في عالم اليوم الملىء بالكلام والضجيج والفوضى، لنلتفت إلى مريم ونتأمل بصمتها. لنطلب منها نعمة الدخول إلى ذواتنا ولتساعدنا على أن نكتشف أنفسنا ونلتمس مشيئة الله في حياتنا.
فإذا نظرنا إليها سنجدها قديسة الصمت والتأمل، من البشارة حتى الصليب إلى أفراح وأمجاد القيامة. قمتها أمرٌ مُلفت. وإن نطقت فهي إما طائعة للمشيئة الإلهية: ” ها أنا أمة الرب… ” (لوقا 1: 38) أو شاكرة ومُمَجِّدة للرب: “تعظم نفسي الرب….” (لوقا1: 46) ولكن ما يخبرنا به الانجيل في الواقع هو أنها:
” كانت تحفظ تلك الأمور وتتأملها في قلبها” (لوقا 2: 51)
كم نحتاج أن نكون على مثال مريم. أن نهدأ وندع كلَّ ما حولنا يهدأ. أن نُسكِت كل الضجيج والفوضى، حتى ضجيج أنفسنا وأفكارنا ونطلب نعمة الهدوء والصمت لنستطيع الإصغاء إلى ما يقوله الله لنا. ولنصلِّ إلى مريم أم الصمت:
أيتها العذراء مريم، أمّ الصمت، ها أنا أكرّس كل حياتي لكِ. تلطّفي واطبعي في قلبي قلب ابنك يسوع، الذي مات وقام من أجلي. في البشارة السعيدة أجبتِ الملاك “ليكن لي بحسب قولك”. وفي عرس قانا الجليل علّمتِني أن أعمل كل ما يقوله لي الرب. وتحت الصليب، أعطيتني مثلاً في الاتّحاد مع يسوع الذي كان مطيعا للآب. يا “سيدة الصمت” قناة النِّعم، امنحيني كل يوم نعمة الارتداد الصادق والثبات في دعوت. يا مريم، يا ندى الجمال الإلهي، أظهِري لي كيف أنك تحفة القداسة، مكوّنة بثمن دم المسيح الثمين. يا مريم، كاتدرائية الصمت، اجعلي هذه الصلاة تتردد في قلبي: “لا تخف، لأنك ابني، وأنت محبوب من الآب السماوي”. أيتها القديسة مريم، زورق النجاة للنفوس، وجسرٌ بين السماء والأرض، أرشديني، مع الملائكة والقديسين، لبناء ملكوت الله على الأرض، حتى أعيش دومًا في حضرة الثالوث الأقدس، وأن أرغب لنفسي وللآخرين السلام الأبدي وسعادة أورشليم السماوية. آمين
Comments are closed.