مقابلة مع نائبة أمين سر دائرة العلمانيين والعائلة والحياة حول رسالة البابا فرنسيس إلى العائلات

نورسات الاردن

العائلات، خير للكنيسة والزواج كمكان تنتقل فيه نعمة الله إلى الشباب. تأمّل لنائبة أمين سر دائرة العلمانيين والعائلة والحياة التابعة للكرسي الرسولي السيدة غابريلا غامبينو يقودنا على درب سنة “عائلة فرح الحب” ويطبع المسيرة التي تفصلنا عن اللقاء العالمي للعائلات في روما عام ٢٠٢٢.

“أتوجّه الآن إلى الأزواج في مختلف أنحاء العالم. اليوم، في عيد العائلة المقدسة، ستُنشر رسالة كتبتها وأنا أفكر فيكم، وهي تريد أن تكون هدية عيد الميلاد الخاصة مني لكم أيها الأزواج: تشجيع، وعلامة قرب وفرصة للتأمل أيضًا”: بهذه الكلمات قدم البابا فرنسيس في تحيّته بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي في عيد العائلة المقدّسة الرسالة التي وجّهها إلى العائلات، نصٌ يصل بعد سنة لإعلانه عن السنة المخصصة لعائلة فرح الحب، مسيرة مُثمرة ومطبوعة بحنان أب يتجدد في “نص تعليمي”، هذا ما قالته نائبة أمين سر دائرة العلمانيين والعائلة والحياة التابعة للكرسي الرسولي السيدة غابريلا غامبينو في مقابلة لها مع موقع فاتيكان نيوز حول رسالة الأب الأقدس هذه وما أثّر بها.

قالت نائبة أمين سر دائرة العلمانيين والعائلة والحياة لقد تأثّرتُ بالحنان والمحبّة اللذين توجّه من خلالهما إلى العائلات في مثل هذه المرحلة المعقدة، التي لا يزال يهيمن عليها الوباء. تعيش اليوم عائلات كثيرة في أزمات وصعوبات مختلفة، ويوجه البابا نظراته إليها كأب. لكنني تأثَّرتُ بشكل خاص بالاهتمام الذي خصَّ به سر الزواج. يكمن جمال هذه العطيّة، التي يصعب على الشباب فهمها اليوم، في حضور المسيح، الذي يعيش في العائلات، وفي خضم حياتنا اليومية. وبطريقة رائعة، يدخل البابا حياتنا اليومية، في الديناميكيات العائليّة، ويأخذنا بيدنا لكي يشجّعنا ولكي لا نشعر بالوحدة في هذه المسيرة. ويحث الشباب على الزواج، على الثقة في النعمة التي تفيض على الزوجين وتغمرهما، وتعضدهما طوال حياتهما في مغامرة الزواج، حتى في خضم العواصف. ويذكرنا البابا بشكل أساسي أننا كمسيحيين لا يمكننا أن نتوقّف أبدًا عن تقديم المثال الأعلى للزواج للشباب، أي مشروع الله بكل عظمته. لأن عدم القيام بذلك سيكون نقص محبة من الكنيسة تجاه الشباب. إن فهم المواقف الاستثنائية لا يعني أبدًا أن نخفي النور الكامل للمثل العليا ولا أن نقدِّم أقل مما يقدمه يسوع للإنسان.

أضافت نائبة أمين سر دائرة العلمانيين والعائلة والحياة التابعة للكرسي الرسولي مجيبة على سؤال حول ما هي برأيها أجمل ثمار هذه السنة المخصصة لعائلة فرح الحب وقالت بدون شك، وبشكل عام، أود أن أقول إن هناك العديد من المبادرات التي تصلنا من مختلف أنحاء العالم منذ أن أعطانا الأب الاقدس هذا الدفع. تكتب إلينا العديد من الرعايا والأبرشيات والمجالس الأسقفية وكذلك المدارس والجامعات ليخبروننا بما يفعلونه للاستجابة لنداء الأب الأقدس: لمرافقة العائلات والأزواج والأوضاع الأكثر هشاشة والاتحادات الجديدة، التي يتمُّ فيها البحث عن الرب. لقد انطلقت أيضًا مسيرة إبداع رعوية قادت أيضًا إلى شراكة أكبر، في العديد من السياقات، بين الرعاة والعائلات، لكي يتعلّموا أن يصغوا إلى بعضهم البعض، ويعزّزوا بشكل أكبر دور العائلات والأزواج في الكنيسة. ليس الأمر سهلاً، لكن يمكنك أن تشعر في كل مكان بالرغبة في النجاح، والسعي لفهم كيفية السير معًا ومرافقة المواقف الأكثر صعوبة، تلك التي تُركت قليلاً في السابق على الهامش. إن العائلات هي حقًّا خير للكنيسة، ولكن لا يزال يتعين علينا في سياقات عديدة أن نفهم كيف نترجم هذا التأكيد إلى أفعال ملموسة.

وخلُصت نائبة أمين سر دائرة العلمانيين والعائلة والحياة التابعة للكرسي الرسولي السيدة غابريلا غامبينو مجيبة على سؤال حول كيف تتشابك الاستعدادات للقاء العالمي للعائلات واللقاء نفسه مع المسيرة السينودسيّة التي افتتحها البابا فرنسيس في الكنيسة وقالت إنَّ الإرشاد الرسولي “فرح الحب” هو الخيط الأساسي الذي يقودنا إلى اللقاء العالمي للعائلات، ويطلب منا أن نميّز أسلوب وطريقة تأدية خدمتنا الراعوية، التي يدعونا الأب الأقدس الآن لكي نضعها في إطار هذه المسيرة السينودسيّة للكنيسة من خلال الشركة والمشاركة والرسالة لكل فرد من أفراد شعب الله، بما في ذلك العائلات. رعاة وعائلات معًا تحت إرشاد الروح القدس. ولكن كيف نقوم بذلك؟ سيكون من المثير للاهتمام، على سبيل المثال، في هذه المرحلة من المسيرة السينودسيّة وفي الوقت عينه للتحضير للقاء العالمي للعائلات، أن نحاول أن نرافق عملية التمييز الكنسي أيضًا انطلاقًا من العلاقة بين الكنيسة والعائلة، ونطرح بعض الأسئلة على أنفسنا تختلف قليلاً عن تلك التي اعتدنا عليها. على سبيل المثال، كيف يمكن للعائلة أن تساعد الكنيسة لكي تكون أكثر سينودسيّة؟

ما الذي يمكن أن تتعلمه الكنيسة من الأسلوب “العائلي” للتمييز والإصغاء والاستقبال؟ ما الذي يمكن أن تتعلمه الكنيسة من الطريقة التي يحبُّ بها الآباء والأبناء والإخوة بعضهم البعض بهشاشتهم وضعفهم ونزاعاتهم ووجهات نظرهم المختلفة؟ يمكن لهذه الأسئلة وغيرها أن تفتحنا على أسلوب جديد للتفكير في العمل الراعوي وعلى أسلوب مختلف لشركة أكثر واقعية بين العائلات والكنيسة. ليس هذا فحسب، ولكنها ستُطلق عملية تمييز جديدة يمكنها أن تستمر، بعد انتهاء سنة عائلة فرح الحب واللقاء العالمي للعائلات، في تحفيز راعوية العائلة في جميع أنحاء العالم.

Comments are closed.