سلسلة تأملات في القداس الإلهي . بقلم الأب فادي هلسا
نورسات الاردن
سلسلة تأملات في القداس الإلهي التأمل 19
يحيي الكاهن الشعب بلفظة السلام لجميعكم وهذا الأمر لم يأتِ من فراغ فالكاهن يعرف نفسه جيدا إنه خادم الأسرار وأن سيده هو ليس فقط سيد السلام بل رب السلام . لهذا فهو يمنح السلام للشعب مهما كان عددهم فبيت السلام السماوي مخزن سلام لا ينضب ولا ينتهي .
السلام لجميعكم
السلام لقلوبكم السلام لأرواحكم السلام لبيوتكم وأولادكم السلام لأمراضكم وآلامكم السلام لأحزانكم وافراحكم السلام لوطنكم وأهلكم بل والسلام لكل الراقدين المختصين بكم .
السلام لجميعكم
كلمتين حين يتأمل بهما المؤمن حين يسمعهما من الكاهن الخادم يجب بل رغما عنه أن سلام الرب قد غمر قلبه وحياته بل وانتعشت روحه ولكن …..
هل نتأمل الكاهن وما ينطق فمه ؟
هل يحاول المؤمن التأمل حين يسمع سلام الكاهن ؟
أؤكد أن الجواب لا
هو يسمع الكاهن يقول السلام لجميعكم سمعا روتينيا قاتلا
وعدو الخير يعرف هذا جيدا فهو يعمق لدى كل مؤمن مفهوم اللامبالاة عنده فيضيع سلام الرب من فم الكاهن متبخرا ويتلاشى ولا يستقر في نفوس المؤمنين وأنا كلي أسف لأجل هذا .
يقول الرب :
«سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ. يوحنا 14 : 27
وعد الرب صادق
وعدنا بالسلام يمنحه لنا لأكثر من مرة بفم الكاهن فنرفضه ولا يستقر فينا لأننا لا نتأمل بما يخرج في تلك اللحظة من فم الكاهن وهو في الحقيقة خارج من فم الرب نفسه بلسان الكاهن .
ويجامل المؤمنون الكاهن ولروحك أيضا
يُعرب الشعب عن محبته للكاهن الناطق بلسان الرب فيطلبون السلام للكاهن بلفظ ولروحك أيضا .
وهنا أعود للمربع الأول
هل يستشعر الكاهن بذلك السلام الذي منحه الرب للمؤمنين ؟
وهل يستشعر الكاهن بأن رد المؤمنين عليه ب ولروحك أيضا أن ذلك السلام قد استقر في قلبه من المؤمنين ؟
بكل خزي وعار أجيب : لا لا لا
فالشيطان لا تقتصر أعماله على الناس بل على الكهنة أيضا فيصبح سلام الرب بفم الكاهن والجواب بفم المؤمنين سرابا كاذبا
أوضح لنفسي اولا ثم لكم جميعا كلام الروح القدس في القداس لنكون فما واحدا وقلبا واحدا ونفس واحدة وتتحسن أمورنا في القداس الإلهي ليكون حضورنا مقدسا ملتهبا بنار الروح القدس لنخرج بالبركة الروحية المنشودة .
آمين
Comments are closed.