كلمة معمودية ( Baptism ) ، بحسب تفسير القديس نيقوديموس الآثوسي
نورسات الاردن
معني كلمة معمودية هي تغطيس ، هي اسم فعل يأتي من الفعل عمد ( bapto ) الذي يعني
غطس أو غمر . إذا ، المعمودية مرتبطة بالماء . يعلم الآباء أن هناك عددا من أنواع المعموديات . يعلم القديس غريغوريوس اللاهوتي عن خمسة أنواع .
الأول هو معمودية موسى التي تعطي تطهرة مؤقتا . الثاني هو معمودية السابق الذي عمد الناس بمعمودية التوبة . الثالث هو معمودية المسيح التي بها
يصير البشر مسيحيين وهي تتم بقوة الروح القدس . الرابع هو معمودية الشهادة والدم ، والخامس هو معمودية التوبة والدموع.
القديس يوحنا الدمشقي ، في كلامه عن هذه المعموديات ، يضيف إليها أيضا . فهو يتحدث عن ثمانية أشكال . الأول هو معمودية الطوفان لمحو
الخطيئة . الثاني معمودية البحر والغمامة ، إشارة إلى حين عبر الإسرائيليون
البحر واختفوا بالغمامة . الثالث هو المعمودية القانونية التي يحكي عنها الناموس الموسوي والمرتبطة بالطهارة الجسدية . الرابع هو الذي قام به يوحنا
السابق وكانت مدخلا لأنها قادت المعتمدين إلى التوبة . هذا يعني أن يوحنا لم
يغفر الخطايا بالمعمودية بل هيأ للغفران بمساعدة البشر لأن يدركوا خطيئتهم وينتظروا معمودية المسيح الكاملة . الخامس هو معمودية المسيح عند مجيئه إلى الأردن . هذه معمودية خاصة لأن المسيح كان بلا خطيئة ولم يعترف .
السادس هو معمودية الرب الكاملة التي جرت في الكنيسة بالماء والروح .
السابع هو معمودية الدم والشهادة التي حصلها المسيح لنا ؛ وهي : تتعلق بالآلام
والصليب ، وعلى منوالها شهادة القديسين الذين يشتركون بآلام المسيح .
والثامن هو المعمودية الأخيرة ، وهي لا توصف بالمعمودية الخلاصية ، لأنها
تزيل الخطيئة وتعاقبها إلى ما لا نهاية . إنها نار جهنم . يميز القديس يوحنا
الذهبي الفم بين المعموديتين اليهودية والمسيحية . الأولى لا تطهر من خطايا النفس بل من قذارة الجسد فقط . معمودية الكنيسة أكثر سموا بما لا يقارن
لأنها تحرر الإنسان من الخطايا ، تطهر النفس ، وتمنح الروح القدس . بین
هاتين المعموديتين تأتي المعمودية التي مارسها السابق الشريف ، والتي كانت
جسر بين اليهودية والمسيحية . معمودية يوحنا كانت أرفع من المعمودية
اليهودية ، لأنها أشارت إلى المسيح ، لكنها أدنى من المعمودية المسيحية .
من كتاب الاعياد السيدية
للمتربوليت ايروثيوس فلاخوس
كل عام وانتم بالف خير
Comments are closed.