المطران شيكلونا: تضامن أكبر من أجل منطقة البحر الأبيض المتوسِّط. البابا في مالطا يعطينا الرجاء

نورسات الاردن

يدعو رئيس أساقفة مالطا إلى تعاون أكبر من جانب أوروبا لكي يكون البحر الأبيض المتوسّط مكانًا لمسؤولية مشتركة ملموسة. وقبل شهر ونصف من زيارة البابا فرنسيس للجزيرة، يتمنى المطران سيكلونا أن يعيد الحبر الأعظم من مالطا إطلاق الطاقة اللازمة لمرحلة ما بعد الجائحة.

من خلال منتدى مزدوج سيجمع في فلورنسا حوالي ستين أسقفًا والعديد من رؤساء بلديات البلدان المطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط ​​، نعود – بعد عامين من لقاء باري – لنضع في محور التأملات الكنسية وإنما تأملات المجتمع المدني أيضًا، مصير البحر الأبيض المتوسِّط. سيبدأ منتدى “البحر الأبيض المتوسط حدود سلام” في الثالث والعشرين من شباط فبراير الجاري وسيُتوج بزيارة البابا فرنسيس الذي سيتوجه إلى فلورنسا يوم الأحد المقبل المصادف في السابع والعشرين من شباط فبراير وسيلقي كلمة أمام المشاركين ويحتفل بالقداس الإلهي. وللمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع رئيس أساقفة مالطا المطران تشارلز شيكلونا الذي سيشارك في هذا اللقاء حدثنا فيها عن انتظاراته من هذا اللقاء وعن الاستعدادات لزيارة البابا فرنسيس إلى مالطا في شهر نيسان أبريل المقبل.

في جوابه على سؤال حول ما يتمنى أن يكون محتوى الوثيقة التي ستصدر في ختام هذا المنتدى قال المطران شيكلونا أود أن أقول إن الالتزام بالحوار هو الطريق الذي سيقودنا إلى بحر مشترك في وئام وعدالة. نحن سكان البحر الأبيض المتوسط ​​- وتقع مالطا في المحور الجغرافي والجيوسياسي والثقافي لهذا البحر – نريد أنَّ يصبح هذا البحر الذي هو غالبًا مقبرة للأشخاص بيئة رجاء لهم وإنما أيضًا مكانًا للتضامن. وهذا الأمر يحتاج إلى مسؤولية مشتركة من قبل الجميع. آمل حقًا أن يصبح هذا الأمر بذرة ستحمل ثمارًا في المستقبل، بذرة يمكننا أن نرميها في نهر أرنو في فلورنسا.

تابع رئيس أساقفة مالطا مجيبًا على سؤال حول مفهومه للتضامن في منطقة البحر الأبيض المتوسِّط اليوم وقال يمكننا أن نقول إننا نُعاني من أزمة تضامن، لأن التضامن لا يُطلب من الأفراد، أو البلدان، فقط دون أن يكون هناك سياق أوسع للتضامن. اسمحوا لي أن أقدم مثالًا ملموسًا يقدره البابا كثيرًا: مالطا جزيرة صغيرة، تحتاج إلى أن تعيش نداء التضامن عندما يكون هناك مهاجرون في حالات الخطر، ويواجهون الموت. لكنها تحتاج أيضًا إلى تضامن أوروبا عندما يتعلق الأمر بتقاسم ثقل استقبال هؤلاء الإخوة ومنحهم مستقبلًا آمنًا. إن التضامن الذي تُدعى مالطا إليه، مثل العديد من المدن الأخرى في حوض البحر الأبيض المتوسط ​​، يجب أن يدعمه أيضًا تضامن أكبر يغيب في معظم الأحيان.

أضاف المطران شيكلونا مجيبًا على سؤال حول معنى اسم مالطا الذي يعني “الملاذ الآمن” وإن كانت مالطا لا تزال فعلاً كذلك وقال إنَّ مالطا هي ملاذ آمن ليس فقط من حيث الطبيعة وإنما أيضًا كثقافة. ففي سفر أعمال الرسل في الفصل الثامن والعشرين، وفي سيق الحديث عن استقبال بولس و٢٧٥ آخرين نجوا من الغرق، يستخدم الكاتب عبارة “ِعَطفٍ إِنْسانِيٍّ قَلَّ نَظيرُه” ليصف ضيافة واستقبال سكان مالطا لهم. اليوم تمرُّ هذه المحبّة في أزمة لأننا نشعر بأننا تُركنا وحدنا. هناك خوف كبير من تحمل عبء لا نستطيع تحمله بمفردنا. لذا، أنا لا أبرر هذا الخوف ولكني أفهم السياق. وبالتالي فإن النداء الذي وجهه البابا فرنسيس لنا هو حقًا بمثابة بلسم، لكننا نريد أن نصلي من أجل أن تكون هناك أيضًا بعض التنقيحات التشريعية. أستشهد، على سبيل المثال، بمعاهدة دبلن الشهيرة، والتي بموجبها يجب أن يبقى المهاجر في البلد الذي كان فيه أول هبوط له: بالنسبة لمالطا سيكون عبئًا غير متناسب. لذلك هناك إذًا دوافع أخرى غير غياب الإنسانية.

تابع رئيس أساقفة مالطا مجيبًا على سؤال حول زيارة البابا فرنسيس التي كان من المفترض أن تتم إلى مالطا منذ

عامين ولكنها تأجّلت بسبب الوباء وكيف عاشوا في مالطا هذه المرحلة وقال لقد عشنا معاناة كبيرة. شاركنا معاناة البحر الأبيض المتوسط ​​بأسره، والتي عقَّدتها أيضًا أحداث ليبيا المجاورة. كانت هناك صعوبات اقتصادية بالنسبة للذين قرروا، من صقلية، القدوم إلى هنا للبحث عن عمل، ولكن نظرًا لأن السياحة دخلت في أزمة أيضًا، فقد عانينا من صعوبات كبير. كانت سنوات من الانتظار مطبوعة ليس فقط بالصعوبات الاقتصادية وإنما أيضًا بالصعوبات النفسية. نحن، مثل المجتمعات الأخرى، عانينا أيضًا من معدل مرتفع جدًا من مشاكل الصحة العقلية، ونريد أن نخرج من هذا الكابوس بتضامن الجميع. نحن أمة صغيرة، مع بعد نظر سلطات دولتنا، فإن معدل التلقيح مرتفع للغاية، وكذلك الشعور بالمسؤولية المشتركة. وبالتالي نرجو أن تكون زيارة البابا فرنسيس إلى جزيرتنا وقفة رجاء كبير للجميع.

وخلص رئيس أساقفة مالطا المطران تشارلز شيكلونا حديثه لموقع فاتيكان نيوز مجيبًا على سؤال حول الاستعدادات للقاء البابا فرنسيس في نيسان أبريل المقبل وقال كأساقفة، نواجه تحديًا يوميًّا بسبب العدد الكبير للأشخاص الذين يريدون أن يحيوا الأب الأقدس ويشاركوا الاحتفالات واللقاءات التي ستتم في جدول مزدحم للغاية.

Comments are closed.