توقف البابا فرنسيس في حديث له صباح الأربعاء، خلال استقباله وفدا من مؤسسة Famiglia Spirituale Charles de Foucauld (العائلة الروحية شارل دي فوكو)، عند القديس شارل دي فوكو الذي تم إعلان قداسته الأحد الماضي في قداس إلهي ترأسه البابا.
استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح يوم الأربعاء وفدا من مؤسسة Famiglia Spirituale Charles de Foucauld (العائلة الروحية شارل دي فوكو). وفي بداية كلمته إلى ضيوفه رحب الأب الأقدس بالجميع معربا عن سعادته للقائهم ولتقاسمه معهم فرح الاحتفال بقداسة شارل دي فوكو. وكان قداسة البابا قد ترأس صباح الأحد الماضي ١٥ أيار مايو قداسا إلهيا لإعلان قداسة عشرة طوباويين من بينهم الطوباوي شارل دي فوكو. وتابع البابا فرنسيس متحدثا عن هذا القديس مشيرا إلى أنه يمكننا أن نرى فيه نبيا من زمننا نجح في إبراز جوهرية وجامعية الإيمان.
وتوقف البابا فرنسيس عند الجوهرية فقال إن القديس شارل دي فوكو قد أبرز هذه الجوهرية مكثفا معنى الإيمان في كلمتين بسيطتين إلا أنهما تحتويان كل شيء: يسوع والمحبة. وقد فعل القديس هذا في المقام الأول، واصل الأب الأقدس، من خلال العودة إلى روح الأصول، إلى روح الناصرة. ثم أعرب قداسة البابا لضيوفه عن الرجاء في أن يواصلوا، ومثلما فعل القديس شارل دي فوكو، تخيل يسوع وهو يسير وسط الناس مواصلا بأناة القيام بعمل شاق، وهو يعيش الحياة اليومية لعائلة أو لمدينة. وأضاف البابا كم يعجب الله أن يرى أننا نحاكيه في حياة الصغر والتواضع والتقاسم مع الفقراء. ثم ذكَّر قداسته بما كتب القديس شارل دي فوكو مشيرا إلى أننا نميل إلى أن نضع في المرتبة الأولى الأفعال والتي يمكن لمس تبعاتها، أما الله فيضع في المرتبة الأولى المحبة، ثم تأتي بعد ذلك التضحية المستلهمة من المحبة ومن الطاعة الناتجة عن المحبة. وواصل البابا فرنسيس أننا ككنيسة في حاجة إلى العودة إلى ما هو جوهري، ألا نتوه في الكثير من الأشياء الثانوية ما يعرضنا لخطر عدم رؤية طهارة الإنجيل البسيطة.
ثم انتقل الأب الأقدس إلى الحديث عن الجامعية والتي نجح القديس شارل دي فوكو في نقلها، فقال إن هذا القديس قد عاش كونه مسيحيا كأخ للجميع بدءً ممن هم أكثر صغرا، ولم يمكن هدفه ارتداد الآخرين بل عيش محبة الله المجانية. وذكَّر البابا فرنسيس هنا مجددا بما كتب القديس دي فوكو حين شدد على رغبته في أن يعتاد الجميع، وبغض النظر عن دينهم، أن يعتبروه أخا. وتابع البابا فرنسيس أن القديس قد فعل هذا من خلال فتح باب داره كي تكون مرسى للجميع، بيت الراعي الصالح. ثم شكر الأب الأقدس ضيوفه على مواصلة حمل هذه الرسالة الهامة والمفيدة، وخاصة في زمن يشهد خطر الانغلاق في التفاصيل وزيادة المسافات وفقدان رؤية الأخ، وهو ما نراه مع الأسف في الأحداث اليومية.
ثم عاد البابا فرنسيس إلى كلمات القديس شارل دي فوكو مذكرا هذه المرة بحديثه عن أن نفسه هي في فرح دائم. وتضرع الأب الأقدس كي تُمَكن العذراء ضيوفه من الحفاظ على هذا الفرح وتغذيته، وذلك لأن الفرح هو الشهادة الأكثر نصوعا التي يمكننا أن نقدمها ليسوع في كل مكان وفي كل زمن. ثم أراد الأب الأقدس في ختام حديثه إلى أعضاء وفد جمعيةhttp://PencePhotovat.com Famiglia Spirituale Charles de Foucauld (العائلة الروحية شارل دي فوكو) توجيه الشكر إلى القديس شارل دي فوكو لأن روحانيته قد أفادته كثيرا حسب ما ذكر، وذلك حين كان يدرس اللاهوت حيث كانت هذه فترة نضج وأيضا أزمة بالنسبة للبابا والذي تعرف على هذه الروحانية، حسب ما واصل، من كتب الأب باولي وبوانيو، وقد ساعدته قراءته المتواصلة لهذه الكتب بشكل كبير على تجاوز الأزمات والعثور على طريق الحياة المسيحية الأكثر بساطة وقربا من الرب. وكرر قداسة البابا فرنسيس هنا الشكر للقديس شارل دي فوكو مشيرا إلى رغبته في تقديم هذه الشهادة على هذا الأمر الذي كان مفيدا جدا بالنسبة له. ثم ختم قداسته متمنيا لضيوفه رسالة جيدة وباركهم سائلا إياهم مواصلة الصلاة من أجله.
Comments are closed.