القضاء الإسرائيلي يؤكد بيع مبان للكنيسة الأرثوذكسية لمستوطنين في القدس الشرقية
رفضت المحكمة العليا في إسرائيل مساء الأربعاء التماسا قدمته بطريركية الروم الأرثوذكس لإبطال استيلاء منظمة “عطيريت كوهانيم” الاستيطانية على ثلاثة من ممتلكاتها في باب الخليل بالبلدة القديمة بالقدس الشرقية المحتلة.
ورفضت أعلى سلطة قضائية في اسرائيل في قرارها نهائي الذي وصلت نسخة منه غلى وكالة فرانس برس، طلب البطريركية الأرثوذكسية التي قدمت وثائق جديدة إلى المحكمة للطعن في بيع مبان منظمة عطيرت كوهانيم الاستيطانية.
وتعود القضية إلى 2004 عندما حصلت المنظمة التي تهدف إلى “تهويد” مدينة القدس الشرقية المحتلة وخصوصا البلدة القديمة، على حقوق ايجار محمي طويل الامد لثلاثة عقارات بينها فندقي امبريال وبترا من ممتلكات بطريركية الروم الأرثوذكس تقع في الحي المسلم ويعيش فيها كلها فلسطينيون.
وأطلقت البطريركية ملاحقات ضد “عطيريت كوهانيم” مؤكدة أن عمليات الاستحواذ جرت بشكل غير قانوني وبلا موافقتها.
وفي نسخة قرارها الذي وصل الخميس، قالت المحكمة إن البطريركية لم تتمكن من “اثبات الادعاء بالاحتيال ولم يتم تقديم أي دليل لإثبات ذلك حتى ظاهريًا”.
وقالت البطريركية في بيان الخميس أن قرار المحكمة “غير عادل ولا يستند إلى أي أساس قانوني أو منطقي، لأن منظمة راديكالية (عطيرت كوهانيم) وأنصارها اتبعوا أساليب غير شريفة وغير قانونية للحصول على ممتلكات مسيحية في أحد أهم مواقع العرب المسلمين والمسيحيين في القدس”.
من جهته، صرح محامي البطريركية اسعد مزاوي لوكالة فرانس برس الخميس “إنه يوم حزين جدا خاصة عندما نتحدث عن مجموعة من المتطرفين الذين يريدون أخذ ممتلكات الكنائس، يريدون تغيير طابع المدينة القديمة بغزوهم المناطق المسيحية”.
واضاف أن المستوطنين “يستخدمون سلطتهم وتأثيرهم على صناع القرار في دولة إسرائيل وهم للأسف ينجحون في القيام بذلك”.
وتابع “نحن المسيحيون اقلية في القدس وفي جميع أنحاء الأراضي المقدسة (…) وهذه الممتلكات مهمة جدا لوجودنا”.
وتقول البطريركية إن المستوطنين حصلوا على العقارات بدون إذن منها واتهمت محام بأنه محتال أساء استخدام صلاحياته “لسرقة البطريركية”.
وبامتلاكها لهذه العقارات تصبح “عطيرت كوهانيم” مالكة لأغلب المباني الواقعة عند مدخل باب الخليل أحد الأبواب الرئيسية للبلدة القديمة والسوق العربية.
وسيكون بمقدورها توطين مئات الأشخاص هناك ما سيغير طبيعة الحي المسيحي العربي الذي يعيش فيه نحو 300 مستوطن في الحي المسيحي .
وتنطلق من باب الخليل كل مواكب البطاركة المسيحيين في احتفالاتهم الدينية.
تنشط الجمعيات الاستيطانية اليهودية بشكل مكثف في القدس الشرقية، وتلجأ إما إلى قانون أملاك الغائبين أو سماسرة وأساليب قانونية وغير قانونية ولا تخفي أهدافها. وقد أعلنت مرارًا أنها تريد “جعل القدس مدينة يهودية مع أقلية عربية”.
ويحاول نحو 320 ألف فلسطيني البقاء في القدس الشرقية المحتلة المدينة الفلسطينية التي احتلتها اسرائيل في 1967.وكالة فرنس برنس
Comments are closed.