تأمل في نص انجيل مرقس (٩ : ٤٢ )

نورسات الاردن

شرح النص

يتوجه يسوع نحو أورشليم وهو يعلم أنه سيُسلَم إلى الموت هناك.

لذلك يهتمّ يسوع بتلاميذه وبحياتهم اليومية على الأرض. في الآية 42 يقول للقادة بين المؤمنين إنه عليهم أن ينتبهوا على أقوالهم وأعمالهم أمام المؤمنين الصغار لئلَّا يسببوا العثرة (في اليونانية: skandalizo).

ترد صورة النار كرمز للدينونة الإلهية ومصدرها هو سفر إشعيا النبي (راجع إش 31 : 9؛ 66 : 24 ). أما اللازمة الواردة في الآيات 44 – 46 و 48 فهي أيضًا من إشعيا ( 66 : 24) وتوحي بالهلاك الأبدي للذين يدّعون الاهتمام بالشعب المؤمن ولا يعملون هكذا.

أما مصطلح الملح في 49 – 50 فهو يرمز إلى الجودة والأصالة. في اللغة اليونانية الآية 49 أقصر من الترجمة العربية. الجملة المضافة “وَكُلّ ذَِبيحَةٍ تمَلَّحُ بمِلْحٍ “هي مقتبسة من لا 2: 13 .

ينهي مرقس هذه الأقوال برسم طريق المعلم إلى اليهودية وأورشليم. أعمال يسوع في الجليل قد تّمت، من الآن وإلى مرقس 11 : 11 يتوجه يسوع إلى أورشليم.

تأمل في النص

نار وملح. يبني يسوع تعليمه على عناصر ملموسة ومعروفة من قبل مستمعيه. التعابير واضحة والمعاني عميقة للغاية: على المؤمنين أن يسهروا يومًا بعد يوم من أجل الدخول إلى الحياة الأبدية. طعم الملح جوهريّ في كل المأكولات، إنه يطيّبها ويبرز المذاق الخاص لمكوّناتها. هكذا العمل التبشيريّ يعطي معنىً لحياة الإنسان ويبرز كل ما فيه من الفضائل والصلاح. يقول يسوع أنه يجب أن نحافظ على العيش بالسلام والتفاهم. لذلك أقوال يسوع تنتهي هنا بإبراز هاتين الفضيلتين: ملح التبشير وسلام العيش مع الجماعة والمجتمع (آ 50 ).

الفكرة الرئيسة

الطريق إلى الحياة الأبدية يتطلب الكثير من الاجتهاد وخاصة الاهتمام بالقريب.

صلاة

أنر يا رب طريقي إليك كل يوم وكل ليل وساعدْني لكي أنتبهَ على الضعفاء والمحتاجين من حولي وأقدر أن أملّح الأرض بفرح الإنجيل، لأن لك وحدك القدرة والمجد. آمين.

Comments are closed.