عين على القدس يسلط الضوء على الترميم الهاشمي لكنيسة القيامة
نورسات الاردن
سلط برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، الضوء على البدء بالمرحلة الثانية من أعمال الترميم الهاشمي الشامل لكنيسة القيامة على نفقة جلالة الملك عبدالله الثاني صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات.
وعرض البرنامج في تقريره الاسبوعي المصور في القدس مشاهد من اجتماع رؤساء الطوائف المسيحية الثلاث (الكاثوليك والروم الأرثوذكس والأرمن) في كنيسة القيامة في القدس، وقيامهم بإزالة أول حجر من أرضية الكنيسة للبدء بمشروع ترميم البلاط فيها، اذ جاء هذا الترميم بعد التوصل لتفاهم بين جميع الطوائف المشاركة في الكنيسة. واوضح التقرير أنه سيتم إصلاح وتغيير أرضيات الكنيسة التي تبلغ مساحتها 1200 متر مربع على مراحل تمتد لشهر أيار من عام 2024، وذلك للسماح باستمرارية الزيارات والخدمات، وكذلك سيتم إصلاح خطوط الصرف الصحي وخطوط الكهرباء الممتدة أسفل الكنيسة.
مستشار حراسة الأراضي المقدسة، الأب إبراهيم فلتس، قال إن الطوائف الثلاث وافقت على هذا العمل، مؤكدا أنه بدأ فعلياً بإشراف أفضل المختصين بهذا النوع من الاعمال من علماء الآثار في ايطاليا. بدوره، مستشار بطريركية الأرمن في القدس، الأب كوريون باجداساريان، أكد أن أعمال الترميم ستتضمن تشييد بنية تحتية جديدة، ككوابل الانترنت ونظام لاسلكي، سيمكن المعنيين من بث جميع الطقوس الدينية وغيرها من الكنيسة ،مشيرا إلى أن جميع الطوائف المسيحية في الأراضي المقدسة تتوجه بالشكر والعرفان لجلالة الملك عبدالله الثاني على كرمه في التبرع لأعمال الترميم. وأشار التقرير إلى أن هذه المرحلة هي الثانية في اعمال الترميم بعد الانتهاء من ترميم القبر المقدس عام 2016، والذي تم بمكرمة ملكية سامية، تبرع بها جلالة الملك عبدالله على نفقته الخاصة. وأضاف التقرير أن جلالة الملك خصص مبلغاً للترميم على نفقته الخاصة، تنفيذاً لوعده خلال خطاب تسلمه جائزة جون تمبلتون في عام 2018، حيث قرر حينها تخصيص جزء من قيمة الجائزة لدعم مشاريع ترميم المقدسات في القدس، ومن بيتها كنيسة القيامة .
ويعتبر الفلسطينيون ذلك “تطبيقاً فعليا” بالأفعال لا بالأقوال للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، انطلاقاً من سعي جلالته الدائم في الحفاظ على هوية القدس ومعالمها المسيحية والإسلامية. والتقى البرنامج الذي يقدمه الإعلامي جرير مرقة، بمسؤول الإعلام في مطرانية الروم الأرثوذكس، الأب صفرونيوس حنا، الذي أوضح أن كنيسة القيامة تقع داخل أسوار البلدة القديمة في القدس، وتم بناؤها على يد الإمبراطورة هيلانا والدة الإمبراطور الروماني قسطنطين عام 335 ميلادي، كما انها تعد في العرف المسيحي أهم الكنائس، لأنها تحتضن القبر المقدس والجلجلة. وعبر حنا عن شكره لجلالة الملك عبدالله، لتغطيته نفقات ترميم كنيسة القيامة على نفقته الخاصة، مستذكرا قول جلالته في خطابه عند تسلم جائزة تمبلتون : “يتوجب علينا جميعاً المحافظة على القدس الشريف بتاريخها العريق المبني على تعدد الأديان، وكمدينة مقدسة تجمعنا وكرمز للسلام، ولجائزة تمبلتون جزيل الشكر على المساهمة في هده الجهود، إذ سيتم تخصيص جزء من هذه الجائزة لدعم مشاريع ترميم المقدسات في القدس، ومن بينها كنيسة القيامة.
وأضاف حنا أن هذا التبرع يعد تطبيقاً عملياً للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، ويعكس التزام جلالته الشخصي تجاه أمن ومستقبل المدينة المقدسة بصفته صاحب الوصاية على المقدسات، لافتا إلى الحضور المهم للطوائف المسيحية الثلاث المتمثل بكنيسة الروم الأرثوذكس وكنيسة الأرمن الأرثوذكس ورهبنة الفرنسيسكان، إضافة إلى الإعلام العالمي خلال افتتاح أعمال الترميم في الكنيسة، ووصفه بـ”الحدث التاريخي”. واضاف ان العالم ينظر بعيون فخر واعتزاز واهتمام للدور الهاشمي في وصايتهم على هذه الأماكن، ويعلم أنه لولا هذا الدور لتغير الواقع الآن ،مشيراً إلى القرار الصادر عن اليونيسكو بأن الأقصى إرث إسلامي بحت، ما يجعل الجميع يراقب عمل الملك عبدالله بكل اهتمام واحترام. ودعا الأب حنا في ختام حديثه المسيحيين في العالم إلى القدوم للحصول على المباركة من هذه الأماكن التي وطأتها أقدام السيد المسيح، حيث أنه ولد في بيت لحم وتعمد في نهر الأردن، مؤكدا أن حضورهم يعد تأكيداً على الوجود المسيحي في المنطقة والحفاظ عليه.
–(بترا)
Comments are closed.