سلسلة تأملات في القداس الإلهي . بقلم الأب فادي هلسا

نورسات الاردن

سلسلة تأملات في القداس الإلهي التأمل 21
فتح الكاهن الإندمنسي والمفروض أنه هو والمؤمنين في لحظات ترقب رهيبة فالمسيح نفسه سيقدم ذاته غذاء للمؤمنين .

يقف الكاهن مطأطئ الراس يصلي صلاة سرية يعلن فيها أمام الله أنه لا أحد مستحق أن يدنو من عرش الله ويسمع تسابيح الملائكة القديسين فهو أمر منوط من الأزل للملائكة المرتلين أي فئة السيرافيم أشعيا 6 لكن الله لمحبته للبشر سمح لنا كهنة ومؤمنين أن نقف أمام عرشه على الأرض أي المائدة المقدسة التي نعني عرش الله في الكنيسة وأن نشارك الملائكة في الترنيم لمجد اسمه القدوس ونحن بعد غير مستحقين بأن يجعلنا مستحقين لخدمة جسده الطاهر ودمه الكريم فالمسيح نفسه هو من سيتمم السر كونه رئيس الكهنة والذبيحة معا ولكن على يدي الكاهن فالكاهن هنا يصبح بكليته أداة للسر بيد رئيس الكهنة لتتميم سر الشكر وتقديمه للمؤمنين .
يرفع الكاهن يديه ويتمتم بالتسبيح الشيروبيمي الذي يرتله المرتل خارج الهيكل ل 3 مرات ثم يتناول المبخرة مبخرا المائدة المقدسة من جهاتها الأربع ثم ينتصب على باب الهيكل يبخر الشعب والأيقونات وهو يردد في ذاته مزمور التوبة المزمور ال50 وعلى الشعب ايضا ترديد هذا المزمور طلبا للتوبة ليكون الكاهن والشعب مها تحت التوبة ضمانا لاستحقاق سر الشكر .
يرجع الكاهن للهيكل ويسجد 3 مرات في كل سجدة يرتل قطعا خشوعية يتذكر غفران الرب للعشار واللص ويطلب معونة والدة الإله ثم يتجه نحو الشعب طالبا أن يغفروا له أي إساءة ثم يتجه نحو مذبح التقدمة وهو متغرب تماما عن العالم فيبخر التقدمة ويجعل الستر الكبير على ظهره متذكرا كيف حمل المخلص صليبه في طريق الآلام ويحمل القرابين بكل خشوع وتقوى ومهابة ليُتمم الدخول الكبير.
إنها لحظات يجب أن نعيشها كشعب وكهنة بخشوع شديد مبطلين تماما كل فكر أرضي استعدادا لهذه اللحظات شديدة التقديس .
يتبع في الجزء القادم

Comments are closed.