الحرب بعد الجائحة: تهديد خطير للبشرية

نورسات الاردن

بدأ الاجتياح الروسي لأوكرانيا، وقد بدا للجميع أنه من المستحيل أن تشهد أوروبا حربا جديدة في القرن الحادي والعشرين، مع ذلك قد تترتب على هذا الصراع الجديد انعكاسات وخيمة لا تُحسب أبعادها، في وقت يدعو فيه البابا فرنسيس للجوء إلى ضعف الصلاة من أجل مواجهة قوة السلاح.

الأنباء الواردة من أوكرانيا تتحدث عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى خلال الساعات الأولى من الهجوم الروسي على أوكرانيا، ويُخشى من حصول حمام من الدماء مع مقتل العديد من الأشخاص الأبرياء أرادوا العيش بسلام مع الجميع، على الرغم من الانتماءات القومية المختلفة. وبعد المعاناة التي سببتها جائحة كوفيد ١٩، أتى صراع مسلح جديد ليزرع الموت والدمار، ولا أحد يعلم ماذا ستكون نتيجته.

ثمة من يتحدث عن وقوع حرب عالمية ثالثة، وهناك من ينبذ هذه الفكرة ويعتبر أن البشرية ليست مجنونة لتوقع بنفسها في فخ صراع آخر، خصوصا وأن الحرب هي ضرب من الجنون، وهي شيطانية ولا تمت بصلة إلى التعقل. فإبليس يريد أن يقضي على حياة الأشخاص، ويريد أن يدمر العالم، وهو اليوم يملك ما يكفي من الأسلحة الفتاكة ليصل إلى هدفه هذا. وعلينا ألا ننظر إلى السلام على أنه من المسلمات.

مما لا شك فيه أن ما يجري بين روسيا وأوكرانيا ولد قلقا كبيرا لدى البابا فرنسيس الذي دعا إلى تخصيص يوم صوم وصلاة على نية السلام في الثاني من آذار مارس المقبل، وطلب من المؤمنين أن يلجأوا إلى ضعف الصلاة من أجل مواجهة قوة السلاح، خصوصا وأن الصلاة توحدنا مع الآب وتجعل منا جميعا أخوة وأخوات، والصوم يحرمنا من شيء يمكن أن نتقاسمه مع الآخرين، حتى إذا كان الشخص الآخر عدوا. الصلاة هي الثورة الحقيقية التي تبدل العالم، لأنها في الواقع تبدل القلوب.

البابا فرنسيس إذا دعا المؤمنين لتخصيص اليوم الأول من زمن الصوم – الموافق الثاني من الشهر القادم – للصوم والصلاة على نية السلام في المنطقة، وذلك خلال مقابلة الأربعاء العامة مع المؤمنين، سائلا العذراء مريم ملكة السلام أن تحمي العالم من جنون الحرب، وأكد أن الله هو أب الجميع ويريدنا أخوة لا أعداء. وتحدث الحبر الأعظم عن ألم كبير يصيب قلبه حيال تدهور الأوضاع في أوكرانيا.

ولم يُخف نداء البابا من أجل السلام القلق والمرارة اللذين يشعر بهما، إزاء فشل المحادثات الدولية والجهود الدبلوماسية الهادفة إلى تفادي الصراع المسلح. وقال فرنسيس إنه على الرغم من الجهود الدبلوماسية التي بُذلت خلال الأسابيع الماضية ما تزال السيناريوهات المتاحة تبعث على القلق الشديد، ولفت إلى أن العديد من الأشخاص حول العالم يختبرون القلق والخوف إزاء ما يجري في المنطقة. وأكد أن سلام

الجميع هو مهدد اليوم من قبل مصالح البعض.

وتوجه الحبر الأعظم إلى أصحاب المسؤوليات السياسية، كي يقوموا بفحص جاد للضمير أمام الله الذي هو إله السلام لا إله الحرب، وهو يريد من جميع البشر، الذين هم أبناؤه، أن يكونوا أخوة وأخوات لا أعداء. وأكد البابا أنه يصلي على نية جميع الأطراف المعنية بالأزمة كي يتفادوا أي عمل قد يولد المزيد من الآلام للسكان، ويعرض للخطر التعايش السلمي بين الأمم، وينتقص من القانون الدولي.

إن  البابا فرنسيس يدرك تماما أن السياسة ليست قادرة على تبديل القلوب، لأن الله وحده قادر على ذلك، وطلب من المؤمنين وغير المؤمنين على حد سواء أن يصوموا ويصلوا على نية السلام، يوم أربعاء الرماد، مذكرا بأن الرب يسوع يعلمنا أن عبثية العنف الشيطانية تواجَه بواسطة أسلحة الله، من خلال الصوم والصلاة، سائلا ملكة السلام أن تحمي العالم من جنون الحرب

Comments are closed.