بطريرك الكلدان: الحكومة لم تتكفل بالمسيحيين الذين عادوا إلى منازلهم
أكد البطريرك الكلداني مار لويس ساكو، أن “هناك تراجعاً مستمراً في أعداد المسيحيين في بلاد الرافدين، وهو أمر مؤسف جداً لنا”.
ولفت إلى أن “حتى الذين عادوا إلى منازلهم، لم تتكفل الحكومة بهم، ولم تساعدهم، بل إن معظم المنازل التي رُمّمت خلال السنوات الماضية بعدما تضررت بسبب الحرب، كانت الكنيسة هي الجهة التي تقوم بأعمال الترميم”.
وأوضح البطريرك وفقا لما نشره إعلام البطريركية على موقعه الرسمي (مار أديّ) الثلاثاء، أن “أعداد المسيحيين تراجعت في بغداد، بعدما كانت هناك أحياء كاملة تضم المسيحيين في العاصمة قبل عام 2003، لكن التمييز ضدهم والاستيلاء على ممتلكاتهم ومحاصرتهم في رزقهم دفعهم إلى الهجرة، وقد هاجر معظم مثقفي ونخب المسيحيين في بغداد، وبقيت العائلات الفقيرة غير القادرة على الهجرة”.
وحول اللجنة التي شكلّها زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر أخيراً بشأن استرجاع أملاك المسيحيين المسلوبة، قال إنها “تمكنت من استرجاع عدد من المنازل، لكن في الحقيقة ليس لدينا رقم واضح للعقارات التي تم استرجاعها، وقد شكرت فريق اللجنة في أكثر من مرة على جهودهم”.
وأضاف: “كان يفترض أن تكون اللجنة حكومية، لكن في الحقيقة الحكومة ضعيفة وغير قادرة على فرض القانون وهيبتها على الأفراد والجماعات التي تستولي على الأملاك”. وقال في هذا الخصوص: “لقد وجدت أن رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي حاول بناء دولة قوية، لكن يبدو أن الطريق إلى الدولة القوية طويل”.
ونبّه ساكو إلى أن “المشكلة في العراق هي أن الأحزاب لا تعمل على تقوية الدولة، إنما على إضعافها”، وتابع: “هذا المشهد واضح بالنسبة لنا، وشاهدنا أن الدولة اعتقلت شخصيات متهمة بالفساد المالي وبتهم أخرى في الصباح، لكن عندما يأتي المساء يكون هذا الشخص خارج السجن، ولا تتحدث عنه الدولة مستقبلاً”. واعتبر أن “دويلات في العراق هي الحاكمة، وليس دولة واحدة تمثل القانون، وهناك سلاح وجنود خارج الدولة، والأخيرة غير قادرة على السيطرة”.
وبشأن دعوة الكاظمي للمسيحيين العراقيين من أجل العودة إلى العراق، قال ساكو: “أنا أعرف المسيحيين الذي يعيشون في الخارج، إنهم يريدون الأمان والاستقرار والحياة الكريمة، حالهم كحال أي عراقي مغترب، وهذه المتطلبات غير متوفرة في العراق، بالتالي فإن المهاجرين لن يعودوا إلى بلادهم الأصلية”.
وأشار بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم إلى أن “من المفترض على الحكومة، حين تقوم بدعوة المسيحيين إلى العراق، أن تقوم بخلق بيئة آمنة لهم، وليس التحدث عبر الإعلام ومحاولة الكسب السياسي”. وأضاف أن “المسيحيين لم يحصلوا على أي من متطلباتهم البسيطة، كما أن ممثلي المسيحيين من السياسيين لم يلتزموا بوعودهم من جهة، واتحدوا مع الأحزاب الكبيرة من جهة ثانية، إضافة إلى أن غالبيتهم غير منتخبين أصلاً من المسيحيين”.
Comments are closed.