رسالة الكاردينال لويس ساكو بمناسبة عيد الفصح ٢٠٢٢

نورسات الاردن

“الطريق الوحيد للوصول الى “القيامة” وعيشها هو بإتباع خطى المسيح الذي أظهر نفسه لنا من خلال مار توما ولا يتعب من مناداتنا كما نادى مريم المجدلية باسمها” هذا ما كتبه البطريرك الكلداني الكاردينال لويس ساكو في رسالته بمناسبة عيد الفصح ٢٠٢٢

بمناسبة عيد الفصح وجه البطريرك الكلداني الكاردينال لويس ساكو رسالة إلى المؤمنين كتب فيها إنَّ احتفالنا اليوم يذكرنا أكثر من أي يوم آخر، بمحبة الله للبشر وبقربه منهم، وبرحمته الواسعة لهم من خلال قيامة المسيح التي تعد استشراقا مؤكدا لمستقبل البشرية وخلاصها ان هي سارت وفق تعليمه. قيامته تأتي “ليُنير الجالسين في الظلمة وظلال الموت، لِيُسَدِّدَ خُطانا لِسَبيلِ السَّلام”. قيامة المسيح تعزية لنا ورجاء… قيامته هي أساس رجائنا الخاص وعربون قيامة كل المؤمنين. وانجيله بالتالي رسالة رجاء، يذكرنا بأشياء مهمة في حياتنا. الآمه مخاض ولادة جديدة، وقيامة مجيدة وتأسيس جماعة جديدة (الكنيسة).

تابع الكاردينال ساكو يقول قيامة المسيح دعوة للدخول في زمن جديد، وعهد جديد، فيه نحب بعضنا البعض بصدق، ونتعاون بحماسة وتجرد، لنكون دوما حاضرين للوقوف الى جانب بعضنا البعض، على مثال تلاميذه الذين جمعتهم القيامة بالمحبة، وجعلتهم يتقاسمون ما يملكونه بحرية. أتساءل أين صارت القيم الروحية المسيحية في معظم مجتمعاتنا. ماذا فعلنا بتعليم المسيح الذي دعانا الى محبة الجميع حتى أعدائنا؟ ماذا فعلنا بقيم الاخوة والسلام والأمان والاحترام والخير العام؟ فمن المُعيب أن روحانيتنا غدت فقيرة! لماذا تنازلت عنها مجتمعاتنا، خصوصاً الغربية منها؟ على الكنيسة أن تعمل جاهدة لاستعادة هذه القيم لينعم عالمنا بالسلام والأمان والعدالة وبروح المحبة. على الكنيسة ان تعكس نور الانجيل على الشؤون الراهنة التي تشكل حياة المجتمع، والا تبقى كنيسة خارج الزمن وخاملة.

أضاف البطريرك الكلداني يقول على المؤمنين من أي دين كانوا التواصل مع كل انسان مهما كان دينه أو مذهبه أو قوميته، وتحقيق التفاهم والتعاون الأخوي كما دعانا المسيح “كلكم اخوة” وكما تعكس الرسالة العامة للبابا فرنسيس “Fratelli tutti”، والتي تشجع على بناء عالم جديد وحضارة جديدة، وتدافع عن الاخوّة البشرية وكرامة الإنسان والاحترام المتبادل. على كل مؤمن بالله، والمسيحي بشكل خاص أن يرفض منطق الحرب-الموت لأنه تتقاطع مع منطق المحبة والسلام والحياة. فالطريق الوحيد للوصول الى “القيامة” وعيشها هو بإتباع خطى المسيح الذي أظهر نفسه لنا من خلال مار توما ولا يتعب من مناداتنا كما نادى مريم المجدلية باسمها.

تابع الكاردينال ساكو يقول على رؤساء الدول والمرجعيات الدينية والمجتمع نفسه العمل لانهاء الحروب بين روسيا اوكرانيا وحل الازمات بطرق دبلوماسية وليس الاقتتال.

يكفي حروب وموتى وجرحى والام وخراب وهجرة وفقر وأمراض.. يجب الكف عن صنع الاسلحة الفتاكة هنا وهناك، ألا يحرك كل هذا الشر ضمير المسؤولين السياسيين في العالم؟ كل انسان شريف عليه ان يرفض هذا الجحيم. نحن في لحظة خطيرة قد تجر الى حرب عالمية مدمرة لا سامح الله لها تداعيات خطيرة على مجمل العملية السياسية. ادعو جميع المؤمنين مسيحيين ومسلمين (وهم يصومون شهر رمضان) ويهود ان ينظروا الى معاناة أوكرانيا وبلدان الشرق الاوسط وإذلالها وتفكيك فسيفسائها الجميل.

وختم البطريرك الكلداني الكاردينال لويس ساكو رسالته بمناسبة عيد الفصح بالقول أخيراً، كمواطن عراقي وكرجل دين مسيحي مسؤول، لا يمكنني تجاهل رؤية العراقيين متعبين ومنهوكين بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها بلدنا الحبيب العراق. لذلك ادعو القوى السياسية الى تحمُّل المسؤولية الوطنية واعتماد لغة الحوار والتفاهم كونها السبيل الوحيد للخروج من الانسداد السياسي المقلق والاسراع في بناء حكومة وطنية قادرة على الإصلاح الحقيقي. عسى أن ينير، ذلك النور المنبعث من قبر المسيح، بصائرنا فنقوم معه، ونقف أمام إنسانيتنا، وقفة تحرر وتضامن وأُخوّة. قيامة مباركة للجميع والسلام على الأرض.

Comments are closed.