المعمودية هي مفتاح البناء المسيحي
نورسات الاردن / د. جلال زواد فاخوري
” هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضيت”، بهذه العبارة الصارخة قال الله للعالم أن المسيح هو ابنه الحبيب كدليل على اتحاده به، وما الحمامة على كتف السيد المسيح إلا الشاهد البالغ على الظهورـ والظهور هو ابراز مجد الله للعالم أي منح القوة لصنع المعجزات، والحمامة هي الروح القدّوس المنبثق من اتحاد الآب والإبن مظهراً مجد الثالوث.
وفي هذه النقطة يَظهر قوة الروح القدس في الإتحاد. والمسيحية كانت قبل العماد المسيحي كبناء مغلق ينتظر المفتاح ليكشف للعالم ما في داخل هذا البناء، فجاءت المعمودية بالمفتاح، ومن هنا سمّي العماد بالظهور أي ظهور مجد الله للعالم، وواضح أن وضوح المسيحية على يد المسيح نفسه قد أعطى للعالم سّر العماد الذي به يدخُل المسيحي إلى البناء أي أن العماد هو التصريح والبطاقة المخوِّلة للمسيحي الدخول للمسيحية، وبدون هذا التصريح كيف يُعرف المسيحي على أنه كذلك.
فسّر العماد يكمن في الروح التي يكتسبها المتعمّد لا بالماء الذي يغطس به. إذا العماد هو الروح أو السّر أو المفتاح الذي يُمكّن المسيحي الدخول للملعب المسيحي. من هنا الروح كان وسيبقى العِماد سّر مقدس، فاكتمال الميلاد بالعماد يعطي المسيحي قوة وهذا ما تعنيه عبارة “أنتم الذين بالمسيح اعتمدتم المسيح لبستم”، فالإعتماد بالمسيح هو جوهر الغطاء الذي يستر به المرء نفسه من العري أي أخذتم روح المسيح ويصبح المرء بالعماد يملك طاقة شحن قوية يجابه يها الحياة.
فالعماد بالمسيح هو عماد بالروح، حيث يقول يوحنا المعمدان أن المسيح يعمّد بالروح وأنا أعمّد بالماء. وفي هذه الإشارة تحديداً يكتسب المسيح روح الإتحاد مع الله، ويتمتع المتعمد بقوة الروح التي يهبها المسيح له. وبالعماد تظهر الإشارة على المسيحي إذ يتقوى بالمسيح الذي لبسه ولم يعد عارياً ضعيفاً . فالمسيح تعمّد بالروح القدس وهو يعمّد بالروح القدس. أما الماء فهو دلالة على الطهارة التي يكتسبها المرء ويتحلّل من جميع مآخذه وقذاراته ويتطهر من أدران الخطيئة. هذا هو العماد وهذا معنى الظهور أي ظهور الروح التي بها أصبح هذا المولود الطفل صاحب المعجزات.
Comments are closed.