مزمور 66 : 8
فِي الْجَمَاعَاتِ بَارِكُوا اللهَ الرَّبَّ، أَيُّهَا الْخَارِجُونَ مِنْ عَيْنِ إِسْرَائِيلَ. مزمور 68 : 26
هُوَذَا بَارِكُوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ عَبِيدِ الرَّبِّ، الْوَاقِفِينَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ بِاللَّيَالِي. مزمور 134 : 1 و 2
الترفع عن الفكر الأرضي ليس بالأمر السهل خصوصا بعد أن تعودنا عليه ردحا من زمان حياتنا وعدو الخير يعلم هذا جيدا فهو هنا يتدخل لتعميق عذا الهوى فيشتت تفكيرنا لئلا نستفيد روحيا من حضور القداس الإلهي .
لكن الرب وعدنا بأن كل ما نطلبه في الصلاة باسمه فهو ينظر ويسمع ويستجيب.
لذا وجب علينا الاستفادة القصوى من هذا الوعد الإلهي الصادق ونكرر ذكر اسم يسوع في قلبنا ونكرر اذهب عني يا شيطان باسم يسوع . عندها نستشعر راحة نفوسنا ونركز في صلاتنا ونسمع البشارة الإلهية بوضوح
آمين
نكمل في الجزء القادم

Comments are closed.